Friday  10/06/2011/2011 Issue 14134

الجمعة 08 رجب 1432  العدد  14134

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

في نادي الحزم بالرس.
غاب البدر ولم تسعف الشهب

رجوع

 

في العدد (13884) من الجزيرة بتاريخ 24-10-1431هـ كتبت مقالاً مفصلاً في الصفحة الرياضية تحت عنوان - (حتى لا يغرد فريق الحزم خارج السرب) - وذلك في بدايات موسم الدوري لفرق المقدمة، وكان الحافز لكتابة المقال في تلك الفترة هو ما لاحظته مع غيري من تواضع انطلاق الفريق بل تردي مستواه، بخلاف ما كان عليه في الأعوام السبعة السابقة؛ حيث كان له حضور فاعل مشرف ووهج ساطع يبعث الطمأنينة في القلوب والبهجة في النفوس، وقد تطرقت في ثنايا المقال الآنف الذكر إلى واقع منشآت النادي المتهالكة بما فيها مدرجة الوحيد الهزيل الذي لا يتسع حتى لطلاب مدرسة فما بالك بآلاف المتفرجين أثناء الدوري وبخاصة مشجعو أندية الصدارة مثل الهلال والشباب والاتحاد والنصر..

كان الأمل يحدوني بأن تتغير الأحوال على الأقل تبدأ رئاسة رعاية الشباب بهمة رجالها المخلصين بتحقيق وتنفيذ وعد رئيسها السابق سمو الأمير سلطان بن فهد بتطوير منشآت النادي وبالأخص أمر سموه الكريم بزيادة مدرج آخر يخفف العبء عن المدرج اليتيم الذي لا يليق بمكانة وسمعة نادٍ عريق مضى على تأسيسه أكثر من خمسين عاماً وظل في فرق المقدمة والصدارة سبعة أعوام متواصلة وحتى نهاية هذا الموسم..

هنا أعود إلى الجانب المهم في المقال السابق.. حيث ناشدت أبناء الحزم داخل الرس وخارجه بالوقوف الفاعل والمثمر بجانب فريق محافظتهم ليستمر في مسيرته المشرفة كواجهة اجتماعية ورياضية وإعلامية وترفيهية لهذه المحافظة الغالية، ولكن مع الأسف الشديد ضاع الحلم وحل محله أضغاث أحلام، أعقبه انحدار مريع، لقد خفت الصوت والصدى مما جعل الفريق الأول يعيش في ليل بهيم ونفق مظلم ينادي ويناشد أبناء الحزم قائلاً:

يا هل الحزم - (ناديكم) - يلوم

يشكي الضيم منكم والملام

وصدق من قال:(وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر)، حقاً لقد غاب البدر ونعني به الداعم الأكبر الذي وقف بجاهه وجهده وماله سبعة أعوام بجانب النادي يدعمه بالغالي والنفيس ظل فريق القدم خلالها شامخاً مع الكبار بمراكز مشرفة تسعد كل مواطن مخلص شكور، ولكن دوام الحال من المحال، وبغياب البدر تطلعنا إلى الشهب لعلها تسعف، ونعني بذلك من أكلت الغيرة والحسد قلوبهم وهم يرون الأضواء تحيط بصانع أمجاد الحزم في تلك الحقبة الذهبية، هؤلاء أصف موقفهم وواقعهم ولسان حالهم بهذا البيت:

ما شهدنا الحزم في أفراحه

بل ضربنا الدف في أتراحه

والآن والحزم كما نرى في وضع لا يحسد عليه، بل ويسر الشامتين أن تديره وتشرف عليه إدارة جديدة وجدت نفسها أمام حمل ثقيل ومنعطف مجهول.. وحتى لا نستمر في الندم والحسرة على اللبن المراق يجب أن نستظل بغمامة الأمل والتفاؤل ونقول إنها كبوة جواد يتبعها تقدير المواقف واستنهاض الهمم وبعث حدس وروح المواطنة الصادقة المثمرة ونرفع شعار - يا أبناء الحزم.. ناديكم يناديكم - وحتى تكون المساهمة محل تقدير وإكبار الجميع يجب أن نعترف بالفضل لأهله ونسمي الأشياء بأسمائها وصفاتها، فالتميز والإخلاص والبذل السخي لا تخطئه العين السليمة المنصفة، وضوء الشمس لا يحجبه كما يقال في الأمثال غربال متهالك مهتري ومن قبل قال أحد الشعراء:

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

وينكر المرء طعم الماء من سقم

وهنا يجب أن نقول للمخلص أحسنت ونقدر له وطنيته الصادقة ابتداء من الداعم والمساهم المثالي الذي لم يدخر جهداً بالقول والفعل وبسخاء يندر مثاله، سبع سنوات سمان مرت على فريق الحزم وهو في صدارة الدوري الممتاز ونال نصيبه في المراتب المتقدمة وسيظل عشمنا كبيراً بأن هذا الداعم الوفي لن يقطع صلته بهذا الفريق الذي أحبه وأخلص من أجله وساهم في شموخه وشهرته وما لا يدرك جله لا يترك كله، وتأبى وطنيته الصادقة الراسخة أن لا يكون على الأقل في مقدمة المساهمين بعد أن يقوم الفريق بترتيب أوراقه ويستفيد من أخطائه بعد أن انكشفت أوراق الداعمين الصوريين ممن كانوا يتخيلون بأن إدراك المعالي وتحقيق الشهرة تأتي عن طريق التصريحات المنمقة والعنتريات الصوتية والصور الملونة ولكن هناك في الساحة الرياضية عموماً فرق بين من يبذل بسخاء وبسماحة وطيب نفس ويتحمل الأذى - النقد الجارح مثلاً - وبين من يتفرج عن بعد ويرصد العثرات بدافع الحسد والتشفي وقريباً من هذا المعنى قال أحد الشعراء الشعبيين:

اللي وطأ الجمرة ومن حرها صاح

يضحك عليه اللي بظل وبرادي

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أناشد أبناء الرس الأوفياء وفي مقدمتهم أصحاب الملايين ومن يملكون المؤسسات التجارية الكبيرة والشركات القابضة أكثرهم في الرياض وجدة والرس وغيرها من مدن المملكة، استحث همم وشهامة هؤلاء الرجال الالتفات لمحافظتهم والمساهمة في كل ما يحقق لها الرفعة والازدهار في كافة المجالات الرياضية والاجتماعية والإنمائية والإنسانية والحضارية أسوة بأمثالهم في المحافظات الأخرى المجاورة على سبيل المثال - وللذكرى فقط قبل ثمانية أعوام كتبت مقالاً موجهاً لهؤلاء الأثرياء طالبتهم بمساندة النادي ودعمه مادياً نشر في الجزيرة تحت عنوان (نادي الحزم وأصحاب الشركات القابضة) عدد 11399 بتاريخ 20-10-1424هـ.

(مسك الختام)

قصيدة من أربعة أبيات من الشعر الخفيف تعبر وتصف واقع نادي الحزم ولسان حاله وخيبة أمله مع من كانوا يصفون أنفسهم بالداعمين الجدد وجد النادي نفسه أخيراً يغرد وحيداً يركض وراء السراب بعد أن خذله البعض بالوعود المعسولة التي أوصلته إلى أشقائه الجدد في دوري الدرجة الأولى.

ولننظر ماذا قال النادي عن هؤلاء وهل هو محق فيما يقول:

عداك الملام عداك الملام

فما أنا يا شهم باللائم

ولكنني لا أحب الخنوع

إلى عائم من بني عائم

خبير بصير بسرد الكلام

له السبق بالمنطق الناعم

لإيمانه باحتجاز الريال

فليس بعاف ولا راحم

عبدالله الصالح الرشيد

abo.bassam@windowslive.com

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة