Friday  10/06/2011/2011 Issue 14134

الجمعة 08 رجب 1432  العدد  14134

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

لقاءات

 

التخلص من الإدمان يبدأ بخطوة الإرادة:
مديرة علاقات المرضى في مستشفى الأمل: نحفظ لجميع المراجعين خصوصياتهم

رجوع

 

الرياض - إيمان البحطيطي

الأمل يحفز النفس على الاستمرار، والتمني لا يحقق الأفعال، ولكن كلاهما يمهدان الطريق للوصول إلى الغايات والأهداف، لذلك لابد أن يتبعهما إرادة قوية تجعل المدمن أو المريض النفسي يتخلص مما أصابه، وذلك باتخاذ خطوة البدء في العلاج، ويبقى الجانب الآخر لتحقق العلاج وهو مقدم الخدمة، فماذا قدم مجمع الأمل للمرضى، وماذا أضاف إنشاء قسم علاقات المرضى في هذا المجمع، وهل كل مريض يحتاج للتنويم؟ الإجابة لدى نائب مدير علاقات المرضى بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الأخصائية النفسية سماح بنت سعيد العسيري.

ما هي طبيعة علاقات المرضى في مجمع الأمل؟

- تعنى إدارة علاقات المرضى بالمجمع باستقبال شكاوى واقتراحات المرضى والنظر فيها بأسرع وقت ممكن، ويستلزم منا خصوصية أكثر في استقبال شكاوى المرضى وذويهم، وسرعة إنجاز معاملاتهم والتعامل معها بما يتناسب مع خصوصيتهم، حيث يختلف المرض النفسي والإدمان عن غيره من الأمراض العضوية، فهو يؤثر على وظائف مهمة مثل الوعي والإدراك والتميز والتفكير والإرادة والحكم على الأمور والاستبصار والقدرة على اتخاذ القرار، والحالة الوجدانية، والسلوك، لذا وجب الإحاطة بكل هذه العوامل ووضعها في الاعتبار حين نتعامل مع المريض النفسي والإدمان، والسعي والمحافظة على حقوقه كاملة وإن لم يطالب بها، وذلك من خلال مجموعة من الأدوار التي نقوم بها على مختلف المستويات، ووفق معايير معينة معتمدة، ويقوم بهذا الدور فريق عمل من اختصاصيين نفسيين واجتماعيين، ويتطلب ذلك أن يتوافر في كل أفراده القدرة والتجربة المتمثلة في الإلمام الكامل بالحالات النفسية والسلوكية والتعامل المناسب مع المرضى وذويهم.

ما هي المشكلات التي تعترض المجمع لقبول بعض المرضى؟

كما هو معلوم فإن مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض يخدم ثلاث مناطق هي: منطقة الرياض ومنطقة نجران ومنطقة جيزان، فعدد المرضى كبير، وأريد أوضح أن المجمع يقبل أي مريض دون استثناء، فبإمكانه التوجه إلى الطوارئ، وسوف يكون هناك تدخل فوري ويتم استقباله وتقييمه، وبعدها إما يحول على العيادات الخارجية إذا كانت حالته غير خطره أو يتم عمل إجراءات تنويمه إذا كانت حالته غير مستقرة وتستدعي ذلك، كما أن هناك عرف طبي نفسي ومعايير علمية تقنن عملية تنويم المرضى، ونود الإشارة أيضاً أن هناك خلطاً بين العامة حول مفهوم الاستقبال ومفهوم التنويم، حيث إن جميع الحالات التي تأتي للمجمع تستقبل، ولكن ليس جميعها تنوم لأن التنويم -كما سبق وأن ذكرنا- قائم على مجموعة من المعايير العلمية تشبه باقي المستشفيات.

هل فكرتم في إنشاء دور رعاية لمن يحتاجون لمتابعة العلاج فقط ولا يوجد من يستقبلهم؟

- بالفعل لدينا عدة أقسام تخدم المرضى وتقدم لهم العلاج اللازم، فلدينا قسم الرعاية اللاحقة وهو يعد من الركائز المهمة في علاج الإدمان ويستقبل مرضى الإدمان الذين أنهوا فترة الأعراض الانسحابية أو تسمم مع وجود رغبة ودافعية للتعافي، وذلك من خلال تقييمهم بقسم الإسعاف ثم مجموعة العيادة، وبرامج القسم وضعت لتلائم هذه المرحلة التي يتسم فيها المريض بالاستعداد والرغبة في التعامل مع مشكلته، وتتيح له فرصة الاندماج مع زملائه من المتعافين، وتأهيله من جميع الجوانب الحياتية ومتابعته بشكل مستمر للتقليل من احتمال الانتكاسة، وكذلك لدينا قسم (منتصف الطريق) وهو عبارة عن برنامج تأهيلي لمرضى الإدمان، فمنزل (منتصف الطريق) هو منشأة توفر لمريض الإدمان بيئة محمية يقيم فيها لفترة محدودة كمرحلة انتقالية ما بين المجمع والبيئة الخارجية لتهيئة المتعافي لمواجهة الحياة والتعامل مع ضغوطاتها دون الحاجة للتعاطي، فمرحلة التعافي تتميز بضعفها خاصة في بدايتها، وأبسط المثيرات قد تكون كافية لعودة المتعافي للتعاطي، إن بيت منتصف الطريق يساعد هؤلاء الذين يعانون من الإدمان في التعافي من هذا المرض، ولا يوجد وسيلة أفضل للمساعدة في التعافي سوى البقاء ومشاركة متعافين آخرين في هذا المشوار، وكذلك يوجد لدينا مركز (التأهيل) وهو يركز على قسمين: الأول- الرعاية النهارية التي تهتم بإكمال حلقة العلاج المقدم للمرضى النفسيين الذهانين وتقيم احتياجاتهم، وإلحاقهم ببرامج تأهيلية تساعدهم على التعويض عن الأثر السلبي الذي تركه المرض على قدراتهم المعرفية ومهاراتهم وسلوكهم وطريقة حياتهم. والقسم الثاني: خدمة الرعاية المنزلية، وهي خدمة فئة مهمة من فئات المجتمع ممن يعانون من مشكلات اجتماعية تعوق دون تلقيهم الخدمة النفسية التي يحتاجونها، وللمرضى النفسيين فهناك جهة معنية برعايتهم وتدعى (مركز الإخاء الاجتماعي) والتي تتولى الإشراف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية، أما من الناحية الطبية فتشرف عليه وزارة الصحة.

ما هي المدة التي يتطلبها علاج المدمن أو المدمنة في المجمع؟

- المدة تختلف من شخص لآخر لوجود فروق فردية ودرجة ومدى تقبله للعلاج هو الذي يحدد مدة علاجه وبقائه في المجمع، وكذلك تحدد المدة على حسب البرنامج الذي هو فيه.

) هل هناك أقسام لكل نوع من الأمراض حتى لا يتعرض البعض للإيذاء؟

- مجمع الأمل للصحة النفسية مقسم إلى قسمين رئيسيين: الأول- يختص بعلاج الإدمان، أما القسم الآخر فيختص بعلاج الأمراض النفسية، وكل قسم من القسمين الرئيسيين ينقسم أيضاً إلى عدة أقسام، فالمريض على سبيل المثال عندما يتم تنويمه في قسم الإدمان يدخل في قسم سحب السموم والمواد المخدرة، ثم يتم تحويله لقسم الدافعية، وبعد ذلك تقيم حالته إذا كانت مستقرة فإنه يكتب له خروج، وفي حال كان له قضيه أمنية أو نحوه فإنه يتم تنويمه بالقسم الأمني، وإذا كان المريض أقل من 19 سنة فإنه يتم تنويمه في القسم الخاص بالمراهقين، كما يوجد قسم العناية المركزة وغرف عزل طبي، غرف خاصة لمرضى الأمراض المعدية، ويتم تحديد تلك الحالات السابقة وفق رؤية الفريق المعالج وطبيعة تلك الحالات.

ما هي أبرز الأمور التي تكون سبباً في عدم الشفاء أو العودة مجدداً؟

- أولاً: من ناحية مرضى الإدمان فإن الإدمان يعتبر مرضاً لا يوجد فيه شفاء ولكن يوجد تعافي، وعلاجه يكون على مراحل عدة، ومن أهم معوقات التعافي الاعتماد فقط على سحب المواد المخدرة من جسم المريض وعدم اكتماله العلاج التأهيلي النفسي المدروس، والذي يعد وفقاً لحالة وظروف كل مدمن، ليساعده على الضبط الذاتي ومواجهة رغبته الملحة للمخدر والتوافق مع المجتمع بمواجهة ضغوطه.

ثانياً: من ناحية المرضى النفسيين عند خروج المريض والتأكد من أن حالته استقرت تجد الأسرة صعوبة بالغة في إقناع المريض وخاصة المرضى الذهانين بأخذ الدواء والاستمرار عليه، فعدم تعاون المريض ورفضه العلاج الدوائي يسبب له انتكاسة وعدم تحسن، وفي مثل هذه الحالات ينبغي الاتصال بالطبيب وإخباره ليتمكن من إقناع المريض بطريقة ما أو تغير شكل العلاج المعطي مثل الحقن طويلة المفعول، والمجمع يتعامل مع هذه المشكلة من خلال برامج الزيارات المنزلية (الطب المنزلي) الذي يتكفل بزيارة المريض في منزله وإعطائه العلاج اللازم ومتابعة حالته لضمان عدم انتكاسها. ومن معوقات عدم الشفاء شدة المرض ومدته تؤثر على الشفاء السريع، وكذلك بعض الأمراض المزمنة مثل الفصام يحتاج المريض تدريبات على زيادة التركيز والتذكر وكيفية التعامل مع المريض وأعراضه من الهلوسة، كما يحتاج أيضاً إلى تنمية مهاراته الاجتماعية ليخرج من عزلته التي يفرضها مرضه، ولدينا في مجمع الأمل قسم التأهيل والأنشطة الذي يعد المرضى من خلال العلاج بالعمل بهوايات ويدربهم على أعمال ومهن بسيطة يمكن أن يمارسها بعد استقرار حالته.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة