Wednesday  15/06/2011/2011 Issue 14139

الاربعاء 13 رجب 1432  العدد  14139

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

«إن العمل بدون تخطيط هو تخطيط للفشل» هذا ما هو معروف ويؤمن به كثير من الناجحين بالحياة ولذا تجد كثيراً من الشركات الضخمة تصرف أموالاً طائلة للتخطيط الإستراتيجي وينشغل القادة لرسم ذلك وتعدل كلما مر زمن من السنين ولكن كلها تنصب في الاستثمار وتنمية الأرباح، وقد ناقشت بعض القادة وكانوا باهرين بذلك.

كم هو جميل أن يكون قادة شركاتنا الضخمة بهذا النضج من التفكير وهذا عملا بالأثر: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) ولكني صدمت كثيرا عندما كان أغلبهم لم يرسم تخطيطاً واضحاً لحياته الشخصية!!

إن من يتأمل في غالبية المتقاعدين من كبار السن يجد وبشكل جلي أنه يفتقر للتخطيط لهذه المرحلة ولذا تجد قرارات غريبة وتصرفات مزعجة تربكه وتربك استقرار أسرته من حوله، ولا يلام على ذلك فما تصرفاته إلا ردود أفعال أو استجابة لضغوط خارجةٍ عن رغباته.

للأسف الشديد أن ترى في بلاد الغرب أن التخطيط لمراحل الحياة وخصوصاً ما بعد التقاعد من المسلمات التي لا يمكن أن يفرطوا بها، ولذا تجد كبار السن منهم لهم برنامج يومي يغطي وقت الفراغ ويهتمون بشموليته للرياضة والثقافة والصحة والأنشطة الاجتماعية وغيرها من البرامج فلا تكاد تجد لديهم أوقات فراغٍ كتلك التي يعاني منها كبار السن لدينا، ولكن بحمد الله أن ديننا الإسلامي جعل كثيراً من كبار السن يستمتعون بالطاعة لتكون خير معين على استغلال تلك الأوقات، ولذا تجد من هو معلق قلبه بالقرآن والمساجد وصلة الأرحام وغيرها من أبواب البر يحظى بجانب كبير من الاستقرار والراحة.

إن الأهم في حياتك هو أنت وإن من الخطأ أن تكون في كل فترة في مكان لم تتوقعه أو ترسم له لتجعل الظروف تصنع حياتك.. لا شك أن كل إنسان يختلف عن الآخر بكل شيء، بالذوق والإمكانات والقدرات وغيرها من الفروقات وإذا لم نخطط لحياتنا بكل جوانبها فإننا سنواجه إخفاقاً في بعض الجوانب وقد نصطدم في بعض مراحل الحياة.

إن التخطيط للحياة ضرورةٌ ملحة لا يمكن الاستغناء عنها كما يجب أن يكون شاملا لكل الجوانب ومقسماً لمراحل واضحة تبدأ برسم مسار حياتك وتقسمها إلى مراحل كل 10 سنوات مرحلة في كل مرحله تحدد بها خطتك بحياتك الدراسية أو العملية أو الاجتماعية أو الصحية.

لا تجعل العمل يستغني عنك بل أنت حدد متى ستسغني عنه أو تخفف منه، ولا تجعل الأيام تديرك بل أدرها أنت، ولا تكن أفعالك مجرد ردود أفعال بل اجعلها منطلقاً لك ولمن حولك، فبعد تحديد الهوايات والأهداف الاجتماعية والرعاية الصحية وكذلك الأسرية أدرجها في خطتك بطريقة مدروسة لتخدمك في نهاية حياتك.

وإن من المهم فعلاً تفعيل جانب الاستشارة والاستفادة من تجارب الآخرين بكل خطة تنشئها إذاً فمن الخطأ أن تقدم على أصغر مشروع بالدنيا دون الاستفادة من أخطاء الآخرين فكيف بأهم مشروعٍ في حياتك وهو «أنت».

ابدأ من اليوم، اكتب وحدد موقعك الحالي وتطلعاتك المستقبلية وارسم خطتك لتكون سهلة التطبيق مع المرونة في التعديل عليها حسب المعطيات والمتغيرات واجعلها بعد كتابتها بين عينيك دائماً، وعود أبنائك أن يخططوا لحياتهم وشجعهم أن يكتبوا أهدافهم بوضوح، وقد أعجبني أحد الزملاء عندما رسم لوحة بالمنزل عنوانها «التخطيط المستقبلي لأفراد الأسرة» وجعل كل فرد من أسرته يحدد أهدافه فكان منها ما هو قصير ومتوسط وطويل الأجل ثم يكافئ من ينفذ خطته خصوصاً القصيرة منها ليزرع ثقافة التخطيط في نفوسهم منذ الصغر.

www.badralrajhi.com
 

التخطيط للحياة يحتاج منا وقفة
بدر بن محمد الراجحي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة