Sunday  19/06/2011/2011 Issue 14143

الأحد 17 رجب 1432  العدد  14143

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ذات ربيع رائع في صحراء الكويت، وكان ذلك في عام 1955م، دعاني أحد الأصدقاء إلى المشاركة في يوم مفتوح تقيمه الشركة التي يعمل فيها كمدير للعلاقات العامة. وكان المدعوون خليطاً عجيباً من كل الجنسيات، ففيهم العربي وفيهم الإنجليزي، وفيهم الأمريكي وفيهم الياباني والهندي والإفريقي، أي مجموعة تمثل (الأمم المتحدة)، التقت هكذا فجأة لتتعرف على (صحراء العرب)، إذ كان أغلب الحضور يظن أن الصحراء هي مجرد كثبان ذهبية تذروها سموم القيظ في الجزيرة العربية، بالإضافة إلى قطعان إبل تسبح في السراب وتؤوب في المساء إلى خيمة كبيرة سوداء فيها أمير بدوي يرتدي العقال القصبي وبجانبه بئران أحدهما من النفط والآخر من الماء(!!). هذا هو التصور العام الذي يقبع بذاكرة بعضهم كما صرح أكثر من واحد من المدعوين، ولكنهم كم ذهلوا أن الصحراء العربية هي حديقة ورد خضراء تمتد من الأفق إلى الأفق تحت قبة سماء زرقاء في فصل الربيع المذهل حقاً.

آنذاك وفيما كان (الربع الأمميون) يتحلقون حول (برميل المندي) المدفون تحت الرمل، التفت إليَّ صاحب الدعوة وقال «أرجو يا أبا سامي أن (تغرد) شعراً في هذا (الجمهور الخليط) الذي لا أعتقد أن يحظى به شاعر سواك لا سيما وأنه -أي الجمهور- متعدد اللغات والثقافات والأعراق».

حقيقة، لقد راقت لي الفكرة كثيراً، ولكنني اشترطت عليه أن يقوم بالترجمة الفورية للإنجليزية التي يفهمها الكل، وقد قبل الشرط ثم رحت (أنشد) بعض قصائدي (القصيرة المكثفة)، لأنني أعرف أنهم رجال (عمليون) ليس لديهم الوقت للاستماع للمطولات. وبينما كنت كذلك قفز مهندس ياباني خرج عن وقاره المعروف به بنو جنسه وهو يصرخ مبتهجاً (هايكو. هايكو مستر سليمان!!)

بالطبلع لم يفهم المفردة اليابانية أحد من الحضور بما فيهم الصديق الترجمان، ولأنني الوحيد الذي فهمت هذه الكلمة قلت له (يس مستر. آرابيك هايكو)، ثم رحت أترجم للجميع بما فيهم المترجم(!!) أن هذا النمط القصير من الشعر يُسمى لدى اليابانيين الهايكو، وهم يعتقدون أن الثقافة اليابانية وحدها هي المختصة بهذا اللون، أي القصيدة القصيرة المكثفة. ولكنني ولكي أغيظ الياباني أكثر رحت (أهيجن) هجيني شمالي باللهجة الشعبية.... (نكمل لاحقاً).

 

هذرلوجيا
هايكو.. بدوي
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة