Monday  13/06/2011/2011 Issue 14137

الأثنين 11 رجب 1432  العدد  14137

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

التحدي

رجوع

 

أخي خالد أنا فتاة أدرس في قسم أدب إنجليزي والتحقت بدون رغبة والتخصص جداً صعب وأنا أعاني من عدم تنظيم الوقت وكثرة التأجيل وسبق أن أعدت سنة كاملة بسبب الرسوب وأخشى أن يتكرر الأمر وأتعرض للفصل كما أن علاقتي بأهلي متوترة وأنا نادراً ما أسمع منهم كلمة حلوة ولا أي اهتمام فانصحني وفقك الله.

سمو الإحساس

ولك سائلتي الكريمة الرد:

إن مشكلتك الأساسية مشكلة داخلية تتمثل في البرود الداخلي تجاه مستقبلك وعدم بذلك الجهد الكافي للتكيف مع القسم الجديد ومعها فترت دوافعك الداخلية مما أدى إلى إصابتك بحالة من الترهل الفكري جعلك تتثاقلين تجاه واجباتك الدراسية، لذا ما ينقصك ليس مهارة تنظيم الوقت بل تحتاجين إلى تكثيف الدوافع وتقوية الحافز الداخلي تجاه القسم وتجاه مستقبلك وحتى تجاه علاقتك مع من حولك والتي أحسب أنها توترت كثمرة لحالة الحيرة التي أنت فيها.

وعند الفلاسفة فهناك حلقتان مترابطتان ومتعاقبتان من أجل استمرارية الحياة:

الحلقة الأولى: هي الانسجام to fit in وهي تحتم أن تتكيف مع الظروف التي لا حيلة لنا في دفعها أو تغييرها والتاريخ يشهد على أن البشر، بل وجميع الكائنات التي استطاعت التكيف مع ظروف عيشها هي وحدها من نجحت في البقاء وهناك حكمة جميلة تناسب حالك تقول: إذا لم يكن ما تريد فارد ما يكن.

والحلقة الثانية هي حلقة التطابق والتوافق to conform وتكون بعد تنفيذ الحلقة الأولى حيث العمل على تحسين الظروف والإمكانيات والأحوال التي بلغناها ويعجبني المبدأ الفلسفي الذي يقول: إن وضعك الحالي هو ما تحتاج إليه بالضبط لكي تنجح! وهذا يكون بتلمس الفرص ونقاط القوة واستثمار القدرات وتحضرني قصة وقعت عام 1850م عندما هاجر آلاف إلى كاليفورنيا بعد اكتشاف كميات كبيرة من الذهب هناك.. وكان من بين هؤلاء خياط ألماني مهاجر يدعى أوسكار شتراوس فشل في اكتشاف شيء وانحدرت به الحال لدرجة التضور جوعاً، وفي لحظة يأس قرر تمزيق خيمته ذات اللون الأزرق وخاط منه بنطالاً شديد التحمل أطلق عليه اسم «شتراوس جينز». وبسبب متانته العالية ومناسبته لأعمال المناجم أقبل على شرائها معظم العمال فازدهرت تجارته وأصبح أغنى من أي منقب هناك وهذا درس في فن التنقيب عن الفرص! وفي كل الأحوال فمن واجبنا أن نتقبل حياتنا ونتواءم معها ونعين أنفسنا علي اجتياز المحن والفترات العصيبة التي تعترضها بأقل الخسائر النفسية والصحية الممكنة، ولو أتيح للإنسان أن يطلع على ما تخبئه له الأيام لاستخسر أن يبدد أوقاته في الشقاء بما لا يستحق الشقاء به‏،‏ ولأحسن الاستمتاع بأوقات السعادة الصافية من كل الأكدار وغبط نفسه عليها‏....! وأتمنى أيتها الفاضلة ألا تكثري من جلد ذاتك وتسترجعي دائما مشاهد السقوط ولحظات الانكسار فلقد أثبتت الدراسات والأبحاث أنه كلما عظمت قدرة الشخص على استحضار نجاحات الماضي أصبح أكثر ثقة وجرأة وإقدامًا على التغيير الإيجابي محققًا بهذا مزيدًا من النجاحات؛ لأنه يعلم أنه حتى لو أخفق فحساب الثقة يمكّنه من احتواء هذا الإخفاق كمن يملك رصيدًا ماليًا كبيرًا لا تضره الخسارة الصغيرة ولا تحرك فيه ساكنًا.

إن تكرار حديثك الإيجابي مع ذاتك ببيان إعجابك بها دون (تضخيم الأنا) أو تكبر على الآخرين، وإيمانك بنفسك يعتبر بمثابة القوة العظمى الإيجابية المؤثرة في طريق التميز، حيث إنها ستعطي أوامر للعقل غير الواعي بالتصرف الحكيم والعمل على تعظيم الإنجازات، وسوف تقودك ولا شك إلى أن ترسمي لك أهدافًا وأن تجتهدي في تطوير نفسك وأن تتقني كل أدوارك في الحياة.

وأنت الآن مطالبة بإعادة النظر في مزايا التحاقك بهذا القسم ومنها أولا قبولك في الجامعة وهو ما حرم منها الكثير من الفتيات والأمر الآخر هو قبولك في هذا التخصص وهو تخصص جميل وأحسب أن الآلاف من الفتيات يتمنين الالتحاق به ولست أبالغ إذا قلت إنه تخصص محبب في سوق العمل إضافة إلى الفائدة الشخصية بإتقان اللغة الإنجليزية وإن تعذر وجود وظيفة وهو أمر لا غنى عنه في الزمن الحاضر.

وأخيراً أذكرك أختي الكريمة بأن العادة الأهم عند الناجحين هي عادة تحمل المسؤولية.

ولا يخفى على أمثالك النجبيبات أن من أيسر الأشياء وأقلها كلفة وأقربها للراحة هي أن نلوم الظروف والأحداث ونحمل الآخرين مسؤولية إخفاقنا وأن نكيل التهم للجميع، فالكل متواطئ على الإضرار بنا والجميع يتآمر علينا!

ونظن -متوهمين- أن ذلك الطريق الأيسر لاستخراج صك البراءة من الإخفاق وضعف الإنجاز!

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

وفقك الله ويسر أمرك

شعاع:

من يطارد عصفورين يفقدهما معاً!

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة