Tuesday  21/06/2011/2011 Issue 14145

الثلاثاء 19 رجب 1432  العدد  14145

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

(إن عبارة «لقد نجوت» أفضل من عبارة «لقد قضي عليه»)

حكمة إنكليزية

أحترم وأتفهم تستر وسائل الإعلام لدينا حول اسم مغتصب القاصرات وصورته على أن يتم التشهير به بعد صدور الحكم عليه، فالتشهير بمرتكبي الجرائم في الشريعة من صفات تنفيذ بعض العقوبات لبعض الجرائم، كما في عقوبة الزنا، يقول الله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}، وهذا يعني أنه يكون بعد ثبوت الجريمة وصدور الحكم على المجرم.

وأتعجب مما يروّج له البعض عن أهمية التستّر على المجرم بينما يتم ذكر أسماء مرتكبي جرائم أخرى كالسرقة والفساد وكأنهم بدون أهل يتأثرون.. فقط مغتصب القاصرات لديه زوجة وأطفال علينا أن نحترم نفسياتهم المتأثرة بما يحدث!!

وهذا هو الخط الفاصل بين الستر على المسلم وبين التشهير بجريمته للعبرة بعد صدور حكم المحكمة عليه وليس في مرحلة اتهامه.

هذا هو التناقض والعاطفية في تناول قضايانا؛ فالبعض ينطلق من دور الجاني ومشاعر زوجته وأطفاله وينطلق الأغلبية من دور الضحية ومشاعرها وأهلها المفجوعين بما حدث لها.

والمهم أن ننطلق من منطلق الإنسانية ومفهوم استحقاق العقاب لكل إنسان كامل الأهلية.

الحقيقة إني لن أتوقف أمام معاقبة المجرم حتى أمام أولئك الذين يبررون فعلته بالمرض النفسي، غير أني أتساءل عن المسؤول عن عدم ذهابه للعلاج وتركه يعيث في الأرض فساداً؟.. النقطة التي أراها بالغة الأهمية هي مستقبل الصغيرات اللاتي اغتصبن وأرغمن على شرب المسكر، ورمين في أماكن مهجورة.

ما نشر من معلومات يشير إلى أن أهالي بعض الصغيرات فضّلوا الصمت عما حدث لبناتهن خوفاً من نظرة المجتمع والفضيحة، مع أن جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة أعلنت عن تشكيل خمس لجان لدعم الضحايا وذويهن.

الذي أود الإشارة إليه أن هناك اضطراباً نفسياً يدعى اضطراب ما بعد الصدمة (Post Traumatic Stress Disorder).. وللأسف لدينا في السعودية ندرة من المعالجين النفسيين المهتمين به، وهو اضطراب يصيب الإنسان تجاه مواجهته حدثاً مفاجئاً مؤلماً يهدد حياته أو حياة الآخرين كموت قريب أو حادث صادم، ومن أهم الحوادث التي تؤثر في الأطفال حدث كالتحرش الجنسي والاغتصاب.

لذلك من المهم أن تلتفت أسرة كل فتاة إلى علاج ابنتها عن طريق معالج نفسي وليس طبيباً نفسياً لأن اضطراب ما بعد الصدمة لا يشفى عن طريق الأدوية التي ربما استطاعت معالجة القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.

ستكون الطفلة بحاجة إلى دعم نفسي من قبل معالج نفسي يستطيع أن يساعدها في تفريغ مشاعرها عن طريق تعزيز مهاراتها بالرسم أو كتابة القصة كما أن دور أهل الضحية رئيس جداً في مساعدتها لتجاوز أزمتها النفسية فعلى الوالدين البقاء بصورة هادئة حتى لا يزداد خوف الطفلة.

مؤلم جداً ما حدث للصغيرات إنما الأكثر إيلاماً أن نقف ساكتين أمام مستقبلهن الذي سيصطبغ بالمرارة ما لم نعي أهمية علاجهن النفسي.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
ماذا عن الضحايا..؟
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة