Wednesday  29/06/2011/2011 Issue 14153

الاربعاء 27 رجب 1432  العدد  14153

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

لا شك أن كل عربي بل وكل مسلم يشعر بالخوف على عالمنا العربي بل والإسلامي من الفتن التي تدور رحاها في هذين العالمين، ليس من الآن ولكن منذ بداية الحرب التي أشعلها الغربيون وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية ضد أفغانستان (الاتحاد السوفيتي) الحرب الأولى ضد أفغانستان وما نتج عنها من تفكيك للاتحاد السوفيتي والذي لم يكن الهدف الأول للاستخبارات وللسياسة الأمريكية، بل كان أيضاً الحرب على الإسلام كدين وعقيدة وذلك بمساندة الصليبيين والصهاينة، والتي تمسك بالقوى العالمية: الإعلامية، والمالية، أسلحة الإبادة البشرية من نووية إلى كيميائية وجرثومية.

لقد نتج عن تلك الحرب ما يسمى بالجهاد الإسلامي، طالبان، القاعدة (التي كانت صناعة أمريكية تدريباً وتسليحاً وتمويلاً)، وبدأنا نسمع عن الإرهاب الإسلامي والحرب الصليبية التي أعلنها صراحة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب وتابعها الرئيس جورج بوش الابن، كذلك من نتائج السياسة الأمريكية إحداث الشقاق في العالمين العربي والإسلامي، فهي التي دفعت صدام حسين بحرب إيران لتشعل نار الفتنة بين العرب وجارتهم إيران وذلك بهدف التفرقة الطائفية بينهما، ثم الحرب العراقية الكويتية وهي التي أيضاً دُفعت من أمريكا بتشجيع صدام حسين (ضمنياً) بالاستيلاء على الكويت مما تسبب في استنزاف القوى وأرصدة دول الخليج البترولية بمبالغ تزيد على 400 مليار دولار أمريكي، واستكملت أمريكا استنزافها المنطقة بالحرب واحتلال العراق وبالاتفاق مع إيران، التي تولت جميع مقاليد الحكم الطائفي بالعراق وأعطت الفرصة للشيعة الصفويين باحتلال العراق وقتل السنة على بطاقات الهوية، وما زال الصفويون يحكمون العراق، وآخر صورة عندما فاز العلاوي بالانتخابات رفضت إيران توليته رئاسة الحكومة، وبضغط واتفاق مع أمريكا أيضاً تم إقناع علاوي المنتخب بمنصب رمزي ليس له أية علاقة بالحكومة وأعيد تنصيب المالكي رئيس الوزراء الممثل للحكومة الإيرانية المتطرفة دون أي اعتبار لرغبة الشعب العراقي، وكان تعليل إيران بعدم الرغبة بتنصيب علاوي بأنه منتخب من السنة كما صرح بذلك المالكي. كل ما ذُكر أعلاه هو مقدمة للحلقة القادمة عن القلاقل التي تعم العالمين العربي من المحيط للخليج العربي والإسلامي. كما لا بد من التأكيد بأن سياسة أمريكا كانت السبب في تقوية النفوذ الإيراني الشيعي بقصد أو بدون قصد.

وأحب التأكيد بأنني ضد كل تطرف وضد كل طائفية أو عنصرية أو مناطقية إتباعاً لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) سورة الحجرات. وقوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) سورة الكافرون. ولكنني لا أقبل بالتعرض للثوابت الدينية مثل الادعاء بتحريف القرآن الكريم مصداقاً لقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) سورة الحجر. ولا لسب صحابة الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ولا سب أم المؤمنين السيدة عائشة حبيبة رسول الله رضي الله عنها وأرضاها ولا الكذب والنفاق بما يسمى بالتقية.

اللهم نسألك أن تكفي بلادنا وكل بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ ولاة أمرنا ويفقهم لما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأن يكشف كل المفسدين والغشاشين والمتسترين.

وسوف استعرض في الحلقة القادمة لبعض التدخلات الخارجية ودور كل من الولايات المتحدة ومعها إسرائيل وإيران في معظم مشكلات عالمنا العربي والإسلامي وأثرها الاقتصادي علينا..

والله من وراء القصد؛؛؛

مستشار إداري واقتصادي

musallammisc@yahoo.com
 

«نحو العالم الأول»
الربيع العربي أم الهم العربي (1-2)
محمد بن علي المسلم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة