Tuesday  21/06/2011/2011 Issue 14145

الثلاثاء 19 رجب 1432  العدد  14145

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الفكر السياسي العربي أين هو؟!
عبدالعزيز ناصر الصويغ

رجوع

 

في خضم ما يجري من أحداث سياسية في عالمنا العربي من تبدل في النظم بفعل الثورات الشعبية، والتي تجعلنا نتساءل عن كيفية وجود الحكم الأمثل الذي يرضي الشعوب، فبعد سقوط الدولة العثمانية كانت المناطق العربية بعيدة عن أي نظم حديثة من شأنها أن تكون دول باستثناء مصر الذي لعب فيها الاستعمار الفرنسي دوراً بارزاً على جميع الأصعدة، لكن تبقى كباقي المناطق العربية التي وجدت نفسها في فراغ سياسي وأن المخرج من استجلاب نظم خارجية دون النظر إلى تكوين وطبيعة المجتمعات العربية، في تلك الأثناء تبلور مفهوم القومية العربية في مواجهة القومية التركية لكن هذه القومية لم تصنع دولاً تواكب متطلبات العصر، فبعد الاستعمار الذي شهدته المنطقة العربية وقبله الحركات الاستشراقية التي وردت للمنطقة الفكر السياسي الغربي بكل أسسه وهذا ما أدى إلى وجود خلل في النظم السياسية العريبة، فعندما نرى مفهوم الديمقراطية ومفهوم الليبرالية ومفهوم العلمانية نجد أنها دخلت في النظم العربية وأحدثت نوعا من الفوضى وذلك لأنها لا تتفق مع الطبيعة العربية ذات الأغلبية المسلمة، وهنا يجدر بنا الإشارة إلى أن الدولة العثمانية مع أنها في أواخر أيامها أخذت بالمفاهيم الغربية وهذا ما يبرر ضعفها إلا أنها ورثت المفهوم السياسي الإسلامي والذي يمتد من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا تكمن الإشكالية في تصادم المفاهيم الغربية مع المفاهيم الإسلامية، وهو ما أحدث ازدواجية سياسية في الأنظمة العريبة حتى بعد جهود من حرروا هذه المفاهيم وجعلوها إسلامية لكن البعض يرى أنها تبقى مفاهيم غربية مغايرة للواقع العربي الإسلامي، وبعد انقسام العالم إلى قسمين وجدنا اجتياحا فكريا على العالم العربي من المعسكر الشرقي بمفاهيم وأفكار ولت وعفى عليها الزمن، فالفكر الماركسي الشيوعي الاشتراكي لم يقدم شيئا للأمة العريبة سوى الخطابات الثورية وما تلاه من فكر ليبرالي رأسمالي كذلك لم يقدم شيئا حتى الآن ولذا كان السؤال الذي يتبادر للأذهان لماذا لم تنجح الديمقراطية في عالمنا العربي؟، ونحن الآن نجد هذه الثورات نسأل كذلك أين هو الفكر السياسي العربي؟ ولست أعني بشكل الدولة أو نظام الحكم فيها لكن الذي أعنيه الأيديولوجي أو المنهجية التي يمشي عليها السياسي الحاكم التي من شأنها أن يطبق من خلالها مبادئ العدالة الإنسانية والتي هي مجمع عليها من جميع البشر، وكذلك أن تكون مراعية للوضع الاجتماي والديني لهذه الدول العربية وأن لا تكون هناك مصادمات مع أي مفاهيم راسخة ولها ثبات، بحيث أن تؤدي في النهاية إلى رفاهية المواطن العربي حينها سوف يكون لدينا فكر سياسي عربي بينما الواقع للأسف يشهد أن لكل دولة فكرها السياسي بصورة مشوهة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة