Wednesday  29/06/2011/2011 Issue 14153

الاربعاء 27 رجب 1432  العدد  14153

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

شرفت بحضور (حوارات تنموية) التي نظمتها بشكلٍ كامل وعمل متقن مؤسسة الملك خالد الخيرية في مدينة الرياض، يوم الثلاثاء 21 جمادى الآخرة 1432هـ (24 مايو 2011م)، وهي المرة الأولى التي أحضر فيها هذه الحوارات الحضارية بدعوة رسمية من المؤسسة الخالدة، التي أطلقتها العام المنصرم 1431هـ .

غير أن ما يميز (حوارات تنموية) في دورتها الحالية (الثانية) أنها فتحت آفاق الحوار الجاد والمناقشة الفكرية الواعية على أحد أبرز مواضيع التنمية الاجتماعية في بلادنا، وهو علاقة القطاع غير الربحي (المجالات الخيرية والإنسانية) بخطط التنمية الوطنية خصوصاً خطة التنمية التاسعة، من خلال استضافة نخبة من الشخصيات والقيادات السعودية والعربية ذات الصلة بهذا الموضوع المهم، سواءً بحكم عملها الرسمي أو مبادراتها الشخصية، حيث تحدثت على مدار ساعتين تحت الأضواء الإعلامية في أجواء علمية ونقاشات مفتوحة لأكثر من محور يمس تلك العلاقة غير الملموسة، ويُحدد أبعادها الحضارية، التي تبحث في حجم مساهمة القطاع غير الربحي، وأسباب ومعوقات غيابه، وكيفية إشراكه في صياغة خطط التنمية، مع استعراض تجارب محلية وأخرى عالمية تبرهن أن هذا القطاع يمثل حجزاً رئيساً في كل برامج التنمية لدى الدول المتقدمة والشعوب المتحضرة، لأن القطاع غير الربحي ما زال غائباً عن المشاركة في صياغة خطط التنمية السعودية كما هو الحال بالنسبة للقطاعين العام والخاص.

هنا لست في صدد تحرير ما طرحه المتحدثون خلال (حوارات تنموية)، فصحيفة (الجزيرة) كالعادة قدمت تغطية متميزة عن هذا الحدث المهم، إنما أود الحديث عن الفكر الواعي الذي تتبناه مؤسسة الملك خالد الخيرية في إطار مساهمتها الفاعلة والإيجابية في التنمية الاجتماعية المستديمة في المملكة، خصوصاً أنها من كبريات المؤسسات المانحة بشهادة التاريخ وحقائق الواقع، ذلك الفكر لا ينطلق من الفهم التقليدي السائد بالنسبة لأعمال القطاع غير الربحي الذي لا يتجاوز الدعم والمنح أو ما يُسمى بـ (الرعوية)، ولكن فكر المؤسسة الخالدة يؤسس لثقافة إنتاجية ومبادرات خلاّقة في كل مجالات التنمية الوطنية، بحيث ترتقي في بنية ومنهجية عمل المنظمات غير الربحية كالجمعيات الخيرية والتعاونية والمؤسسات المانحة ولجان الرعاية الاجتماعية، سواءً على مستوى التخطيط الإستراتيجي، أو التنظيم الإداري، أو تدريب الموارد البشرية، أو الاستقلالية المالية، ما يجعلها تُسهم في طرح حلول مبتكرة وبلورة أفكار ذكية لكثير من مشكلاتنا الاجتماعية وتحدياتنا الاقتصادية كالفقر والبطالة وغيرها، وبالتالي يصبح القطاع غير الربحي شريكاً مؤثراً في ميادين التنمية الاجتماعية إلى جانب القطاعين العام والخاص.

ولأن الحوار يُعتبر أحد أبرز طرق التفكير الجماعي بصوتٍ مسموع، كما أنه إحدى القيم الحضارية التي يتعامل بها العالم اليوم، فقد كان منطلق الفكرة الرئيسة لـ(حوارات تنموية) كإحدى مبادرات مؤسسة الملك خالد الخيرية، لأن الغاية من الحوار هي استخلاص خبرة المتحاورين وكشف الحقائق التي يملكونها، وهذا ما حدث فعلياً عندما عقدت تلك الحوارات لمناقشة غياب القطاع غير الربحي عن المشاركة في خطط التنمية الوطنية. وبهذا تكون مؤسسة الملك خالد قد حققت أكثر من هدف في سياق واحد، فمن جهة هي تكرس لفضيلة الحوار في مجتمع يتطلع إلى المستقبل الجميل، ومن جهة أخرى هي تسهم في فتح الملفات الساخنة المرتبطة بقضايانا الاقتصادية ومشكلاتنا الاجتماعية، ومن جهةٍ ثالثة هي تؤكد أن القطاع غير الربحي قطاع مهم وفاعل في الحركة التنموية، وليس مجرد قطاع رعوي، إنما هو تنموي في جوهره ومكوناته ومجالاته، لذا لا ينبغي أن يغيب عن المشاركة في صياغة خطط التنمية السعودية بحكم حجمه الكبير ومساهماته الطويلة.

kanaan999@hotmail.com
 

حوارات تنموية
إبداع الفكر المؤسسي!
محمد بن عيسى الكنعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة