Thursday  09/06/2011/2011 Issue 14133

الخميس 07 رجب 1432  العدد  14133

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

صحيح أن «الثورة يفكر فيها العقلاء، ويقوم فيها الشجعان، ويستغلها الانتهازيون، ويستفيد منها الجبناء». بالطبع كانت هذه المقولة (المُنطّرة) تنطبق على حال الثورات طوال القرون الماضية، ولكنها ويا للغرابة لا تنطبق على (حالة) ثورات اليوم التي هبت و(قبّت) واستعرت بالخريطة العربية (بالذات) وانتشرت كانتشار النار في الهشيم. فالثورات القديمة كان يخطط لها المفكرون والمنظرون والعقلاء الوطنيون الذين ينشدون الإصلاح، ولكن ثوراتنا الجديدة (قبت) هكذا فجأة بلا تخطيط ولا تنظير، وليس لها (رأس) يقودها نحو هدفها المأمول، وهذا ينفي شكل الثورات التقليدية السابقة. وصحيح أنه قام بها الشجعان الذين لم يأبهوا الموت من أجل تحقيق رغيف الخبز والعمل الشريف والحرية اللامحددة والمؤطرة أو الواضحة الشروط. وصحيح أيضاً وكما في حال ثورتين عربيتين تمكنتا من تغيير النظام من خلال صلابة الشجعان، ولكن الانتهازيون استغلوها أبشع استغلال وراحوا يصفُّون حساباتهم السابقة مع رموز النظام الصغيرة (كرجال الشرطة، والموظفين السابقين والانتقامات الخلافية البسيطة من الآخرين). وصحيح أيضاً أن الانتهازيين يطيلون تأجيج الشارع واستمرار الفوضى على حساب مكاسب الوطن وعرقلة سير الحياة فيه، وهذا أخطر نمط ونوع يستغل (نُبل) الثورة. وهذا الحال -ويا للأسف الشديد- هو ما يسيطر حالياً وبشكل خطير على مسيرة الثورات وعرقلة النمو والإصلاح والنهوض من جديد. فهل تدرك ثوراتنا الجديدة هذا الخطر الذي يقودها إلى ما هو أسوأ من النظام السابق؟ أي بمعنى آخر أن الثورات العربية الأخيرة (ليس لها رأس) ولكن لها (كرياس) و(ترباس) يمنعها من أداء دورها المأمول، وهنا مكمن الفشل المُريع (؟!)

 

هذرلوجيا
ثورة بلا رأس
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة