Thursday  16/06/2011/2011 Issue 14140

الخميس 14 رجب 1432  العدد  14140

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بدءاً اسمحوا لي أن أقلب هذا المثل العربي عقباً على رأس لا رأساً على عقب!! وذلك لأن كل شيء في عالمنا العربي اليوم (يمشي) بالمقلوب.والمقلوب - بالمناسبة كان عنوان زاوية للصديق الراحل الدكتور أحمد الربعي - رحمه الله - حينما كان يكتب عموداً يومياً في جريدة القبس الكويتية، انطلاقاً من معرفته بشكل الأوضاع في شتى مناحي الحياة، السياسية، والاجتماعية والإدارية، وقد تناول يوماً وضع التعليم في بلاده قائلاً: (إن التعليم (هنا) هو هرم مقلوب، وقد كتبت ذلك ضمن حملته الانتخابية كمرشح لمجلس الأمة، وحينما نجح الربعي في الانتخابات رشحه الأمير الراحل جابر الأحمد - رحمه الله - ليكون وزيراً للتربية والتعليم، وقال له: هيا يا أحمد عدّل الهرم المقلوب، وبالفعل قبل الربعي الترشيح الوزاري وأصبح وزيراً للتربية والتعليم بعد أن كان معارضاً (مستقلاً)، وقد حاول - رحمه الله - أن يُصلح الأوضاع التعليمية، ولكنه عجز عن ذلك نتيجة إرث ضخم من الأخطاء، ولذلك قدّم استقالته وعاد في دورة أخرى للمجلس عضواً معارضاً كما كان.أقول تذكرت هذا التداعي حينما نرى اليوم أن بعض الدكتاتوريين من حكام العرب يصفون شعوبهم المطالبة بالخبز والحرية بالجرذان أو البلطجية أو البلاطجة أو العصابات؛ لذلك أصدروا أوامرهم الدموية لقمع تلك الشعوب، وبطريقة يندى لها جبين البشرية، وعن طريق الجيوش التي كان من المُفترض أن تحمي الشعوب، وذلك لأن الجيش هو ابن الشعب في الأساس لا أن يُطلق ذلك الابن الرصاص على (أبيه) وأمه وعائلته وأبناء وطنه. والويل كل الويل لمن لا ينفذ أمر الحاكم فمصيره الإعدام، لذلك يصبح العسكري بين نارين، نار يطلقها على أهله أو نار تُطلق عليه من الخلف من قبل النظام!!مع أن المنطق اللامقلوب في هذه الحالة أن يقف مدافعاً عن أهله وموجهاً رصاصه للنظام، وذلك لأن الحيوان، حتى الحيوان و(بلا تشبيه) يُدافع عن جحره أو عشّه ويحمي أولاده.ولعلي في هذا الصدد أتذكر حكاية غريبة عجيبة تجسد (حميّة) الحيوان لجنسه؛ فقبل عدة أعوام وبمناسبة عيد الأضحى اشترى ضابط عربي كبير (كبشين) لنحرهما هدياً لوجه الله، وحينما استل الضابط السكين ونحر الكبش الأول، انطلق الكبش الثاني على الضابط كالصاعقة و(نطحه) بقرنيه الهائلين على رأسه تماماً فسقط الضابط مضرجاً بالدماء ضحية لكبش ضحى بأخيه أو ابن جنسه، بعد ذلك نُقل الضابط إلى المستشفى ليموت بعد أربعة أيام نتيجة لـ(حمية حيواية) لم تحدث من قبل، مما يدعونا هنا أن نتساءل عن موقف بعض الضباط -لا الكباش - والذين يقومون بنحر شعوبهم أمام الملأ، ولا يتحرك منهم عرق ينبض!

 

هذرلوجيا
يشطح وينطح
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة