Tuesday  14/06/2011/2011 Issue 14138

الثلاثاء 12 رجب 1432  العدد  14138

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

طرح السؤال في حوارات تفاعلية عدة تتسم بأفقها المفتوح لأجيال مختلفة من مجتمعنا.

أحيانا أجدها أقرب إلى الاعتراف بتغير طريقة رؤية الناس للأشياء من حولنا، وتبدل مواقفهم باتجاه القضايا التقليدية، كما إعادة لتشكيل منظومة العادات والتقاليد في المحيط الاجتماعي.

لكن، هل فعلا نحن مجتمع محافظ؟، وهل لا زلنا كذلك؟.

لننظر أولا للمجتمع الذي يوصف جملة بأنه «محافظ»، هو يعني بيئة مغلقة على نفسها قدر الممكن،، بيئة منعزلة عن محيطها، وبسيطة في ثقافتها ووعيها، ليس لديها مقاومة لأي تنمية فكرية مستدامة، مستسلمة برضا للمزيد من الأمية الثقافية. حيث القوة التقليدية تبذل جهداً خارقاً لمنع أو محاصرة أي فكرة تنويرية.

صحيح أنه توجد قوى تقليدية، ترى استمرارها في ممارسة النفوذ والسيطرة، عبر التسطيح ومسخ كل آليات التقدم ومحاربتها، وبالتالي ضمان «المحافظة» الدائمة في مواجهة التجديد والتطوير، واعتبار ما يخالف ذلك تغريبا أو تشريقا، أو سميها ماشئت، المهم بقاء الفرد المطيع» كنموذج غالب في المجتمع، وتكريس التبعية بلا حراك أو معارضة لفكرة مقابلة.

هل لا يزال مجتمعنا محافظاً؟.

الانطباع السابق يعود إلى ما قبل مرحلة الطفرة حيث الجيل السابق لنا.

بعدها يأتي جيلي الذي بدأ طفولته بحادثة جهيمان، ثم تفاصيل الحرب الأفغانية وجهادها.

جيل لم يكن أمامه سوى الخطاب الدعوي والموصوف جهلا حينها «بالصحوة»-، والذي شحن الإرهاب وأسس له.

جيل كامل عاش مع هذا الخط الوحيد النافذ في الثقافة والتعليم والحياة العامة وفي أدق التفاصيل، ومعها أصبح المجتمع في بيئة محاصرة ومحافظة.

إلا أن البعض من جيلنا، استطاع أن ينفذ لاحقا نحو آفاق أوسع، ليصنع أو على الأقل يقرر اختياره بذهنية أوسع بعيدا عن سطوة التقليدي أو وصايته.

اليوم وبعد ثلاثة عقود لجيلنا، أصبحنا نتحدث عن جيل آخر، جيل لا يمكن وصفه بأنه محافظ. جيل لم ينشأ في بيئة محافظة بالضرورة، وإن حدث، فإنه استطاع رفع عزلته، ووعيه، واستطاع أن يتنفس في أكثر من اتجاه ويعانق العالم مستفيدا من اتصاله بالعالم.

لذا أعتقد أنه لا يجوز أن نستمر بوصف المجتمع برمته إنه مجتمع محافظ. فالصورة تتغير والمجتمع الذي نراه -مثلا- يتهافت على الابتعاث، ويحتفي بجامعة الملك عبدالله، ويتواجد في فعاليات رسمية وخاصة في كل العالم، ويؤهل مواطنيه، شباب وفتيات، ليعملوا في المنشآت الراقية عامة وخاصة، ويديروا مشاريع عملاقة للغد، ويبحثون عن تأكيد حقوقهم في حرية التنقل والإبداع والتعبير، ويقبلوا على ذلك النحو للفعاليات الثقافية -معارض الكتب-، وينقد ذاته بشكل ملفت، لا أعتقد أن الوصف القديم بالمحافظة قابل للاستخدام بشكل تعميمي على كل أطيافه، كما يروج الخطاب التقليدي..

إلى لقاء..

 

هل لا يزال مجتمعنا محافظاً..؟!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة