Friday  24/06/2011/2011 Issue 14148

الجمعة 22 رجب 1432  العدد  14148

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

حاولت أكثر من مرة البحث عن طريقة لوصف حال حراكنا التشكيلي في الخمس سنوات الأخيرة فالتسارع في النمو من جهة أو من خلال نسبة من الفنانين، يقابله جمود وانعدام محاولات التغيير من جهة أخرى، يجعل متابعتك ذات اتجاهين متعاكسين، بالمثل تجد الفارق بين الأنشطة والمعارض الداخلية والخارجية كذلك تستطيع التمييز بين تلك التي ينظمها القطاع العام، مقابل أنشطة القطاع الخاص، كل هذه الاختلافات والتناقضات تجعلك في حيرة، بل يمكن وصف الفن السعودي بأنه «الفن التقليدي الذي لا يزال يتتبع فنون القرن التاسع عشر وبداية العشرين في أوروبا وأمريكا مع الحفاظ على سمات بعض المدارس الفنية الغربية من خلال مواضع محلية، إضافة إلى محاولات خجولة من خلال الخروج بأساليب فردية لدى بعض الفنانين»، هذا الوصف ينطبق على رؤيتك في حال تابعت معرض أو مسابقة قطاع عام شارك فيه عدد من الفنانين التقليديين إذا صح لي التعبير.

بينما يكون الوصف التالي: «فن معاصر يتحدث بلغة العالم اليوم، بعض الأعمال تحاكي أساليب فنانين معاصرين غربيين والبعض الآخر يعتمد في عمله المعاصر على استغلال عطش المتلقي الغربي لمعرفة خفايا الشرق، أو الإعلامي الباحث عن الإثارة، فيعيد تقديم المواضيع المحلية بأساليب فيها من الإثارة السياسية والاجتماعية ما يكفي لشد الانتباه لعلمه، وربما استثارة محفظة جامع الأعمال العالمي لاقتناء العمل، بينما البعض الآخر يختزل ثقافته المحلية في أسلوبه الخاص المتوافق مع الفكر المعاصر في الطرح» هذا الوصف ينطبق على تلك الأعمال التي تعرض في محافل دولية وبواسطة وسيط أجنبي أو محلي من القطاع الخاص في الغالب.

النوع الأول أو المجموعة الأولى صالحة لتزيين المنازل في الغالب «ما لم تكن مواضيعها حزينة ومؤلمة بطبيعة الحال» بينما النوع الثاني أعمال تكون صالحة للمتاحف في معظمها. وإذا شبهناها بالمنتج التجاري، فإن النوع الأول هو النوع الصالح للاستلهال المحلي، بينما الثاني هو المخصص للتصدير!.

وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على أن ثقافتنا في مجال الفنون البصرية متأخرة جداً عن نمونا الاقتصادي وجوانبنا الثقافية الأخرى، لذا لا نزال نتعايش مرحلة متأخرة في هذه الثقافة في بعض من نشاطاتنا بينما نحاول التعايش مع النمو العالمي حين يتغير المشاهد أو المتلقي، فكأننا نعرض عمل بلغة عربية، ولكن نقوم بعمل آخر ذو لغة أجنبية كي يفهمها الآخر أو تتناسب مع حسه الفنى وثقافته التشكيلية.

وسوف أحاول تحليل بعض من ممارسات الجهات المختلفة حيال ثنائية اللغة هذه في المقال القادم.

msenan@yahoo.com
 

إيقاع
الفن ثنائي اللغة (1-2)
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة