Thursday  23/06/2011/2011 Issue 14147

الخميس 21 رجب 1432  العدد  14147

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الوطنية ملك لجميع أبناء هذه البلاد، وليست لأحد دون سواه، رجالنا ونساؤنا وشبابنا وشيبنا، ومن قلة المروءة والحكمة أن يتحدث ممن نتوسّم فيهم العقل والمسئولية والثقافة عن توزيع وتصنيف لبعض مناطق المملكة من حيث وطنيتها أو عدم وطنيتها سواء أكان ذلك بحكم قرب.....

..... موقعها الجغرافي من بعض الدول المجاورة، أو بحكم تلقي العلاج، أو بحكم، وشائح القربى والنسب بين بعض أبناء هذه المناطق وبين بعض الأسر في تلك الدول.

- إن الوطنية تقتضي احترام أبناء البلاد فيما بينهم وعدم سلبهم حقاً من حقوقهم كما تقتضي إنصافهم مهما كانت مواقعهم الجغرافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية الإدارية.. فالمواطن.. حقيق بأن يحترم.. ولنا قدوة تحتذى بخادم الحرمين الشريفين - أدام الله عمره - الذي جعل للمواطن قيمة كبرى ووضع نفسه خادماً له.. ملك البلاد.. يحترم المواطن ويعلي من شأنه، ويتخذ من الأوامر والقرارات الملكية ما يجعل حياته كريمة، وميسرة وسعيدة.. بل إن خادم الحرمين الشريفين يسعى فيما يسعى لإشراك المواطن ذكراً وأنثى في بناء وتنمية هذه البلاد الطاهرة. ويقدم للمواطن الخير كله في جميع مفاصل الحياة في مجتمعنا المتماسك في القضاء والتعليم، والأعمال، والابتعاث، في القضاء على الفقر، واستئصال أوجاع المواطن أيا كانت..

- أبعد ذلك يأتي من نتوسم فيه (الخير) بإشعال فتيل المناطقية وتزكية بعض المناطق (وطنياً) والتقليل من شأن مناطق أخرى (أيا كانت)!! مهما كانت المبررات أو المعطيات لذلك المصنف.. وفي وقت تمور فيه أقطارنا العربية بمصائب وطنية وتحولات جذرية في الخطاب السياسي والفكري والثقافي والإجتماعي الذي (ران) على عالمنا العربي ما يقارب نصف قرن من الزمان. ومنذ اندلاع الإنقلابات العسكرية العربية التي نرى الآن نتائجها (المرة) يتشربها إخواننا العرب مراً وعلقماً..

- أفي هذا الوقت (الحرج) تطرح مثل هذه الأمور الخطيرة على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي أيضاً.. والتي تنتظر من يشعلها.. حرباً كلامية.. فكرية اجتماعية مناطقية لا ندري نهاياتها!!

_ إن هذا الوطن غال على الجميع، ونحن أبناؤه في كل منطقة، ومحافظة ومركز، وقرية وساحل، وميناء.. يقتضي منا حقيقة أن نحافظ عليه من الأعداء (المعروفين) لدى الجميع وأولهم دولة الفرس ولن يكون آخرهم العدوان المغتصب لدولة فلسطين.. الإسرائيلي أو حماقات بعض القيادات العربية التي تريد أن تطيح بشموخ بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية رغم دعمنا الكامل لها.. فكيف بنا ونحن أبناؤه.. إن هذا الوطن وإن تبدى صحراء قاحلة، جرداء، مشتعلة، مقفرة محرومة من الخضرة والإخضرار، ومن البحيرات والأنهار.. إلا أنها جنة خضراء بتطبيق الشريعة الإسلامية، وحكمة قادتها التي جعلت ما يقارب 10 ملايين افد (رجالاً ونساء) يعملون معنا.. ألا يستحق هذا الكيان أن نحافظ عليه ونرعاه بأرواحنا ودمائنا وأموالنا وبأولادنا!!

- إن الخلافات والاختلافات لا يمكن استئصالها والقضاء عليها، ذلك أننا كبشر مجبولون على الاختلاف سواء في الرأي أو في منهج الحياة أو المذهب أو التوجه الفكري.. لكن أن يصل هذا الاختلاف إلى حياض الوطن فتلك مصيبة خطرة!!

ولربما أساء إلينا البعض وتلقينا ما يؤذينا من البعض ولربما أخذ البعض بعض حقوقنا، ومكتسباتنا ونجاحاتنا الفردية إلا أن ذلك لا يمكن أن ينعكس على ولائنا ومحبتنا لوطننا الأم.. المعطاءة.. الشجرة الباسقة - الأب الحنون.. الأم الرؤوم.. كل ذلكم لا ينبغي أن ينعكس على ولائنا ولا أن نطوح بقامة الوطن أمام مهاترات لا طائل من ورائها، ولا يقبل بها عاقل..

- إن أسفي كواحد من أبناء هذه البلاد أن يقوم بالرد على من أثار هذا الموضوع رجال إعلام لهم مكانتهم الاجتماعية والفكرية ولهم اليد الطولى في زرع مفاهيم الوطنية وحب البلاد ولهم أيضاً تقديرنا الكامل ومحبتنا الأكيدة!! لكننا نريأ بهم أن يردوا على من أثار هذا الموضوع.. ففي ذلك نشر لأفكاره ودعم من حيث قصدوا أو لم يقصدوا لفكرته ومناورته !! ففي تناسيه وتجاهله كل (المصلحة الوطنية) المنشودة.. وغاية مناه أن تتحدث وسائل الإعلام عن أطروحته الغريبة.. وختاماً..

هذه البلاد ملك للجميع، ومعيار المواطنة هو العطاء والبذل والعمل والحفاظ على المكتسبات وما بين اليدين من نعمة وأمن ورخاء وتنمية جادة وتوجه سياسي راشد وحكيم.. والعمل على زيادة مدخلات بلادنا للحصول على مخرجات تليق بأكرم أرض وأقدسها.. وأرجو من أحبتي الكتاب التوقف عن الحديث في هذا الموضوع وفي ظل هذه الظروف المحيطة بالجميع، كما آمل من وسائل الإعلام.. التعامل مع هذه الزوبعة بملء ما تحمله من عقلانية وأناة وحكمة بالغة.. والله الهادي إلى سواء السبيل.

 

هذا كلام غير مقبول!
عبد المحسن محمد الرشود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة