Friday  10/06/2011/2011 Issue 14134

الجمعة 08 رجب 1432  العدد  14134

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أهدي إلى الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن السبيعي بعون من أخي وصديقي الأستاذ سعود المقبل كتاباً ألفه الأستاذ محمد بن عبدالله السيف، والكتاب عنونه مؤلفه باسم (سيرتهم - صفحات من تاريخ الإدارة والاقتصاد في السعودية) وهو في مجمله يلقي الضوء على جانب من تاريخ بلادنا من خلال تناوله لسيرة بعض ممن برزوا في المجال السياسي والاقتصادي والأدبي مثل الشيخ عبدالرحمن السبيعي ومعالي الشيخ عبدالعزيز التويجري، والأستاذ منير العجلاني رحمهم الله جميعاً، وكذلك معالي الدكتور صالح العمير ومعالي الأستاذ محمد الطويل، وهي أسماء معروفة لدى عدد غير قليل من سكان هذا البلد الكريم، ومع جميل العرض الذي قدمه المؤلف، يشد الكتاب القارئ لمتابعة قراءته دفعة واحدة، بدل تقطيع هذا الزاد الشهي على فترات، وإضافة إلى تعريف بسيرة هؤلاء الإعلام إلا أن هذه السير تضيف للقارئ الكثير عن الوضع الاقتصادي والإداري والإنساني في فترة من عمر المملكة المديد، كما تعطي القارئ صورة عن التاعمل الإداري والإنساني الذي كان سائداً آنذاك.

وقد حوى الكتاب على شيء من الملح والمواقف الحكيمة، من ذلك أن الملك عبدالعزيز رحمه الله، أرسل مرسولين هما صقر العطاوي الذي أرسله إلى حائل، وعقيل الخطيب إلى شقراء لطلب المزيد من المؤن، وما أن وصل الخطيب إلى شقراء ولم يجد عبدالرحمن السبيعي ووجد والدته، طلبت منه أن يغادر شقراء عدة أيام، خوفاً من معرفة التجار بقدوم مندوب الملك عبدالعزيز ومن ثم رفع الأسعار، وبعد أيام عاد الخطيب، وقد أتم السبيعي ما طلب منه بأسعار معقولة.

وأهدى الملك عبدالعزيز سيارة إلى الملك فيصل (الأمير فيصل آنذاك) رحمهم الله جميعاً، وأخرى شبيهة لها إلى عبدالرحمن السبيعي رحمه الله، وكانت أم السبيعي تركب السيارة للذهاب إلى الحرم في مكة المكرمة، وكان الجنود يقومون بأداء التحية العسكرية كلما مرت بالسيارة ظناً منهم أنها سيارة المغفور له بإذن الله الملك فيصل، فتشتكي أم السبيعي لابنها ما يقوم به بعض الجنود بأيديهم من حركات لا تليق حسب ظنها، فضحك ابنها وأبلغها أن ما يقوم به الجنود ليس سوى تحية عسكرية يؤدونها للأمير فيصل ظناً منهم أنها سيارة سموه، وهي في الحقيقة ليست سوى سيارة السبيعي.

ولقد أضاف هذا الكتاب إلى معارفنا تلك البساطة التي يتم بها التعاون بين المسؤولين، وكذلك الكيفية والأسلوب الذي يتم به توفير احتياجات الوطن من المأكل والمشرب والسلاح، والكيفية التي يتم بها الاتصال، وهي أساليب وطرائق تتفق مع الإمكانات المتاحة في ذلك الزمن، فالملك عبدالعزيز رحمه الله يطلب من أحد مسؤولي بيت المال توفير ما يحتاج ويقوم هؤلاء الرجال بتوفيره بطرق مختلفة، ومن ثم يقوم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بتعويضهم عن ذلك، وربما دون أوراق أو محاسبة، فالثقة في هؤلاء الرجال كانت كبيرة وكانوا أهلاً لها.

إن النظم الإدارية والاقتصادية لابد لها أن تتغير بتغير الزمن والتطور الاجتماعي ولهذا فإن ما كان ممكناً في الماضي لا يمكن أن يكون قائماً في وقتنا الحاضر، أو ما كان في الوقت الحاضر قد لا يكون ملائماً للمستقبل وهكذا، ولذا فإن من المهم مسايرة التغيرات العالمية، في جميع المجالات ليتمكن المجتمع من السير في عالم الواقع سلوكياً وإدارياً واقتصادياً.

 

نوازع
سيرتهم
د. محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة