Sunday  12/06/2011/2011 Issue 14136

الأحد 10 رجب 1432  العدد  14136

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ماذا لو أن السياسي في بلادنا لم يتخذ قبل عقود من الزمن موقفا حازما حيال فتح مجال التعليم النظامي للمرأة، أي ماذا لو أن السياسي استسلم آنذاك للرأي المتشدد القاضي بحجب فرصة التعليم المدرسي عن المرأة. دعونا فقط نتصور ما يمكن أن نسمعه اليوم من مقولات متشددة لو أن التعليم المدرسي للمرأة لا زال ممنوعا حتى يومنا هذا ثم طرح الموضوع للحوار، قد تسمع من المثبطين من يقول أن مدارسنا عاجزة اليوم عن استيعاب الأولاد فكيف سيكون الحال لو سمحنا للبنات بالدراسة، وقد تسمع من يقول إذا كانت ميزانية التعليم لا تكاد تكفي لتعليم البنين فكيف سيكون حالنا لو سمحنا للبنات بالدراسة. وقد تسمع من يقول إذا كنا لا نستطيع توفير وظائف كافية للرجال فكيف سيكون الحال عندما يتضاعف الطلب على الوظائف بسبب السماح بتعليم المرأة. وقد تسمع من يقول إننا بالكاد نجد أراضي لبناء مدارس للبنين فكيف سيكون الحال لو سمحنا للبنات بالدراسة النظامية. وقد تسمع من يقول إننا بالكاد نحصل على قبول جامعي للأولاد فكيف سيكون الحال لو سمحنا للمرأة بالتعليم. وقد تسمع من يقول إن خروج المرأة من منزلها للمدرسة قد يفتح باب الاختلاط وقد يكون له عواقب لا تحمد عقباها خصوصا مع تطور وسائل الاتصال. إن كل هذه التخوفات التخيلية كان من الممكن أن تسمعها اليوم لو أننا لم نسمح بتعليم المرأة وتركنا عواقب ذلك تتراكم عبر السنين حتى يصبح من الصعوبة محليا التراجع عنه، ومن الصعوبة عالميا إقناع الآخرين بصحة قرارنا. ما أشبه هذا الحديث بالحديث الملتهب الدائر اليوم حول السماح للمرأة بقيادة للسيارة.

 

تعليم 21
المرأة والقيادة والتعليم
د. عبد العزيز العمر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة