Thursday  16/06/2011/2011 Issue 14140

الخميس 14 رجب 1432  العدد  14140

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تقاطع

 

الجزيرة تفتح ملف (الصحوة الإسلامية) وتناقش مدى تأثيرها الإيجابي والسلبي في محيط الأمة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حوار وإعداد - محمد بن عيسى الكنعان

مع كل قضية تقع في بلادنا أو تثار على مستوى العالم ويكون التيار الديني طرفاً فيها، يتجدد الجدل الفكري بين الكُتاّب والإعلاميين والشرعيين والدعاة وعموم المثقفين حول مفهوم (الصحوة الإسلامية)، ومدى تأثيرها السلبي أو الإيجابي في شتى مناحي الحياة بمحيط الوطن أوالأمة بشكل عام، حيث يدور ذلك الجدل حول مصطلح الصحوة، وهل هي ظاهرة عامة في الأمة أم حركة تدين اجتماعية تخص كل مجتمع بذاته؟ ومدى إسهامها في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، وما هي إنجازاتها ومظاهرها وأبرز معوقات مسيرتها؟ وعلاقتها بالتخلف الحضاري والفكر المتشدد وأدبيات الإرهاب؟ ولماذا فشلت في توحيد الأمة؟ وهل يمكن أن تتصالح مع الغرب؟ وما واقعها اليوم في عالمنا الإسلامي؟ وكيف تعاطى الإعلام والثقافة معها؟ وأخيراً.. هل يمكن اعتبار الصحوة الإسلامية مشروعاً نهضوياً وخطابها حضارياً؟ هذه الأسئلة هي مدار نقاش فتحت (الجزيرة) نوافذه تحت محور رئيس: (هل كان تأثير الصحوة الإسلامية على المجتمع إيجابياً أم سلبياً ؟)، من خلال حوار الدكتور محمد السعيدي الكاتب والأستاذ الأكاديمي في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، والدكتور علي الرباعي الأديب والإعلامي، صاحب كتاب (الصحوة في ميزان الإسلام)، فإلى ثنايا الحوار..

مفهوم الصحوة وطبيعتها

يرى الدكتور محمد السعيدي أن مصطلح الصحوة يختلف المراد به من متحدث إلى آخر، يقول: (بينما يراه المفكرون الإسلاميون دالا ًعلى ظاهرة العودة إلى الالتزام بتكاليف الدين بعد فترة من التراخي، يراه السياسيون دالا ًعلى استيقاظ فكرة النظام الإسلامي السياسي، واتخاذ الإسلام مشروعاً سياسياً بديلا ًعن المشاريع القومية والوطنية، التي راجت في العالم الإسلامي فترة من الزمن)، كما يضيف: (وربما رآه الأمنيون مصطلحاً دالاً على حركة تربوية الظاهر أنها تخفي تخطيطاً ثورياً وراء مشاريع التربية وتصحيح الأخلاق). غير أن الدكتور علي الرباعي يراه خلاف ذلك. إذ يقول: (مصطلح أطلقه الحركيون الإسلامويون على مشروع التحرك باتجاه انتزاع السلطات، واختطاف المجتمع تحت لبوس مفردة ناعمة تغطي تحتها مطامح الإسلام الحركي)، ثم يؤكد أن المصطلح ظهر مع الحركات والظواهر الإسلامية، بقوله: (ظهور الخميني في إيران، وبروز جبهة الإنقاذ في الجزائر، وحرب الأفغان والأمريكان ضد الروس، واتساع مساحة الحراك للتيارات الدينية المسيسة). هذا بالنسبة لواقع المصطلح، أما تاريخها فالدكتور السعيدي لا ينفي ولا يثبت مسألة وصف الاستشراق للصحوة بأنها ظاهرة الإحياء الإسلامي، إنما يؤكد أن تاريخ الصحوة لا علاقة له بواقعها. كما يميل إلى اعتبار طبيعتها عودة إلى التزام أكثر بتعاليم الدين، بل يقول: (أعتقد أن هذا وصف مشترك يمكن مشاهدته في سائر أنحاء العالم الإسلامي وبين المسلمين في مجتمعات الأقليات في سائر أنحاء العالم، ولكن تختلف المجتمعات فيما بينها في مناهج هذا الالتزام)، مدللا ً على ذلك بمجتمعات تعتني بالعقيدة وأخرى بالأسلمة وثالثة بالتصوف. وهذا نقيض ما يراه الرباعي الذي يقول: (الصحوة ظاهرة سياسية فالمجتمع متدين من قبل ظهور الصحوة ومن بعد خفوتها، والنسب بين الصحوات عريق كون المنظرين هيؤوا أرضية صالحة للاستثمار في مشارق الأرض ومغاربها).

الصحوة بين الحركة والفكر

ما علاقة الصحوة الإسلامية بالحركة الإسلامية ؟، وهل أسهمت في تجديد الفكر الإسلامي؟. الدكتور الرباعي لا يرى فرقاً من كون الصحوة هي الحركة، يقول في ذلك: (هي حركة مرتدية ثياب الدين فوق جلباب طموح الدنيا ونيل المكاسب والمراتب وحشد الأتباع). كما لا يجد لها أدنى إسهام في تجديد الفكر الإسلامي لأنها حسب رأيه: (اشتغلت على العاطفة ولم تعمل على الفكر، ليقين القائمين عليها أن تناول الفكر مدعاة لجدل وحوارات عقلية تفضي إلى رفض خطاب أصحابها، وهم أحرص الناس على الوصول للمجتمع من خلال عاطفته لأن العواطف عمياء، والعرب قالت: الحب يعمي ويصم). بينما يقول الدكتور السعيدي: (الحركة الإسلامية بمفهومها السياسي إحدى مظاهر الصحوة الإسلامية وليست كلها)، مشيراً إلى أن من ينتمي إلى الصحوة الإسلامية ليس من الضروري أن يكون حركياً، بل يعتبر أن الصحوة وصف لمرحلة وليس اسم لتوجه يحمل خصائص واحدة، لذلك يقول: (فقد خرج من نتاج الصحوة علماء أجلاء ودعاة متميزون بل وكتاب وأطباء ومهندسون، كما خرج من عباءة الصحوة أيضا ثوريون وفوضويون وإرهابيون). أما إسهامها في تجديد الفكر الإسلامي فالسعيدي ينبه إلى أن الاختلاف في تحديد بداية مرحلة الصحوة يؤثر على تحديد مدى إسهامها في تجديد الفكر الإسلامي، وعليه يقول: (فعلى الاعتبار أنها بدأت مع بوادر انهيار الدولة العثمانية، يمكن أن نعتبر توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز إحدى منجزات الصحوة الفكرية والعملية أيضاً، وكذلك كل الحركات الإسلامية التي قاومت الاستعمار الغربي وتأسيس دولة الباكستان، وما صاحب هذه التحركات العملية من نهوض فكري أثر فيما بعد على كل ما جاء بعده إيجاباً أو سلباً، لكن المتفق عليه أن الفكر الإسلامي بعد هذه الحركات ليس هو الفكر الإسلامي قبله، فإحياء مذهب السلف في العالم أجمع كان نتيجة لقيام الدولة السعودية، التي أثرت دعوتها في شيوع الفكر السلفي، وكذلك يمكن القول في سائر الحركات).

منجزات الصحوة الإسلامية

يختلف الرباعي مع السعيدي حول وجود منجزات للصحوة، فالرباعي يرى أن منجزها الوحيد هو تعطيل حركة التنمية والإصلاح وتشتيت جهود وطن واحد بين أوطان هي في غنى عنا. في المقابل يرى السعيدي أن معظم حركات التحرر ضد الاستعمار، وظهور علماء الإسلام التجديديين من بداية الصحوة إلى يومنا هذا، هي من منجزات الصحوة، كما يقول السعيدي: (أعظم إنجازاتها جبر كسر الأمة المعنوي الذي أحدثته نكسة عام 1967م، وهو أثر يمكن تصوره حين نتخيل لو أن هذه الهزيمة النكراء وقعت ولم تجد الأمة ملاذاً فكرياً وبديلاً عقدياً تلوذ به من شر هذه الهزيمة). ويضيف: (هذا الإنجاز يُعد الأعظم في تاريخ الصحوة، وهو بالتالي سر بقاء الممانعة العربية ضد إسرائيل في داخل فلسطين وخارجها).

علاقة الصحوة بالتخلف الحضاري

في رده على من يربط التخلف الحضاري للأمة بالصحوة الإسلامية لاعتراضها برامج التنمية الحديثة، يتساءل السعيدي: ما هي برامج التنمية التي اعترضت عليها الصحوة؟ ثم يجيب: (لا يوجد بالتأكيد إلا في ذهنية أصحاب الخلفية اليسارية أو القومية الذين تولى نظراؤهم في الفكر صناعة القرار في سائر الدول العربية حين استلموا الحكم من الاستعمار في بلادهم ولم يقدموا لأهلهم سوى مزيد من التخلف)، ثم يشير إلى واقعنا بقوله: (بخصوص بلادنا فالتنمية سارت على أشدها لا يعيقها سوى الكثير من عقبات الفساد الإداري والاختلاسات، التي لا يمكن القول إن الصحوة وراءها). وفي هذه الجزئية يتفق معه الرباعي بقوله :(التخلف نتاج تحالفات وتقاطعات مشتركة لا يبرأ منها سياسي ولا اقتصادي ولا خطابات وعظية، إلا أن الصحوة أحد الأسباب لا كلها).

الصحوة ووحدة الأمة

ُيجمع الضيفان على أن الصحوة لم تستطع أن توحد الأمة رغم تأثيرها في الرأي العام الإسلامي، لكن لكل تبريره لهذا الفشل، فالرباعي يرجع ذلك لأن مسوقي الصحوة لم يكونوا على وعي تام بخطورة المتاجرة بالدين، مستشهداً بما قاله الإمام الكندي :(من تاجر بدينه باعه بأبخس الأثمان). من جهته يقول السعيدي: (الصحوة ليست فكراً وإنما هي مرحلة تاريخية ندخل فيها جميعنا أنت وأنا ورئيس التحرير وإن اختلفنا مع بعض توجهاتها، وهي بذلك لا تجمع فكراً واحداً بل أفكارا ًمتعددة حتى على صعيد الفكر الديني)، مضيفاً: (إن كان المراد به التوحيد السياسي فليس كل من ينتمي للتوجه الديني له مشروع توحيد سياسي، بل الأكثرية من أصحاب التوجهات الدينية واقفون في المشاريع الوطنية الحالية داعمون لها)، كما يشير إلى وجود توجهات دينية ذات مشاريع سياسية أخرى مثل حزب التحرير والإخوان المسلمين. غير أن السعيدي يستدرك في جانب ٍ أخر بقوله: (أما إن كان المراد بالوحدة.. الوحدة التضامنية الشعبية فهذا أمر لم تفشل الصحوة فيه لأنه ليس من إنجازات هذه المرحلة بل هو من ثمار الدين الإسلامي نفسه).

تطرف الصحوة والإرهاب

ينفي السعيدي عن الصحوة مسئوليتها في إيجاد الفكر المتطرف والأفكار المتشددة بين شباب الأمة وبالتالي تبني العنف المؤدي للإرهاب، وإن كان لا ينكر أن من بين شيوخ الصحوة قديماً وحديثاً من كان لبعض أطروحاته أثر في تبني التطرف لدى جماعات الغلو، فهذا الفكر وُجد - حسب رأيه - في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي عهدي عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد رحمهما الله، بل يقول: (وُجِدت موجات كبيرة من التطرف في مختلف الأديان بل وفي الأيديوليجات التي لا تنتمي للدين). كما يضيف: (حين ندرس ظاهرة الإرهاب دراسة علمية نجد أنه يشترك في إنشائها أمور كثيرة هي التي ساهمت في تسريع نمو الظاهرة، بل وفي تغذية هذا الفكر، منها ما هو إقليمي ومنها ما هو عالمي). على النقيض تماماً يبدو رأي الرباعي الذي كان واضحاً بقوله: (اتهام في محله ومبرر، كون الخطاب الصحوي خطاب يشحن النفوس بطاقة غير خلاقة من البغضاء والكراهية والتعلق بالموت، ما يدفع المشحون للبحث عن ميدان صالح لتفريغ شحناته). كما يعتبر أن أدبيات الصحوة وشيوخها جزءاً من مشكلة الإرهاب، ويقول: (ينبغي أن يكونوا جزءاً من الحل، وذلك بإقرارهم العلني أن ما كانوا عليه مجاف للصواب، ولا يتبرموا من الاعتذار للمجتمع والوطن).

صدى الصحوة إسلامياً وعالمياً

إلى أي مدى بلغ صدى الصحوة الإسلامية عالمياً، وهل يمكن أن تتصالح مع الغرب؟ الإجابة عن ذلك يمكن أن تحدد ملامح واقعها اليوم، من هنا يؤكد السعيدي أن انتشار الإسلام مؤخراً في أوربا وأستراليا والأمريكيتين ووسط وجنوب إفريقيا واليابان هو أحد منجزات الصحوة، ثم يتساءل: وهل يمكن أن يُصالحنا الغرب؟ لأنه حسب رأيه هو الطرف الأقوى سياسياً وإعلامياً وعسكرياً، وهو بهذا صاحب الفعل، بل يقول: (أننا لم نؤذ الغرب أبدا بل هو من آذانا، وحتى ما حدث من جهة المسلمين من اعتداء كالذي صار في منهاتن فإن الغرب ينتقم بقوة وقسوة، ولهذا أعتقد أن الغرب ليس في وارد التصالح معنا في هذه المرحلة إلا إذا استطعنا أن ننشئ لأنفسنا قوة سياسية وثقافية ونقوي صلاتنا بامتدادنا الإسلامي داخل الغرب والمتمثل في الأقليات الإسلامية الأوربية)، مؤكداً أن التكتلات الإسلامية السياسية والاقتصادية والثقافية التي أسستها المملكة كمنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب وغيرها لم تُقابلها الدول الإسلامية بالإيجابية المطلوبة. من جانبه يؤكد الدكتور الرباعي أن صدى الصحوة لم يترك موضعاً لم يصله في العالم، وحول جزئية التصالح مع الغرب يقول: (تصالحنا مع الغرب رهن نسيانهم أو تناسيهم 11سبتمبر، وتجاوزنا دوافع ونتائج عراكهم الوحشي في بلاد العرب والمسلمين). أما في الداخل الإسلامي من حيث تراجع وانحسار الصحوة أو ثباتها واستقرارها، فبرأي الرباعي: (الصحوة تنحسر لعدم تأسيسها مشروعاً حضارياً يبني ولا يهدم ويعزز ولا يقوض ويحتوي الإنسان بهمومه ولا يستغله بعمومه، ومع انفتاح الفضاء واتساع شبكات التواصل سيظهر ثوار جدد في لبوس آخر وبأيديولوجية غير متوقعة في المجتمعات التقليدية، وربما جُوبه الثوار الجدد بالقمع والتصدي أسوة بسابقيهم، فالسياسي يحتاج لكل مرحلة دمى، سرعان ما يستغني عنها ويدفعها للأرشيف أو المحرقة). في ذات السياق يذهب السعيدي، ولكن ليس حسب رؤية الرباعي، إنما يقول: (التزام المسلمين بتعاليم دينهم تشهد في الآونة الأخيرة انحساراً يسيراً حتى في بلادنا المملكة بتأثير من وسائل الإعلام العالمية والعربية ومشاريع العولمة الثقافية المدعومة من الغرب، وبتأثير أيضاً من عوامل اقتصادية وسكانية يطول شرحها، لكن كل ذلك لا يعني أنه لا يوجد مؤشرات لتفوق جديد في اليقظة الدينية إن شاء الله تعالى).

مشاكل الصحوة وعيوبها

حول المشاكل التي تعترض طريق الصحوة وكذلك عيوبها، يُحدد السعيدي هذه المشكلات بالحرب الإعلامية الشرسة التي تتعدد مصادرها ما بين محلي وأجنبي، يقابلها ضعف شديد في الإمكانيات الإعلامية الإسلامية، والتهديد بإغلاق أو محاصرة أية جهة إعلامية إسلامية أو مواقع إلكترونية، مشيراً إلى أنه لا يوجد في العالم العربي بأسره ترخيص لصحيفة يومية إسلامية. كما يقول: (ومن المشاكل الكبرى عدم احتواء الشباب المتدين من قبل جهات ثقافية رسمية ما جعلهم فريسة لجهات الاستقطاب الفكري المتطرفة وعدم عناية الدول الإسلامية بإيجاد مشاريع سياسية واجتماعية وثقافية تحقق طموحات الشباب المسلم)، مضيفاً: (أن وقوع بعض المؤسسات الشرعية المشهورة في العالم الإسلامي في فخ المخططات الغربية التي ترنوا إلى عولمة المجتمع المسلم عن طريق أسلمة بعض القيم الغربية تعتبر من المصاعب التي تعترض الصحوة. أما الرباعي فيرى أن المشكلة في الصحوة نفسها إذ يقول: (الصحوة عارض أمطرنا بسيل عرم نتمنى على من بدأ مأساتها أن يسهم في إنهائها، نحن لم نكن كفاراً ولا مشركين لتعيدنا الصحوة إلى الدين، الصحوة مشروع تطلعي وتسلقي سرعان ما تكشفت مآربها ففر وتبدل ربابنتها).

الصحوة بين الثقافة والإعلام

كيف تعاطت المؤسسات الإعلامية والتيارات الفكرية والنخب الثقافية العربية مع الصحوة؟ هل كانت أمينة في نقل الحقيقة أو التواصل والنصح لترشيدها؟ بهذا الشأن يرى الرباعي أن مواقف التعاطي الإعلامي والثقافي كانت متباينة، يقول: (البعض وعي مخاطرها مبكراً ونجا من الوقوع في فخها، والبعض تردى في جحيم تداعياتها والغالبية متفرجون وإمعات يرددون (أحب الحسين ولكنما، لساني عليه وقلبي معه). لكن السعيدي يرى أن الكثير من وسائل الإعلام روجت لجعل الصحوة مصطلحاً يرمز إلى تيار فكري معادي للدولة ويعمل بنظام سري وله مطامح سياسية عريضة، وأصبحت كلمة صحوي في الإعلام ترمز للمنظر للفكر الإرهابي المتطرف. بل يقول: (للأسف فإن الجهات الأمنية في البلاد الإسلامية تبنت هذا الطرح الإعلامي وعاملت كل من يثبت لديها انتماءه لهذه المرحلة معاملة أمنية حذرة، وهذا بعكس جهات الأمن السعودية التي أثبتت أنها الجهة الأمنية الوحيدة في العالم العربي التي تستطيع التمييز بين التيارات الإسلامية، ولديها القدرة الكاملة في وضع كل شيء في موضعه الصحيح). كما اتهم التيارات الفكرية أنها وراء التشويه، مؤكداً أن الدعاة والمثقفين والعلماء المنتمين لهذا الجيل هم من أبرز النخب الثقافية، لذلك لا يمكن أن نحتكر مصطلح النخبة لتيار دون آخر.

الصحوة.. مشروع نهضة!

خلاصة الحوار حول الصحوة.. وهل كان تأثيرها إيجابياً أم سلبياً في محيط الأمة، وعليه تتساءل (الجزيرة): هل يمكن اعتبار الصحوة الإسلامية مشروعاً نهضوياً، وخطابها حضارياً ولماذا؟ يجيب الدكتور محمد السعيدي: (الإسلام بتطبيقه السلفي هو مشروع نهضوي حضاري متميز، لأن التطبيق السلفي للإسلام هو في أبسط التعاريف: الإسلام غير المشوة، وكل تطبيق للإسلام يختلف عن التطبيق السلفي فهو إسلام مشوه، وتتباين خطورة التشويهات من جماعة إلى أخرى ومن فرقة إلى أخرى، ولا يختلف اثنان في أن الإسلام غير المشوه ليس مشروع نهضة وحسب بل هو نهضة في ذاته، وجميع الدول في التاريخ وفي الواقع المعاش التي قامت على التصور السلفي هي التي قدمت أبرز صور النجاح في شتى فروع النهضة بمفهومها الواسع، وأعتقد أن البرهنة على هذا الأمر تحتاج إلى حوار خاص)، فيما يجيب الدكتور علي الرباعي بقوله: (لو أنها اعتمدت أنسنة المشروع ولم تفرّق بين الابن وأبيه،والأخ وأخيه، والحاكم والشعب، وبين المجتمع والتنمية لكانت حرية بوضع أسس لمشروع نهضوي وحضاري، ولعل بعض منظريها وعوا خطورة ما دعوا له من قبل، فبدلوا خطابهم وأتمنى ألا يكون هذا التفاف أو مناورة أو تكتيك مرحلي).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة