Saturday  25/06/2011/2011 Issue 14149

السبت 23 رجب 1432  العدد  14149

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الصحافة السعودية في تطور.. يمكن أن يكون هذا هو المانشيت الرئيس لعنوان مرحلة من مراحل الصحافة السعودية.. وهي بالتحديد ليست ثابتة على وضعية معينة، وهذا بحد ذاته نوع من التطوير، ولو شاكس شخص ليسأل على هذا الحراك إلى الأمام أم إلى الخلف، فسأقول بأنه إلى الأمام لمعظم صحفنا..

وإذا أردت أن تعرف حجم التطوير فعليك أن تقارن عبر الزمن.. أحصل على عدد قبل عشر سنوات وقارنه بعدد اليوم أو أمس أو الغد من أي صحيفة، فستجد أن التطوير واضح في الشكل والمضمون..

نحن لا ندرك هذا التطور لأننا نعيشه، ولا نعرف حجمه لأننا جزء منه، ولكنه تطور لشخص يقارن بين الماضي والحاضر، وهو تطور لشخص يأتي من الخارج ليرى هذا التطور العام في الصحافة.. وإذا أمكن لي أن ألخص ملامح هذا التطوير، فيمكن أن أوجزه في النقاط الخمس التالية:

1- الإمكانيات.. تمتلك الصحافة السعودية في مجملها إمكانيات كبيرة من الناحية المادية.. مبانٍ حديثة، مطابع على أفضل المستويات العالمية، تجهيزات فنية متقدمة..

2- التنوع في المادة التحريرية.. فمعظم مضامين الحياة العامة ممثلة على صفحات الصحف، بما في ذلك الاهتمامات المستجدة في الحياة العصرية للمجتمع السعودي.

3- التكامل.. ونقصد به هنا أنه لا توجد صحيفة كاملة مائة بالمائة، ولكن إذا نظرنا إلى مجمل الصحف فسنجدها مع بعضها البعض متكاملة في مختلف عناصر المحتوى والشكل والاتجاهات وفي الاهتمام المحلي والوطني والعربي والإسلامي والدولي..

4- الكفاءات.. تمتلك الصحافة السعودية شخصيات صحافية ذات كفاءات عالية جداً في مختلف عناصر العملية الصحافية والإنتاجية، إضافة إلى شخصيات قيادية ذات سمعة عربية ودولية.

5- الصحافة السعودية العربية.. توجد صحف سعودية عربية بتراخيص دولية وتصدر من المملكة وتعد السوق السعودية من أهم الأسواق التي تتجه إليها.. وهذه الصحف أضافت ملامح مهنية عديدة وخلقت مساحات من القواسم المشتركة مع الصحف السعودية، وتجانست معها في الموضوعات ودرجات الطرح ومساحات الحرية العامة.

وعلى الرغم من هذا التطور، إلا أن صحافتنا لا تزال بحاجة إلى مزيد من التطوير، وتحتاج إلى بناء وضعيات جديدة ومساحات نوعية من الشكل والمضمون العصري من الصحافة العالمية.. ولا شك أن مرحلة التعايش الذي يعيشه العالم حالياً في عصر العولمة يحتم أن نستفيد مما يحدث في صحافة العالم، ونوظفه في خدمة تطوير أوضاع صحافتنا السعودية.. ويمكن أن نضع هنا بعضاً من المؤشرات السلبية في صحافتنا:

«تمتلك الصحافة مهنية ممتازة لدى بعض الصحف، ومهنيات أقل في صحف أخرى.. وحتى مستوى المهنية لا يتساوى داخل الصحيفة الواحدة، وحتى لو كان المركز الرئيس متسماً بمهنية عالية، فقد تنعدم هذه المهنية في مكاتب الصحيفة الأخرى، ونقصد مكاتب المناطق الأخرى.. وبالإجمال هناك تذبذب في مستوى المهنية.. ومع انعدام أو ضعف المستوى المهني، تعمل الصحف بنظام «البركة» بكيفما اتفق، وبأي طريقة كانت.. وتتضح ضعف المهنية في الأشخاص أكثر من المؤسسات، رغم أن المؤسسة هي التي تفرض المهنية..

«لو قمنا بتقييم مستوى المهنية لجميع منسوبي الصحف لدينا، فنخشى أن نسبة لا بأس بها قد تخفق في مثل هذا التقييم.. وتتجسد هذه المهنية في عدة عناصر تتضح في بناء مهني متكامل للمحرر أو المندوب أو المراسل، من اتصاله أو حديثه مع المصدر، إلى نقاشه وحواره، ثم كتابته وصياغته للمادة الصحافية، ومتابعاته، إضافة إلى ثقافته التخصصية بموضوعات اهتماماته التحريرية. وقد يكون أحد مسببات الضعف المهني عدم تعرض جميع المنسوبين لدورات صحافية متقدمة، إضافة إلى عدم وجود كتاب أسلوبي واضح ودقيق، ومفروض على جميع المشتغلين بالتحرير..

- «عدم استثمار المؤسسات الصحافية لبعض عائداتها في تطوير كوادرها، وإن عملت فتكون محدودة لأشخاص لا يعدون على أصابع اليد الواحدة في أفضل المؤسسات.. ونقصد هنا برامج ابتعاث خارجي وتطوير نوعي للمنسوبين.

- «أشكال التطوير التحريري والفني التي جرت العادة أن تحدثه الصحف بين وقت وآخر، لا يتعدى كونه إعادة تبويب لنفس الموضوعات والزوايا والصفحات ولا يعكس تغيراً حقيقياً في الشكل والمضمون.. ونادراً ما تتم عملية التطوير من خلال دراسات علمية، واستيعاب كامل للاتجاهات الحديثة في الصحافة العالمية.. ولهذا فإن معظم الأنماط التطويرية في الصحافة لا ينتبه إليها القارئ إلا بعد أن يلفت شخص آخر نظره إلى وجود تطوير جديد في الصحيفة..

- «لا تزال حرية النشر دون مستوى توقع القارئ، وهذا يعيق الحراك الصحافي في تبني وتناول موضوعات وطنية وذات أهمية في الشأن المحلي.. ولاشك أن بعض الأنظمة قد تقود إلى انحسار سقف الحرية، ولكن الصحافة لديها خيارات توضيح وشرح وجهات نظرها لدى ولي الأمر.. ونعلم أن ولاة الأمر في بلادنا مستمعون لكل ما من شأنه أن يرتقى بأي مرفق من مرافق الدولة والمجتمع، بما فيها الإعلام، وهو الذي يساهم في قيادة المجتمع إلى المستقبل.

- «لا تمتلك بعض المؤسسات الصحافية صفاً ثانياً أو ثالثاً على درجة تميز الصف الأول في تلك المؤسسات، فلم يبنَ هؤلاء على أن يكونوا قياديين في مؤسساتهم، بل لا يزالون يراوحون في مواقعهم رغم أهميتها دون تطور نوعي في الأداء والعقلية والتطلعات..

وهناك أمور وقضايا أخرى تفقتدها الصحافة، وهي مكون أساسي من مكونات الصحف العالمية فقد تغيب عن الكثير، وإن حضرت للقليل فهي في مستوى أقل من المتوقع وقد يكون هناك مقال آخر يتناول هذا الموضوعات..

* رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية بجامعة الملك سعود

alkarni@ksu.edu.sa
 

حضور وغياب المهنية في صحافتنا الوطنية
د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة