Friday  24/06/2011/2011 Issue 14148

الجمعة 22 رجب 1432  العدد  14148

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

رحم الله الشهيد سيف بن عبدالله الجويهل
منصور إبراهيم الدخيل

رجوع

 

عندما نقول شهيد في المملكة العربية السعودية لابد أن يخطر في بالنا تحكيم الشريعة فيها على هدي من كتاب الله وسنة رسوله نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فلهذا جميع المؤسسات العسكرية في المملكة العربية السعودية تضم الآلاف من الجنود وصف الضباط والضباط على مختلف رتبهم العسكرية الذين أدوا يمين القسم عند تخرجهم على كتاب الله. وفيما يلي نص القسم المعتمد في المؤسسات العسكرية (اقسم بالله العظيم على كتابه الكريم أن أكون مخلصاً لله مجاهداً في سبيله عاملاً بشريعة الإسلام مطيعاً لمليكي مدافعاً عن وطني بكل ما أملك من وسائل، وأن أكون سلماً لمن سالمه وحرباً على من حاربه منفذاً لجميع أوامر رؤسائي في غير معصية الله محافظاً على سلاحي فوق كل أرض وتحت كل سماء والله على ما أقول شهيد) ويتم أداء القسم في موقف مشهود، حيث يقوم أحد القادة العسكريين بتلاوته ويردده من بعده الخريجون بحماس ممسكين بين أيديهم كتاب الله (القرآن الكريم) ولا شك أن هذا القسم نجد في مضامينه دستوراً جامعاً لثوابت الأمة وأصولها ومطالب الجندية وأهدافها وتقاليد الحياة العسكرية وأعرافها. وفي ظل هذا القسم تبرز كلمة كل من قاتل ومات فهو شهيد؛ لأن هذا القسم قائم على عقيدة قوامها كتاب الله وسنة رسوله نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذه نعمة أكرم الله بها ولاة الأمر في هذه البلاد وأبناء الوطن الذين يذودون عن حماه ومقدساته، وقد نالها بإذن الله المئات من الضباط والجنود في مختلف القطاعات العسكرية؛ فالملازم أول طيار سيف بن عبدالله الجويهل الذي استشهد يوم الاثنين27 /6 / 1432هـ أثناء قيامه ببعض التدريبات العسكرية وترتب عليها تحطم الطائرة التي يقودها والتي أدت إلى مقتله واستشهاده وقد استقبلت عائلته هذا النبأ برضى وقبول ومقتدية بالسنة النبوية المطهرة، وفي نفس الوقت فرحة في ظل هذه الأجواء المحزنة أن ابنها نال الشهادة بإذن الله التي يتمناها كل مسلم؛ فوالده متعه الله بالصحة والعافية منذ نعومة أظفاره وكانت الرغبة لديه العمل في سلك العسكرية وتحققت أمنيته وخدم فيها وطنه ووصل إلى رتبة عميد، وتعلق به ابنه سيف رحمه الله الذي كان منذ صغره وهو يقلد أباه في لبسه للبدلة العسكرية، وعاشت معه في طفولته إلى أن أصبحت أمنية وعلى ضوئها التحق في كلية الملك فيصل الجوية التي تخرج منها برتبة ملازم طيار وأتذكر الفرحة التي عاشها هو وأسرته وأقاربه ومحبوه عند تخرجه، كلك فرحته بزواجه منذ أشهر والتي شارك فيها أسرته وأقاربه وأصدقاؤه وكان والده حريصاً أن تكون مراسم هذا الزواج معقولة وتحيط بها البهجة والفرحة ويقدم فيها ما لذ وطاب من أصناف الطعام وتتويجها بالعرضة السعودية والأهازيج الوطنية والشعبية، ووسط هذه الفرحة يقف سيف -رحمه الله- يتلقى عبارات التهاني والتبريكات من الحضور داعين له بالتوفيق وأن يجعل حياته الزوجية كلها سعادة وتمضي الأيام ولا يدري ماذا يخبي له القدر ولديه أحلام وطموحات كغيره من الناس ولكن لا رد لقضاءه وقدره {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وألهم والدك ووالدتك وأخاك وأخواتك وأعمامك وزوجتك وأسرة الجويهل كافة الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة