Monday  20/06/2011/2011 Issue 14144

الأثنين 18 رجب 1432  العدد  14144

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

التحكم بأنفسكم عن طريق هواتفكم الذكية
بقلم - مايكل شراج(*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لم تعد مسألة إيلاء الموظفين مهمة إبقاء غرور المسؤولين التنفيذيين تحت السيطرة أمراً عملياً أو ملائماً، بيد أنّ الحاجة إلى مثل توجيه الأوامر الفوري هذا ما تزال بدون شك قائمة. فلمَ لا نستعين بالهواتف الذكية للقيام بذلك؟

وإنّ برمجة الهواتف النقالة لتُصدر معلومات حيوية في وقتٍ معيّن تم تحديده في مرحلةٍ سابقة هو أمر بسيط نسبياً، مع العلم بأنّ رقابة ذاتية إدارية أكثر تقدّماً تتطلب أدواتٍ أكثر ديناميكيةً. وإذا كنتم ممن يتحدثون كثيراً في الاجتماعات، فأنتم محظوظون الآن، حيث بات بإمكانكم معرفة مدى سيطرتكم على إحدى المناقشات عن طريق برنامج «الأيفون» المتطور والمعروف بـ»مقياس الحديث» (Talk-o-meter). فهل لهذه الأداة أن تساهم في تهدئة كلامكم؟ وإذا ما استمعتم إلى هاتفكم وهو يهمس في أذنكم «أنتم تكثرون الكلام»، فهل سيجعل منكم ذلك متحدثين أكثر تواضعاً وفعالية؟

في هذه الآونة، يستكشف مجال تطبيق العلوم العصبية على الأرجونوميكس المتنامي أو الهندسة الإنسانية كيفية تصميم الواجهات، والأوامر، والتحذيرات بأفضل الطرق الممكنة كي تندمج مع العقل العامل. كما يتحول الكومبيوتر اللوحي، والهواتف النقالة، وسواها من الأدوات المحمولة الأخرى إلى الوسائط الأساسية في تصميم الهندسة الإنسانية الشائع. ومع قدرة الأدوات الآن على إدراك السياق، تصبح مسألة تشاطر هذا الإدراك تحدياً جديداً للابتكار. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إلى أي مدى يجب أن يكون هذا التشاطر غير ملحوظ أو ربما متطفلاً؟

إلى ذلك، وبفضل الجيل الجديد من برمجيات التعرّف على ملامح الوجه، لم يعد علينا القلق بعد الآن بشأن مطابقة أحد الأسماء بأحد الوجوه في إطار اجتماع عمل. ولكن، كيف بإمكاننا تبادل هذه المعلومات؟ هل بهمسة؟ أم بـ»تويت» على «تويتر»؟ أو ربما من خلال حساب على موقع «فيس بوك» (Facebook)؟ أم أنّ السوق سيشهد انبثاق أنواع جديدة من «الوسائط الفورية» التي من شأنها تسهيل عملية الانتقال بين ما تلتقطه هواتفنا وما «نعرفه»؟

وصحيح أنّ ظهور «منصات الوسائط الفورية» هو أمر ضروري، ولكنني أدرك تماماً أنّ مشاعر متباينة ستعتريني إذا ما طلب مني أحد العملاء أن أعيد ضبط إعداد «مقياس الحديث» خاصتي. وتماماً كما أدى انتشار الـ»بلاك بيري» (Blackberry) إلى ازدياد التوقعات حيال الاستجابة وقابلية الوصول الفوريين، يبدو لي أنّ الوسائط الفورية المنتشرة ستعيد ضبط التوقعات حيال السلوكيات القائمة بين الأشخاص. وعندئذٍ ستُعتبر وقاحة أو لا مهنية ألا نضبط أدواتنا بما يظهر حسن سلوكنا.

أنا سعيد جداً لأنّ بين يديّ هاتفاً ذكياً يُبقيني منضبطاً. وسأكون أقلّ سعادة إذا كان لدي زميل أو عميل يقول لي إنه ينبغي علي إعادة تشغيل برنامج الوسائط الفورية. وهل أنتم ممن يريد من جهاز «الأيباد» أو «الأندرويد» أن يخبركم بلباقة أن تسكتوا أم تستيقظوا؟ هل أنتم ممن يريد ذلك فعلاً؟

(مايكل شراج هو باحث زميل في مركز الأعمال الرقمية التابع لمدرسة «سلون» (Sloan) في معهد ماساتوشتس للتكنولوجيا، ومؤلف «لعبة جدية» (Serious Play) وكتاب «تخطي الأفكار» (Getting Beyond Ideas) المرتقب صدوره في الأسواق).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة