Friday  24/06/2011/2011 Issue 14148

الجمعة 22 رجب 1432  العدد  14148

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

كتيبات المعارض الفنية الوسيلة الغائبة لـ «نشر الثقافة البصرية»
أحمد الدهلاوي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تشكِّل المعارض الفنية، سواء كانت تشكيلية أو فوتوغرافية، مساحة للإبداع، وفرصة لزيادة الثقافة البصرية في المجتمع. وتعمل المؤسسات الثقافية المختلفة على تقديم وتنظيم هذه الفعاليات، وتحرص على اختيار التوقيت والمكان المناسبين لإتاحة الفرصة للمهتمين ومحبي هذه الفنون لزيارتها والاطلاع على ما أنتجه المبدعون.

إلى جانب ذلك يقدم منظمو تلك المناسبات والفعاليات والمعارض كتيبات ومطبوعات، تُعرض فيها صورٌ لبعض الأعمال المشاركة؛ لتوثق تلك المرحلة. ورغم أهمية هذه الكتيبات إلا أنها ما زالت تقدَّم بأسلوب تقليدي، لا يتجاوز التوثيق؛ فهي تكتفي بجمع صور الأعمال الفنية في عدد من الصفحات التي قد تختلف فيها الألوان عن العمل الأصلي؛ فهي تفتقر إلى ما يسهم في تعريف المتلقي بما يقدم، ويشرح له فلسفة الأعمال الفنية.

فالفنان لم يعد فطرياً كما كان، يرسم ما يشاهده، وينقل ما يقابله، بل أصبح يحمل فلسفة، ورؤية، يترجمها بأدواته المختلفة، فبين هذه الرؤية وما يفهمه الآخرون مسافات متباينة، تكثر الأسئلة، وتختلف الإجابات. فاللوحة تتجاوز حدود اللون، وتكشف من خلال رموزها معاني ودلالات.

لذلك فإن المرحلة القادمة تتطلب عملاً مختلفاً، وجهداً مضاعَفاً، تحتاج إلى تركيز أكثر لكي تتجاوب مع المحيط الفني العالمي، ومع ما يقدم من حولنا؛ فالمتابع للوسط الفني يرى أن الاستفادة من كتيبات المعارض لنشر الثقافة البصرية شبه معدومة؛ حيث تفتقر تلك المطبوعات إلى القراءات النقدية المتعمقة التي تُعَدُّ جزءاً مهماً في مرحلة بناء وتكوين تلك الثقافة، وما قُدِّم من محاولات في بعض المناسبات أو المعارض لا يرقى للطموح، ولم يسد الفراغ، ولم يرافق النمو الإبداعي الذي يعيشه الوسط الفني، وقد يعود سبب غيابها إلى غياب الداعم لها.

تحتاج الساحة الفنية إلى إعادة صياغة أساليب جديدة للاستفادة من تلك الكتيبات، من خلال التعاون مع النقاد والأكاديميين والممارسين لتقديم دراسات فنية حول مرحلة من المراحل، أو أسلوب من الأساليب.

هذه الكتيبات عندما تقدَّم بأسلوب مهني ستقوم بدور مهم في مجال الفنون البصرية، وتُقرِّب الأفكار بين المتلقي والفنان، وفي الوقت نفسه ستسهم في ورفع المستوى الثقافي عند المتلقين؛ لأنها ستكتب في إطار علمي؛ فالساحة الفنية لم تعد مكاناً متاحاً لكتابة الانطباعات الشخصية والكتابة الإنشائية المستمدة من لغة الشعر أو الكتابة لمجرد الكتابة. فمثل هذه القراءات ستقدم معلومات للمتابعين والمهتمين، وتكون فرصة للتعريف بالفنون الجديدة التي يعيشها العالم، ويمكن من خلالها تقديم نماذج من تلك الأساليب الحديثة وشرحها أو تحويلها إلى كتب متخصصة تكون جزءاً من النشاط الثقافي المصاحب للمعرض.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة