Tuesday  07/06/2011/2011 Issue 14131

الثلاثاء 05 رجب 1432  العدد  14131

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا يتخذ المريدون شرًّا بأي بلاد ملعباً لهم ليسيئوا لها ما لم يجدوا مساحات شاسعة تسمح لهم بذلك بين شباب الأمة وسواعدها، ولن يستطيعوا تحقيق أي من أهدافهم الشيطانية المرسومة بعناية فائقة والمخطط لها سلفاً إن لم يجد أولئك المغرضون شباباً خالياً من الفكر...

...ويسيطر عليه الخواء الفكري، ولن تقوم لهم قائمة وسيعجزون عن تحقيق مآربهم إن واجهوا عكس ذلك مما وصفتُ سابقاً.

الوطنية وحبُّها وحبُّ تراب الأرض والدفاع عنها تهتف جميعها بكل قوة وبكل صوت مرتفع لشبابنا وبناتنا بأن ينازلوا مَنْ أراد ببلادنا سوءاً، يحاربوا كل من أراد تغريبهم في أرضهم وتمزيق شتاتهم وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وبقيادتهم، وفك ارتباطهم والتصاقهم بقيادتهم. لقد اشتاقت الوطنية للتغزل بها، فهذا زمن التغريد والأفعال، وهذا وقت التعاضد بين الروح والوجدان في سبيل الوطن وحبه والفداء له.

هذه الأرض التي ما بخلت بطيباتها علينا وعلى أبنائها وبناتها، وألبستنا جميل الثياب، وأعطتنا كثير المال والألقاب، حتى وإن أصاب بعضنا القليل من الحرمان في الوظيفة أو المال أو الجاه، إلا أن وطنيتنا تظل فوق كل اعتبار، وتظل قيادتنا جزءاً من وجودنا ورمزاً عزيزاً في كياننا وهامة عالية في سمائنا.

الوطنية هي النار التي آنستم وجودها في أحشائكم، والتي تشعرون بها حينما يقترب أحد المريدين ببلادكم سوءاً، تلك النار حملناها في أفئدتنا تجاه هذه الأرض للدفاع عنها وعن ترابها وأرضها.

إننا لنناشدكم يا أبناء هذا الوطن البررة في كل مكان فيه، من شماله لجنوبه، ومن غربه لشرقه، ألا تدعوا هذه النار تخفت وتنطفئ، انفخوا فيها من أرواحكم، وألقموها قلوبكم، وأطعموها عقولكم؛ لتبقى تتأجج وتنير لهذا الشعب مصابيح الهدى والإيمان. أوليس ذلك حق المواطنة عليكم؟ أوليس هذا ما عاهدتم ربكم ثم ولي أمركم عليه؟ فمن أدرك الطريق وطرقها وهزها ورجها فُتحت له ولو بعد حين.

لقد آن لنا نؤجج وطنيتنا ونارها ولهيبها، ونتعاون ونتكاتف ونتقارب؛ لنكون على قلب واحد في ردهم بما يكيدون.. وكيف لنا أن نتسلح إلا بالإيمان في صدهم وما يخططون؟ وبماذا نتسلح ضدهم وهم قد أعدوا العُدَّة لنا بإعلامهم وقنواتهم وأصواتهم؟ فأقول لكم: إنْ عَزّ السلاح عليكم فليكن تعاوننا هو السلاح الذي به نُسكتهم، وليكن تعاضدنا القوة التي بها نُخرسهم، وولاؤنا لولاة أمرنا الشارة التي نرفعها في وجوههم.

لا تستمعوا إلى ما يقوله أعوانهم من شياطين الإنس المثبطين والمعوقين الثرثارين، وهم يتخافتون متهامسين: أي خيال ضبابي يتشبث به هؤلاء؟ وأي حلم وردي يغرقون أنفسهم فيه؟ وأية آمال بعيدة المنال يركضون وراءها؟ أثبتوا لهم أننا أُمّة تخاف الله، وتطيع ولي أمرها، متعاضدة، متماسكة، لا تهزها ريح عاتية، ولا تزعزعها كلمة بالية تصدر من هنا أو هناك، أثبِتوا لهم مقدرتنا على ردهم وصدهم وكل مَنْ تسول له نفسه الاقتراب من أرضنا بالكلمة أو بالفعل وكل من يحاول ذر التفرقة بيننا وزرع الحسد والفتنة بغية تحقيق مدخل له؛ ليصل إلى ما يريد من أهداف شيطانية لا غاية منها سوى ما يرضي الحاسد عادةً، وهو زوال النِّعَم.

لا تجعلوهم يُفقدونكم إحساسكم بالوطنية وكرامة المواطنة مهما عانيتم من بعض توافه الأمور على أرضكم، وهذا هو أبو متعب - أيده الله وأطال بعمره على الحق - يُتبع المكرمة بأخرى، ويعمل ليلاً نهاراً جاهداً مجتهداً لتحسين أوضاعنا وأوضاعكم؛ فقوموا وأوصدوا أبواب اليأس، وافتحوا أبواب الأمل والتفاؤل، خيالكم اليوم هو حقيقة الغد، والأمة التي يعقم خيالها يعقم ذهنها، ويتبلد وجدانها.

أحبوا بلدكم الذي مَنَّ عليكم بالخير الوفير بكل حبة من قلوبكم، وليكن همكم به فوق كل هَمّ، ومحبته فوق كل محبة.. فإذا أحببتموه سهل عليكم ما تلقونه في سبيله من متاعب ومشقات، وسهلت عليكم التضحيات، ورُدَّ كل من أراد بكم وببلادكم سوءاً أو زعزعة استقرار، ونحن بحمد الله نعيش الأمن والأمان في كل مكان. إلى لقاء قادم إن كتب الله.

 

قبسٌ من نار الوطنية
د. عبدالله بن سعد العبيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة