Thursday  09/06/2011/2011 Issue 14133

الخميس 07 رجب 1432  العدد  14133

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ضيــف هذه الزاويــة اليوم فضيلة الشــيخ محمد بن صالح بــن عثيمين - رحمه الله رحمة واسعة -، ويمكن عنونة المقـــال بـ «واجب المتحدث بين يديْ ولي الأمر»، أو «مواصفات البطانة الصالحة» إذ نقل النووي مؤلف كتاب رياض الصالحين - رحمه الله - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ أناساً جاءوا إليه وقالوا: إننا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم قولاً ولكن إذا خرجنا من عندهم قلنا بخلافه، فقال: كنا نعد ذلك نفاقاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. وقد علّق الشيخ ابن عثيمين على هذا النص فقال (... فالواجب على من دخل على السلاطين من الأمراء والوزراء والرؤساء والملوك، الواجب عليه أن يتكلم بالأمر على حقيقته، يبيّن لهم الواقع سواء كان الناس على استقامة أو على اعوجاج أو على حق أو على باطل، ولا يجوز للإنسان أي إنسان أن يدخل على الأمير أو على الملك أو ما أشبه ذلك ثم يقول: الناس بخير، الناس أحوالهم مستقيمة، الناس ملأوا المساجد، الناس عبدوا الله، الناس اقتصادياتهم جيدة، الناس أمنهم جيد، وما أشبه ذلك وهو كاذب، هذا حرام خداع لولاة الأمور وخداع للأمة جمعاء، لأنّ ولي الأمر ليس شمساً تدخل في كل مكان، بل الشمس لا تدخل كل مكان، الحجر المغلقة ما تدخلها الشمس وولاة الأمور علمهم محدود سمعهم محدود بصرهم محدود إدراكهم محدود عقولهم محدود كغيرهم من البشر، لا يمكن أن يعلموا بأحوال الناس كلها، فإذا جاء مثل هذا الغاش الغادر الخائن وقال لهم إنّ الأمور كلها خير ورخاء وأمن وعبادة، وما أشبه ذلك، غرهم فظنوا أن الأمور هكذا ولم يتحركوا بإصلاح ما فسد، لأنهم يقال لهم إن كل شيء على ما يرام، الواجب الصراحة ولا يمكن مداواة الجرح إلا بشقه، بعد أن تشقه ويخرج الدم الخبث حينئذ تداويه، أما أن تلمه على شعث فهذا لا يجوز، لأن هذا غش وابن عمر يقول: هذا من النفاق وصدق فهو من النفاق، حدث فكذب وخانوا وما ائتمنوا، فالواجب البيان أما النفاق والمداهنة فهذه لا تجوز، لذلك الواجب على كل إنسان أتى إلى شخص مسئول ولو عن عشرة طلاب، دعنا من المسئولين عن أمة كاملة، الواجب أن يخبره بالواقع لا يقول والله الطلاب كلهم بخير كلهم حريصون كلهم كلمتهم واحدة كلهم على أدب طيب، لا الواجب أن يبلغ بالحقيقة وينص على كل واحد بعينه إذا اقتضى الحال هذا، وذكر العيب لإزالة العيب سلامة ونصح، وليس من الغيبة في شيء... فإذا جئت مثلاً إلى أي إنسان تحته أناس وهو ولي عليهمقول هذا فلان كذا وكذا وأنت صادق بار ليس بينك وبينه عداوة أو مشاحنة فأنت على خير ومأجور وناصح، ولا يمكن أن تستقيم الأمور إلاّ أن الإنسان يعطي عنها صورة واضحة، أما الكتمان فهذا لا يجوز، كذلك أيضاً عندما نأتي أمير بلدة نرى في البلدة منكرات، نرى فيها غشاً، نرى فيها تقصيراً من المسئولين الآخرين لا يجوز أن نعطي الأمير صورة على أن كل شيء تام، يجب أن نبين ونوضح. صحيح أنه إذا أمكن أن تصلح الأمور قبل أن ترفع إلى الأمير فهذا حسن وطيب، ولكن إذا علمنا أن المسألة ما هي صالحة وأننا لو ذهبنا إلى المسئول الذي تحت الأمير قال: إن شاء الله تعالى ابشروا كل شيء يتيسر ولكنه يماطل فلابد من إبلاغ من فوقه حتى يقوم باللازم، فالحاصل من هذا الحديث أنه لابد من النصح، وبيان الأمور على ما هي عليه، وأما أن تلقى الإنسان بوجه وإذا أدبرت عنه أدبرت، فهذا حرام ومن النفاق). انتهى كلامه رحمه الله، وأترك التعليق للثلاثاء القادم بإذن الله وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
كلام يجمد على الشارب (1ـ2)
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة