Monday  27/06/2011/2011 Issue 14151

الأثنين 25 رجب 1432  العدد  14151

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

(1)

الرسالة الأولى: إلى سمو الأمير خالد الفيصل:

جمعتْ سيرتُك العطرة بين عددٍ من المحطات الإبداعية، فأنتَ واحد من أبرز فرسَان القافيةِ الشعبية في أبْهَى صُورها، ولو شئْتَ لما هَجرتَ الشَّعرَ الفصيحَ مبكّراً، ولقْلتَه بمستوى موازٍ من الإبداع!

وأنتَ قامة رفيعة في رقّة الاحسَاسِ ودقّة الرُّؤية، ودبلوماسية السلوك شديدُ الحَزْم، متينُ العَزْمِ، وصَادقُ الكلمة في تعامُلكَ مع الخطأ، خاصةً حين يتعدى أذاه صاحَبه إلى أبرياء من خلق الله!

وأخيراً وليس آخراً، أدركُ عُمقَ رُؤْيتَك وسُموَّ تواضُعكَ وسَداد رأيك في رفضك المعْلنِ لفكرةِ تَكريمِك، رغمَ أنَّك رمز مشّرف لحراكِ التنمية في بلادك على مدَى يدنُو من نصف قرن.. ورغم هذا وذاك، ما برحتُ، أصبر على (الاختلاف) معك حول هذا الموقف، لأنَّكَ جدير بالبِر جزاءَ ما فَعلتَ وتَفْعل!

(2)

الرسالة الثانية: إلى سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد:

تقودُ اليومَ قافلةَ (التحول) الكَبيرِ في مسَار التربية، محتوىً وغاياتٍ ووسَائلَ، وهو جُهد لو تعلمُون عظيم، لأنه محْفُوف بالأحلام والآمالِ وقدرٍ من المخاوف، بسَببِ ما يكسُو دربَه من أشْواكٍ إسْتنْبتَتْها فئاتُ متحمسةٌ لا تَبْغي لهذا الحراك فَوزاً ولا نَفَاذاً ولا إنجَازاً. لكن الأغلبيةَ العامة منا ترقب ما تفعلون جميعاً بشيءٍ من تفاؤل وكثير من صبر ومثله دعاء لاقتناعنا بأن الدرب الذي تسلكونه، وإن صَعُبَ أو طال، سيكون عائُده بإذن الله مفْخَرةً للأجيال القادمة إصْلاحاً وصَلاَحاً وفَلاَحاً!

(3)

الرسالة الثالثة إلى سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز:

أنتَ غصنٌ مثقلٌ بالثَّمار في شجرة مباركة أصلها في الأرض وفروعها في علياءِ الفَخْر. أسْديت لبلادك خدماتٍ جُلى مُسَّومة بالإخلاص والولاء والحب لها أرضاً وسيادة وشعباً، صعدتَ إِلى الفضَاء الأعْلىَ لتنْقُشَ على أديمه اسمَ بلادك، وتغرسَ على هامته علمَها، ونصَرتَ الطفلَ المعاقَ باقْتلاعِ جذور (التابو) التي ألزمته البقاء أسير حيطان (العيب) زمناً طويلاً، حين بنيت أنت وأهل الخير معك حصوناً للمعاق أخرجته من ظلمات التجاهل الاجتماعي إلى فضاء الثقة وكرامة النفس!

(4)

الرسالة الرابعة إلى الدكتور أنور الجبرتي:

تَفتقدكُ أيهّا الصديقُ الحاضُر الغائبُ ساحةُ الحرف الأنيق منذ أمدٍ طويل، وهو أمر يحار في تفسيره محّبوك والمتعطَّشُون الكُثْر لحرفك الجميل. وأرجو أن لا تكون قد اسْتَعرت من طيّبِ الذكر (هالي) عادتَه، فتظهرَ للناس لحظات.. وتغيبَ أعواماً! كُنَّا نعذُرك ونعْتذِرُ لك في زَمنٍ مضَى يوم كُنْتَ مْثقَلاً بالمهامِ والهُمُومِ، أمّا وقد أصْبحتَ (حُراً طليقاً) كنَوْرسٍ جميل يسبح في الفضاء، فإنه لم يعدْ لك عذر تَتَجلَّدُ به أمامَ إصْرارِ محبَيك لاقتحامِ وغَى الحَرفِ من جديد، كي تجَدد في الأذهان مشَاهدَ من أمسِكَ المضيءِ بالأدب الجميل!

(5)

الرسالة الخامسة إلى الدكتور فهد العرابي الحارثي:

ما الذي (اختطفك) يا فارس الكلمة بعيداً عن إبداع الحضور قلماً وأداءً مميزاً؟ هل باتت خَليلتُك (أسبار) أثيرةً عليك إثْرةً حرمت محبيك منك.. وأبعدتهم عنك، وفتنتك بها.. لا سواها!؟

عدتَ إلى فضَاء إضَاءاتِك قبل نحو عام من خلال كتابك الثمين، (المعرفة قوة.. والحرية أيضاً) وفيه فجَّرتَ ماساورك عَبْر السنين من خواطَر وأراء وتأملاتٍ عن التنمية، وكان طرحُك عنها مُثِيراً! كنْتَ بسَببه في نظر البعض محَّقاً، ودنَوْتَ في نظر البعض الآخر من شَفَا (الغلُو) المتشائم، ورغم ذلك، يبقَى ذلك الكتابُ (موعظةً) قَيّمةً لمَنْ شاء العِبْرةَ والذكرى..!!

(6)

الرسالة السادسة إلى عبدالرحمن بن محمد السدحان:

احذر أن تصدَّك أو تصْرفَك علياءُ المنصب وطقوسُه وأعباؤهُ عن هموم الناس وأحلامهم وما يُفْرحُهم أو يُتْرحُهم، فأنتَ مهما علوْتَ شأناً.. تبقَى واحداً منهم، يَسرُّك ما يَسرُّهم، ويضرُّك ما يَضرُّهم! وتحقيقاً لهذه الغاية، إحْرص أن تبقَى ملءَ أبصَارِهم وقلوُبِهم تفَاعُلاً معهم وتَقْديراً!

 

الرئة الثالثة
رسائلُ.. مطرّزة بالودّ!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة