Monday  13/06/2011/2011 Issue 14137

الأثنين 11 رجب 1432  العدد  14137

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

المفهوم المشوّه!

رجوع

 

أخي د. خالد مشكلتي تتمثل في نظرة زوجتي الدونية لي فهي تنظر لي كشخص ضعيف عرضة لاستغلال الآخرين لا آخذ حقي كما يجب، والآخرون يستضعفوني لذلك تضغط علي في كثير من المواقف، والحقيقة أنني شخص هادئ ونبرة صوتي منخفضة وأتحدث مع الآخرين بهدوء دون تخل عن حقوقي أو مجاملة لأحد وهي تريدني أرفع صوتي وأكثر الصراخ وأخاصم الناس عند أدنى خلاف وهو ما لم أتعوده وأتربى عليه فشخصيتي عندها شخصية ضعيفة وجبان ولست حمشا على حد تعبيرها مما جعلني في حالة نفسية لا يعلمها إلا الله من التعب النفسي كرهت نفسي وكرهتها، علماً بأني أدير مؤسسة يعمل فيها أكثر من مائة عامل وهي ناجحة بكافة المقاييس، فما هو رأيك أخي العزيز؟

ولك سائلي الكريم الرد:

مرحبا بك أخي العزيز، إن نظرة زوجتك لك ومفهومها عن الشخصية القوية هو امتداد لنظرة الكثير المشوهة عن القوة ومواصفات قوي الشخصية وللأسف أن هذا المفهوم من أكثر المفاهيم التي حظيت بالكثير من سوء الفهم والتصوّر، بل وحتى عن تفريغها من معانيها الجميلة، فإذا قيل إنّ فلاناً قويّ الشخصية فلا ريب أنّ الشخص يُمدح ولا شك بهذا الوصف..!

وقويّ الشخصيّة هذا مواصفاته عند الكثيرين:

طويل اللسان.. شرس الأخلاق.. سالب للحقوق.. يهابه الكبير قبل الصغير.

الكلمة الأولى والأخيرة له. يأخذ حقه كاملاً غير منقوص بأي وسيلة كانت!!

الكلمة يردّها بعشرٍ عجاف ملتهبات تُحرِق ما أمامها! وقديماً وصف أرسطو الشجاعة بأنها الحد الفاصل بين السلوك المتهور الطائش وبين الجبن والخور والتخاذل، فالشجاع هو من يملك القدرة على التحكم والسيطرة على الخوف في الوقت والاتجاه المناسب!

وأسألك، بماذا تصف شخصيّة سيّد البشر صلى الله عليه وسلّم؟ أما كان يغلب عليه بأبي هو وأمي الرفق واللطف والأناة والحلم والصوت الخافض؟

أليست شخصيّة قويّة قد هابه الكل حبّاً واحتراماً وتقديراً لا خوفاً منه وتجنباً لفاحش قول وساقط عبارة!

إنّ مفهوم قوة الشخصيّة الحقيقي هو أن يملك الشخص قلباً يفيض ودّاً وحناناً، وروحاً تشعّ تسامحاً وحباً، ولساناً عفّاً رقيقاً.. قوة في الحجة، وقوة إقناع دون مصادرة الآخرين آراءهم.. لا يجرؤ عليه السفيه، ولا يطأ حماه البذيء الفاحش.. تراه مستعيناً بالله في كل صغيرة وكبيرة، صابراً محتسباً على المصائب، متفائلاً يمتلك روح المبادرة، ومستقلاً برأيه دون استغناء عن مشورة العقلاء متسلحاً بثقافة وعلم.. تلك هي قوة الشخصية وما عداها فهو ضعف ونقص.. وبالمفهوم الحقيقي لقوة الشخصيّة نضع الإنسان المتحضِّر ونبني القيِم الجميلة الخالدة... والقوة كما وصفها حبيبك اللهم صل وسلم عليه ليست بالعنف والوقاحة ورفع الصوت وترويع الآخرين والهجوم عليه، بل هي بضبط النفس والسيطرة على الأعصاب وسيادة النفس فما أعظمك يا صديقي إذا عرفت حدود قدراتك وما أضعفك إذا تنازلت عن مواهبك وتفاعلت مع طرح زوجتك البعيد عن الحقيقة، اثبت على قيمك وأخلاقك وتذكر أن الإشكالية أبداً ليست في شخصيتك وإنما في قناعات زوجتك وتصوراتها.

شعاع:

«الانتصارات الوحيدة التي تدوم أبداً، ولا تترك وراءها أي أسى هي انتصاراتنا على أنفسنا»

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة