Monday  20/06/2011/2011 Issue 14144

الأثنين 18 رجب 1432  العدد  14144

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

خمسة تصوّرات خاطئة بشأن العمل الجماعي
بقلم ج. ريتشارد هاكمان(*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يعد العمل الجماعي عاملاً مهماً لنجاح أي مؤسسة تستجيب بسرعة لتغيرات الظروف. وإنّ البحث الذي أجريته حول مجتمع الوكالات الأميركية لا يؤكّد هذه الفكرة فحسب، بل يتعداها ليشمل الكشف عن عدد من الاعتقادات الخاطئة بشأن العمل الجماعي التي قد تحوّل اتجاه المساهمات المنتجة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر خمسة اعتقادات هي التالية:

أولّها: التناغم يساعد، والمناقشات حول الطريقة المثلى للقيام بالأمور ليست سوى مضيعة للوقت.

إلا أنّ الحقيقة هي العكس تماماً، بحسب ما يثبته البحث. فالمجموعات التي تتنازع في ما بينها حول مسألةٍ ما قد تُوجد حلولاً أكثر ابتكاراً من تلك الخالية من أي نزاع، وذلك في حال تمت إدارة هذه النزاعات بشكلٍ جيّد لتأخذ بعين الاعتبار أهداف الفريق ككل.

ثانيها: الاختلاط هو أمر جيد. والعناصر الجديدة تضخ الطاقة والأفكار الجديدة، ومن دونها يرضى أعضاء الفريق عن أنفسهم ويصبحون متسامحين ومتفهمين لسوء تصرّف زملائهم بشكل قد يفوق الحد.

لكن في الحقيقة، كلما طال مكوث أعضاء الفريق الواحد مع بعضهم البعض كان أداؤهم أفضل. والبحث واضح جداً في هذا الخصوص: سواء أكان الفريق فريق كرة سلة أو فرقة موسيقية رباعية للآلات الوترية، فهو يؤدي بشكلٍ أفضل إذا ما طال مكوث الأعضاء طويلاً مع بعضهم البعض.

ثالثها: الحجم الأكبر يعني أداءً أفضل، والمجموعات الكبيرة تمتلك موارد أكثر لاستخدامها في عملها.

ولكن، في الحقيقة، تعد الزيادة المفرطة أكثر العوائق شيوعاً وأكثرها أهمية على مستوى المساهمة الفعلية. فكلما اتسعت المجموعة زادت احتمالات إضاعة الوقت بين أعضائها وزادت الحاجة إلى بذل الجهود من أجل تنسيق نشاطات كل واحدٍ منهم.

ورابعها: التفاعل وجهاً لوجه هو عادة قديمة الطراز. فاليوم، وبفضل الوسائل التكنولوجية الرقمية المتاحة للتنسيق والتواصل، بات بإمكان الفرق أن تؤدي أعمالها بفعاليةٍ أكبر عن بعد.

والواقع أنّ الفرق التي تعمل مع بعضها البعض عن بعد تعاني من مساوئ كبيرة. وقد وجدت مؤسسات عديدة تعتمد بشكلٍ كبير على الفرق الموزّعة بأنّه من الضروري استثمار الوقت والمال من أجل الجمع ما بين أعضاء الفريق الواحد في بداية المشروع ومنتصفه وآخره.

وخامسها: كل الأمور مرهونة بقائد الفريق. ولتحاولوا في هذا الإطار التفكير بفريقٍ كنتم قد توليتم قيادته أو شاركتم فيه، وقدّم أداءً ممتازاً. ومن ثم فكروا بفريقٍ آخر أساء الأداء. ما الفارق بين الاثنين يا ترى؟ إذا كنتم كالآخرين، فسيكون تفسيركم مرتبطاً بقيادة الفريقين.

والحقيقة أنّ متابعة قادة المجموعات على مختلف الأنشطة عن قرب تخلق فارقاً. بيد أنّ أقوى الأمور التي بإمكان أحد القادة القيام بها من أجل دعم المساهمات الفعالة تكمن في إرساء الظروف التي تساعد أعضاء الفريق الواحد على إدارة نفسهم بنفسهم بشكلٍ فعال. أما ثاني أقوى الأمور، فيقتصر على إطلاق الفريق بشكلٍ جيد، وعندئذٍ فقط تبرز أهمية متابعة قائد الفريق عن قرب للتعليم والتدريب.

(ج. ريتشارد هاكمان هو أستاذ في مجال علم النفس المؤسساتي والاجتماعي في جامعة هارفرد، وأحد كبار الخبراء في شؤون فرق العمل. بحمل كتابه الأخير عنوان: (Collaborative Intelligence: Using Teams to Solve Hard Problems).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة