Tuesday  21/06/2011/2011 Issue 14145

الثلاثاء 19 رجب 1432  العدد  14145

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في الوقت الذي يُشاع في الأوساط الأكاديمية أن داخل أروقة وزارة التعليم العالي من يتبنى من خلال مشروع «آفاق» تقسيم جامعاتنا السعودية إلى جامعات بحثية وأخرى تدريسية!؟، وفي الوقت الذي تتلكأ مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في توجيه أنظارها شطر الجامعات الناشئة بشكل جدي وحسب خريطة وطنية مدروسة!؟، وفي الوقت الذي تحاول الجامعات الأم - إن صحت التسمية - الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من المراكز والكراسي والمؤتمرات والندوات والأبحاث والدراسات الوطنية والاستشارات المعرفية دون الالتفات إلى غيرها من الجامعات الجديدة سواء خلال فترة الاحتضان السابقة أو حتى بعد أن استقلت وشبّت عن الطوق!؟، وفي الوقت الذي يُعد المخصص للبحث العلمي في الميزانية السنوية لهذه الجامعات الناشئة لا يكفي لتأسيس البنية الأساسية الضرورية لإجراء الأبحاث العلمية في تخصص واحد فكيف بالجميع!؟، في هذا الوقت، وفي ظل هذه المعطيات التي تُعد من أبرز المثبطات وأهم معوقات حفز الهمم لإجراء الدراسات والأبحاث من قِبل أعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعات المنعوتة بالناشئة، في هذا الوقت.. ينبري عدد من رجال الأعمال أصحاب الحس الوطني الرفيع، ينبرون بمحض إرادتهم وبدافع وطني وعلمي صرف لتلمُّس الحاجات البحثية المفصلية في مناطق المملكة المختلفة فيتجهون لدعم مشاريع الجامعات الناشئة البحثية وأوقافهم الخيرية من خلال الكراسي العلمية على وجه الخصوص، وهذا يسجل لهم بكل فخر واعتزاز ويستحقون عليه الشكر والتقدير من الجميع، فها هو بالأمس القريب سعادة الشيخ صالح بن عبد الله كامل يزور جامعة حائل ويؤكد في ثنايا كلمته أمام منسوبي الجامعة أهمية البحث العلمي، ووجوب التركيز على الإشكاليات والقضايا ذات الصبغة المحلية بشكل كبير، ولأن اقتصاد منطقة حائل يعتمد بما يُقارب 70% على الزراعة فإن البحث الزراعي له الأولية، وهو من الأهمية بمكان، ولذا فإن كرسي «صالح كامل» كما نشرت الجزيرة في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي هو «للأبحاث الزراعية»، والأمل لدى «كامل» أن تحتضن الجامعة في المستقبل القريب كلية للزراعة أو على الأقل معهداً زراعياً متخصصاً، فسوق العمل الحائلي بحاجة ماسّة لهذا التخصص.إن هذا الكرسي يُعد الكرسي الثامن في منظومة الكراسي العلمية التي تحتضنها جامعة ناشئة ذات توجه بحثي متميز، ولم يكن توجه القطاع الخاص لهذه المنارات العلمية إلا لإيمانهم القاطع بأرسالة الجامعة أياً كانت ذات أبعاد ثلاثة لا يمكن الفصل بينها بحال، ألا وهي: (التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع)ولذا أتمنى أن نعيد قراءة جامعاتنا من جديد، وليكن لكل جامعة هويتها البحثية المنبثقة من طبيعة مجتمعها المحلي وواقعها المعرفي ورؤيتها المستقبلية.إنني أعتقد أنه لا وجود لجامعة محترمة، تريد أن تطبق معايير الجودة الوطنية، وتتطلع لرقم متقدم في سلم المفاضلات العالمية وتبحث عن مكان لخريجيها بين الجموع التي تُفوج كل عام سواء في سوق العمل المحلي أو العالمي، إنني أعتقد أنه لا وجود لهذه الجامعة بهذه المواصفات والتطلعات بلا بحث علمي مدروس ومخطط له بشكل جيد، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بتضافر الجهود الحكومية والخاصة والأهلية.إن المناطق التي ولدت فيها الجامعات الجديدة أرض بكر للبحث العلمي وفيها إشكاليات ومعضلات عديدة وفي جميع مناحي الحياة تحتاج إلى بحث ودراسة على يد أهل الاختصاص والدراية، والجامعات هي المرشحة بقوة للتوصل إلى التوصيات العلمية الناجزة لمعالجة المشكلات وطرح الحلول العملية الواقعية متى ما وجدت الدعم والمساندة سواء الرسمية أو المجتمعية، ولذا فإنني أتوقع أن تتجه الكراسي العلمية في مثل جامعة حائل إلى التخصص في الجانب الخدمي والتوعوي التثقيفي المبني على المسوحات والأبحاث والدراسات الميدانية سواء في حائل المدينة أو في محافظاتها وقراها وهجرها المتناثرة بشكل عشوائي غريب.شكراً من جديد لكل رجل أعمال ساهم ودعم وبارك خطوات البحث العلمي بشكل صحيح، والشكر موصول للغرفة التجارية الصناعية بحائل ممثلة بسعادة رئيس مجلس إدارتها الأخ العزيز الأستاذ خالد بن علي السيف، وشكر خاص للباحثين والدارسين الذين يريدون بحق المشاركة الفعلية في صناعة التنمية المستدامة وتشييد بناء اقتصاديات المعرفة في مناطق وطننا المعطاء المختلفة،، ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
رجال الأعمال.. والبحث العلمي في جامعاتنا الناشئة
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة