Friday  24/06/2011/2011 Issue 14148

الجمعة 22 رجب 1432  العدد  14148

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

اهتمام الشباب بالثقافة الكورية لغياب البديل العربي

رجوع

 

تعقيباً على موضوع الأستاذة رولا المسحال المنشور في الجزيرة العدد 14140 الصادر يوم الخميس 14 رجب 1432هـ الموافق 16-6-2011 عن المسلسلات الكورية أود إيراد ما يلي:

بدأ اهتمام الشباب العربي بالثقافة واللغة الكورية من خلال الفن الكوري بشتى أنواعه؛ أعني المسلسلات والغناء وكل ما يرتبط بهذا الجانب؛ وقد بدأ هذا الاهتمام منذ بضع سنوات مع دخول الفضائيات وكسر حواجز الحدود الأثيرية؛ ويوماً بعد يوم يزداد أعداد المعجبين بهذا الفن الجديد ممن سئموا من ثقافة هوليوود وعدم وجود ما يشبع رغباتهم في الفن العربي الجاثم عليه أناسٌ يغلب عليهم الرتابة والالتزام بطابعٍ فني موحد؛ نصاً وتمثيلاً وإخراجاً ناهيك عن عدم مواكبتهم للجديد وعدم القدرة على قراءة أفكار الشباب وتوجيهها الوجهة الصحيحة مع وجود المتعة والإبهار.

لقد بدأت هذه الموجة تتجه إلى عالمنا العربي منذ عدة سنوات كما أسلفت، ولكن إعلامنا لم يتطرق لها إلا في الفترة الأخيرة وبشكل سلبي..

كثير من المهتمين بالموجة الكورية أو كما تسمى (الهاليو) ليسوا مهتمين بجانب الدراما والأغاني فقط بل باللغة والثقافة أيضاً.. ونتفق مع من يقول أن لهذا الاهتمام نواحٍ سلبية؛ ولكن إذا أردنا أن نمتص تلك الموجة وغيرها من الأمواج التي ستأتي بعدها فعلينا أن نوجد البدائل من خلال الاستفادة من الأساليب المتبعة لدى هؤلاء وغيرهم؛ كما باستطاعتنا أن نستفيد من هؤلاء الشباب في تقديم الثقافة العربية من خلال التواصل مع الآخرين المتعطشين لمعرفة ما لدى العرب من فنون وثقافة هم بحاجة لمعرفتها.

كما أشكر الدكتور سليمان العقيل أستاذ الاجتماع بجامعة الملك سعود على رأيه.. ونقول له نحن الشباب اهتمامنا بالثقافات الغربية بسبب عدم وجود تنشيط للثقافة العربية وإخراجها بقوالب تتماشى مع المتغيرات بحيث تحتوينا وتشبع اهتمامنا وميولنا.. حقيقة لا نجد بالدراما العربية عامةً والخليجية خاصةً أي شيء يجذب اهتمامنا..

أما الدراما الكورية فلها جوانب جداً رائعة ولا يمكن مقارنتها بالدراما الخليجية والعربية عموماً لا من حيث طريقة حبك القصة ولا طريقة الإخراج واختيار الشخصيات.. كما أننا لا نستطيع أن نقارن الإعلام الكوري بالإعلام العربي أبداً..

(الإعلام العربي لا يعدو أن يكون تقليدياً جامداً) نستطيع من مشاهدة الدراما الكورية والفنون الأخرى التعرف على ثقافتهم بشكلها العام (فهم مسوقون محترفون) لذا أرجو النظر بإيجابية وبعد نظر لاهتمامات الشباب فعلاً نحن فاقدين الثقة بأنفسنا ولا نعرف عن الثقافة العربية بقدر الثقافة الكورية والسبب أنه لا يوجد كثير اهتمام من الأشخاص ذوي الرؤى الإيجابية وممن يمتلكون السيولة المالية أو أصحاب الشأن بإبراز الثقافة والفن العربي وتسويقه كما يفعل الآخرون..

ونتساءل كم من البرامج التي تثقف الشباب العربي عن حضارته وتاريخه؟!!

كم من المواقع الإلكترونية المعدة خصيصاً لنشر الثقافة العربية للأجانب بعدة لغات؟!! نحتاج إلى تثقيف أنفسنا حتى نستطيع نشر ثقافتنا ومبادلة من ينشرون ثقافتهم باتجاهنا.. هم لديهم خطط ودراسات في طرق وأساليب نشر ثقافتهم ويراعون كل الأذواق لكافة الفئات العمرية المختلفة.. لكن إعلامنا أبداً لا نستطيع تصنيفه كواجهة لنا.

كما أنهم خصصوا لنا ما يحتوينا لأننا نهتم بثقافتهم فماذا خصصنا لمن يهتم بثقافتنا لاحتوائهم؟!! وباحتكاكي بأجانب كثر (ومثلي الكثير) عادة ما يطلبون منا هدية تذكارية (سوفينير) ذات طابع عربي كنوع من التعرف على الثقافة العربية وكذكرى.. لم أجد أي صنع محلي لسوفينيرات أستطيع أن أهديها لأي أجنبي.. حتى أنني مرة أهديت آسيويين سوفينيرات لدلال عربية اشتريتها أثناء زيارتي لمكة.. وعندما تفحصها أحدهم ليكتشف أنها مصنوعة في الهند!! حلّةٌ عربية من مكة بصناعة آسيوية!! لدينا الأفكار في استغلال هذا الاهتمام بشكل إيجابي ونشر ثقافتنا العربية مقابل نشرهم لثقافتهم؛ خاصة أن من شباب كوريا ذوي الشعبية مهتمين بكل ما يتعلق بنا لغةً وثقافةً، لكن لا نستطيع تنفيذها دون دعم معنوي وتيسيري من ذوي الشأن.. نحن معتزون بثقافتنا العربية ونحب التعرف على الثقافات المختلفة والتفاعل معها وننسبها إلى عوالمنا الخاصة..

لكن ليس خطؤنا أن نلتفت إلى الثقافات الأخرى بهذا الشغف ونبتعد عن ثقافتنا لأن الثقافات الأخرى أعطتنا ما نتوق له في إيجاد ما يشبع فضولنا عنها.. لكن ثقافتي الأصلية أصبحت بخيلة وتحللت بين بقية الثقافات لدرجة أني عربية وببلد عربي لا أجد شيئاً أقتنيه عربي الصنع والمصدر.

إن كان من هم عرب أصلاً لا يجدون ما يشبع رغباتهم من الفن والثقافة؛ ويزداد الأمر سوءاً عندما نُسأل من ذوي الثقافات الأخرى عما لدينا فلا نجد جواباً!! شعورٌ محبط.

بالنهاية الإعلام عليه جزءٌ كبير من المسؤولية تجاه الشباب فلا تلوموا الشباب؛ فإن وجدت الإرادة لدى الغيورين في التغيير الإيجابي فأعينوا الشباب واتركوا الانتقاد جانباً.

نسيم محمد

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة