Friday  24/06/2011/2011 Issue 14148

الجمعة 22 رجب 1432  العدد  14148

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

تأمّلات
زهدي الفاتح

رجوع

 

إن ثورة «إنسانية» الإنسان على النظام الاقتصادي العالمي، التي عُرفت بالأزمة الاقتصادية المالية العالمية، قبل أكثر من سنتين، تُشبه رجلين مجهولين تسلّلاً بين حشد من الناس، وراحا يُمعنان النظر، على غير هدى، في نقطة محددة من الفضاء، وهما يُشيران إليها مُهمهمين بكلام غير مفهوم.. سرعان ما رفعت مجموعات الحشد رؤوسها، لا إرادياً، إلى الفضاء. ظلت الأعناق، حاملة عقولها المخدوعة، مُشرئبة إلى الأعلى، باحثة عن جواب مُنتظر يُفصح عنه الشخصان الدخيلان عن ما يريانه ويُحدقان به في الفضاء.

فجأة سمع حشد الناس هذين الشخصين يُعلنان: أريحوا أعناقكم! لا شيء هناك!

ثمة من يحتاج إلى أعناقهم للمذبحة المقبلة.

يُفاجئنا مشهد شارلي شابلن وهو يطبخ حذاءه، ثم يشرع في تناوله بالشوكة والسكين، في فيلم «الجري وراء الذهب». انقطعت السبل بشابلن، بعد عاصفة ثلجية عاتية، ليجد نفسه، في كوخ خشبي صغير عند أعلى الجبل، مع رجل سمين مكتنز، لحماً وشحماً، تطغى على سيمائه أمّارات الجوع الشره. أثناء قضم شارلي شابلن حذاءه المطبوخ، ظل زميله السمين مُتسمّرا يُحدّق بشابلن، ببلاهة جوع نهم، شرس، يُوحي بأنه على أتم الاستعداد لالتهام شابلن نفسه. لم يكن الرجل السمين يرى شارلي شابلن إنساناً، بل دجاجة تنتظر الذبح والأكل. الشراهة لم تكن تسمح للرجل السمين أن ينظر إلى شارلي شابلن إلا كدجاجة. لقد هجسَ ماركس بالعنصر الاقتصادي في حياة الإنسان.

كما هجس فرويد بالعنصر الجنسي. وفي كلّ هاجسٍ طغيان، وإن تكن حقائق الحياة، وما انكشف وينكشف من أسرار الكائن البشري، قد أعطت بعض الحق لنظريات سيغموند فرويد أكثر مما أعطته لكارل ماركس على صعيد علاقة الإنسان بالدين.

الثلاثة لا تُشبه الأربعة، لكن هذه تحتوي على تلك.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة