Thursday  09/06/2011/2011 Issue 14133

الخميس 07 رجب 1432  العدد  14133

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

 

لماذا يكثِّفون القبيح ويغيِّبون الجميل في الشعر الشعبي!؟
فينا مزايا شعشعت مثل الأنوار مشاعلٍ في الليل شهبٍ وأهلّه
" الأمير بدر بن عبد المحسن"

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

لطالما احتوى الشعر الشعبي الجزل على المثل العليا ومكارم الأخلاق والنبل الذي هو مبتغى لكل متلق هادف لغاية مجدية أصيلة تتفرع عن - فن الشعر - ومن يرصد انطباعات الكثيرين في الآونة الأخيرة في بعض وسائل الإعلام بما فيها - الشبكة العنكبوتية - يلمس استياء مما آل إليه حال بعض الشعر من تدنٍ في سقف إبداعه وتجاوزات بعض من (يدعون) الانتماء إليه بأسماء مستعارة دعتهم لتجاوزات شخصية الأدب والشعر منها براء، لهذا وتفعيلاً لمقولة (وبضدها تتميز الأشياء) من جهة، ومن جهة أخرى حتى يتلاشى وهم التعميم كانطباع عند الكثيرين - بعد مرض بعض حال الشعر - نسلط الضوء على بعض النصوص للشعراء الجزلين متنوعة المعاني المضيئة في إيجابياتها لنبين أن الشعر الشعبي الجزل أبعد مدى في نقائه وبهائه من كل أفق ضيق لا يليق به التصنيف في أطره، وهذا أمر لا يغيب البتة عن علم الناقد المتخصص أو فطنة المتذوق الدقيق.

يقول الشاعر المعروف عمير بن زبن:

إختر عديمٍ جاذباته مجانيه

تلقاه ذخرٍ لاهفا كل جحَّاد

عن الرذيلة مبعداتٍ مماشيه

ولاجل الشرف يهون له كل مصعاد

ياقف معك بالضيق وارضاك يرضيه

مثل السمؤال يوم هو بالوفا جاد

واللاش مهما كان حذرا تماشيه

خله عسى حليلته تلبس حداد

وكما أن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وكل تعاليم الإسلام نهت عن الكبر والرياء الذي فند أسبابه علم النفس وعلم الاجتماع فقد بادر الشعراء لفضح هذه الجوانب ورصدها وتبيان حلولها بشكل مختصر في بعض القصائد ومستفيض في البعض الآخر، من ذلك قول الشاعر حمد الضحيان الأسعدي:

يالزايد الناقص ترى الطيب مقسوم

بين الأوادم في جميع النحايا

الطيب ما يوخذ بنعرات وزعوم

وهايبٍ من عند جزل العطايا

الله خلق بالناس حاكم ومحكوم

وكل تقاريره بفعله ملايا

وكما أن الشيمة توأم الهمة فهاهو الشاعر سلطان الهاجري يدعو للعزم والهمة والشجاعة والأنفة والتوكل على الله وعزة النفس:

الردي لا طاح جعله يطيح ولا يقوم

باح سده والنشاما ما باحت سدها

كل ما كبرت وضاقت على عيال الرخوم

نحتزم لأكبر مصيبه وناطا خدها

جعل قسمي عند ربي من خيار القسوم

واحدٍ يعطي العطايا ولا يرتدها

ومسك ختام هذه الإطلالة حب الوطن وولاة الأمر الكرام الذي جسده الشعر الشعبي بجلاء وهاهو صوت الوطن المجلجل ومهندس الكلمة البارع ونبض الشعر الأمير بدر بن عبد المحسن في إحدى روائعه الوطنية:

أقطار كنا ويا ترى وش هالأقطار

كل نخلتينٍ دولةٍ مستقله

فقر وجوع وخوف.. ما يأمن الجار

جاره ولا يعطف على الخل خله

ثلاثة قرونٍ ولا مرَّت قصار

يطوي الوطن سيفٍ وسيفٍ يفله

لين انتهت يا سيدي خير وإعمار

والمملكه في أمنها مسفهله

من اليمن للشام لو كوكبٍ سار

فيها وحيدٍ دوَّر اللي يدله

وما نيب ألوم اللي على داره يغار

الله يثيبه والوطن غايةٍ له

وفينا عيوب ومن بلا عيوب ما صار

من فيهم الكامل.. ترى الكامل الله

وفينا مزايا شعشعت مثل الأنوار

مشاعلٍ في الليل شهبٍ وأهلِّه

ما تنجحد لاشك.. في الخلق فجَّار

ما يقبلون الحق دقه وجله

ومجادل الحاقد مثل لعبة قمار

ماهي حرام وبس.. خِسْر ومذله

يا سيدي يا سيد العرب الأحرار

يا شامخٍ يرمي على السحب ظله

في حلمك أمطارٍ وغضباتك إعصار

وما صعب من أمرٍ علينا تحله

لا قيل عبد الله خضع كل جبَّار

وكل ظالمٍ صابه ثمانين علِّه

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة