Thursday  09/06/2011/2011 Issue 14133

الخميس 07 رجب 1432  العدد  14133

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

يعتبر مصطلح نمط الشخصية (أ ، ب) من المصطلحات الحديثة نسبيا، وقد شاع هذا المصطلح على نطاق واسع في كثير من المجالات خاصة في مجال السلوك وعلم النفس والاجتماع. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المصطلح استخدم بعد أن أخفق أحد المستشفيات في الولايات المتحدة في إيجاد علاقة وثيقة بين أمراض القلب والشرايين والمرضى حيث ربطها بالجنس والعمر والنوع واللون ولكنه لم يتوصل إلى دلالة بين المرضى وبين هذه المتغيرات.

لذا أجريت دراسة سلوكية على هؤلاء المرضى لمعرفة العلاقة بين المرض والمرضى على أساس سلوكياتهم فجاؤوا في مجموعتين مختلفتين سميت أحدهما مجموعة نمط الشخصية (أ) وسميت الأخرى مجموعة نمط الشخصية (ب).

ومن خصائص نمط الشخصية (أ) أنه في عجلة من أمره وغير صبور لضياع الوقت ويعمل شيئين في آن واحد.

كما أنه شديد وعنيف ومنافس ولا يستمتع بوقت فراغه ويشعر دائما أنه واقع تحت تأثير الضغط.

أما نمط الشخصية (ب) فمن خصائصه أنه ليس في عجلة من أمره وصبور ولا يؤنب نفسه.

كما أنه ذو أسلوب لطيف في الحياة وليست لديه مواعيد نهائية للإنجاز ولا يشعر أنه واقع تحت تأثير الضغط.

ودلت الدراسة على أن الفرد المعرض للضغوط بدرجة أكبر هو نمط الشخصية (أ) وبالتالي فهو الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين بينما نمط (ب) هو الأقل عرضة.

ولا شك أن الموظفين بصفة عامة يصنفون إلى هذين النمطين (أ ، ب) ولكن مع التفاوت النسبي فليس الذين ينطبق عليهم نمط الشخصية (أ) هم متساوون تماما في الصفات والخصائص بل هم مختلفون نسبيا.

وما يقال عن نمط الشخصية (أ) يمكن أن يقال عن نمط الشخصية (ب).

وعلى كل حال فإن هذا المصطلح له دلالة واضحة في وصف الشخص بأقل قدر من الكلمات وبأكبر قدر من المعاني.

ولذا فقد يكون هذا من أسباب شيوعه وذيوعه على نطاق عالمي واسع بين المختصين والإداريين.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أي النمطين أفضل للإدارة من الناحية العملية سواء على مستوى الرؤساء أو المرؤوسين؟.

إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى شيء من التمهل والروية قبل الحكم لواحد من هذين النمطين بالأفضلية وإن كان البعض يرى أن نمط (أ) هو الأفضل بينما البعض الآخر يرى نمط (ب).

وأعتقد أن الإدارة تحتاج إلى هذين النمطين ولكن الذي يحدد الأفضلية هي ثقافة المنظمة وطبيعة الوظيفة والأهداف التنظيمية والأولويات والإمكانات المتاحة وأنواع المراجعين وغيرها.

والحقيقة التي لا مراء فيها وحسب هذه الدراسة أن الذي سوف يدفع الثمن هو ذلك الشخص الذي سوف يصنف في دائرة نمط الشخصية (أ) نظرا لصفاته وخصائصه التي سوف تجعله يحمل نفسه أكثر مما تحتمل فيكون واقعا تحت تأثير الضغوط والتي بدورها سوف تتسبب له في كثير من الأمراض والأسقام يأتي في مقدمتها أمراض القلب والشرايين كمرض ضغط الدم والذبحة الصدرية والسكتة القلبية وغيرها حمانا الله وإياكم منها وألبسنا ثوب الصحة والعافية.

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

* عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة

 

الإدارة ونمط الشخصية (أ ، ب)
منصور بن صالح اليوسف *

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة