Tuesday  21/06/2011/2011 Issue 14145

الثلاثاء 19 رجب 1432  العدد  14145

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نعيش عصـر توثيـق بامتياز، حيـث يوثـق الكترونياً لما يكتب ويقال ويسجل ويبث.

لم يعد الخطاب الديني مثلاً خلف جدران المساجد، لم يعد بث تلفزيوي أو إذاعي يتطلب الحصول على نسخة منه مراجعة وزارة إعلام، أو جهة رصد ما!.

هذا التوثيق الضخم على الإنترنت بمحركات بحثها، ومواقع تحميلها وبثها، أصبحت مستودعاً ضخماً لكل قول أو جملة قالت أو لم تقل لصاحبها دعني.

أقول قولي هذا، ونحن نتناقل لـ»دعاة» عبر النت، ومنتدياتها ومواقعها، من الفيسبوك وتويتر ومجموعات بريدية عنكبوتية في تشعبها، وغيرها الكثير، سقطات أو اجتهادات غير موفقة، أو فتوى شاذة، أو اختلاق لقصص تفوق الخيال لغاية الدعوة والإرشاد.

ونتفهم جيداً حرص الجمهور أو الأتباع أو المريدين، الذين لم يعتادوا على مواجهة أخطاء النجم الداعية، خصوصاً وأننا لم نعتد على ثقافة الاعتذار.

مؤخراً أثارالدكتور النفسي طارق الحبيب جدلاً إنترنتياً-اجتماعياً كبيراً، في حديث أراد فيه أن ينشد الوطنية، فحاد عنها-ولعله عن غير قصد-، إستمعت لما قال أكثر من مرة قبل أن أنقله بالنص المنطوق تقريباً: (..حينما يأتي إنسان من الوسطى، ويذهب للجنوب -ومعليش على هذا- ربما تجد انتماءه -ربما- لدولة مجاورة أكثر من انتمائه للوسطى والشمالية، وتأتي لإنسان الشمال ربما- انتماؤه لدول مجاورة أكثر من انتمائه لرجل الوسطى..) وهو ما وجد فيه البعض تجريحاً في وطنيتهم وتشكيك فيها.

احترام الدكتور طارق ورده العام عبر صحيفة الوئام الإلكترونية، واختلف معه في تفسير (الحرية) وفهمه لحروفها، وحتى موقفه المناهض لقيادة المرأة للسيارة وربطها بالثورات العربية وغيره من التضليل، إلا أننى أثق، وكما قال إنه إنسان ناضج لن يتأثر بالهجوم الذي ناله عبر النت وخدماتها.

لكن أحسبه قادراً على استيعاب ردود الفعل الغاضبة، وتقديم نموذج إيجابي أو قدوة في الاعتذار عن زلة لسان، بل إن في جملة حديثه رؤية دونية للمجتمع الذي يعتقد أن منظومته الاجتماعية غير مؤهلة للتغير وممارسة الحقوق.

فقد وقع في أخطاء عدة في سبيل دفاعه عن حظر قيادة المرأة للسيارة في البلاد، أخطاء وقع فيها آخرون من أجل حماية قناعة خاصة مع الحماسة للدفاع عنها، كما حدث مع داعية آخر هو محمد الهبدان حين نقل على تويتر خبر وفاة فتاتين سعودتين خلال قيادتهن السيارة يوم الجمعة الماضي، ليتبين أن الخبر قديم لحادثة في الكويت!

انتبهوا أيها الدعاة، فالإنترنت توثق الكلمة بالصوت والصورة، وعليكم نشر ثقافة الاعتذار، فقد رحل المعصوم عن الخطأ الى يوم الدين.

ولستم إلا بشر مثلنا.

إلى لقاء

 

هل يعتذر طارق الحبيب..؟
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة