Friday  01/07/2011/2011 Issue 14155

الجمعة 29 رجب 1432  العدد  14155

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

برهنت زيارة سمو الأمير عبد العزيز بن ماجد بن العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، المفاجئة والتي قام بها مؤخراً، لمستشفى الملك فهد، ليتفقد مستوى الخدمة في قسم الطوارئ ويطلع على أوضاع المرضى ببعض أقسامها ويستمع لملاحظاتهم وشكواهم، على مقدرة سموه وإحساسه بالمسئولية التي حمل درعها، فمؤكد أنه أثناء قيامه بتلك الزيارة لم يكن هدفه الأساسي، تسليط الضوء الإعلامي على زيارته أوالكتابة عنها.

بمقدار ما كانت زيارة حقيقية لشخص مسئول تسلم سنام منطقة من مناطق المملكة، واستشعر حجم المسئولية الملقاة على عاتقه، فآثر تحملها بكل ما تعنيه الكلمة من مفهوم للمسئولية، وتلمس احتياجاتها بنفسه على أن ينتظر تقارير ربما ظاهرها كله تمام والأمور تسير وفق الخطة المرسومة، وباطنها قد يحوي من القصور، لم تظهره السطور.

فتتضح بعض الأمور الخافية من خلال تظلم المراجعين وشكواهم لسموه من تردي خدمات بعض المنشآت والقصور فيها، أعان الله تعالى هذا الأمير الهمام، ووفقه للبلاء الحسن في ظل مسئوليته الجسيمة.

المسئولية تكليف لا تشريف، طالما قرأنا هذه العبارة وسمعناها، أثناء ورودها في تصريحات المسئولين، فيما هي بالنسبة لبعضهم لم تتعدَ كونها زوبعة وقتية، لأجل مسمى، ينتفي مفعولها بمجرد انتفاء مهام المسئولية، بالتقاعد أو الإعفاء.

بينما نجد المدرك لمعناها قبل حجمها، قد تصرف وفق إدراكه لها، ليثبت لنفسه قبل أن يثبت للآخرين، معنى أن تكون المسئولية تكليف.

نفضت زيارة سمو الأمير عن ذاكرتي غبار الزمن، لصورة قديمة، تجسدت فيها مثل تلك الزيارات المسئولة، والتي مازلت آراها في شخص، استطيع أن أقول: إن له سبق الزيارة المفاجئة، وهو معالي الوزير الشامل- رحمه الله وغفر له وأسكنه عالي الجنان - المتسلم مقاليد عدة حقائب وزارية، معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، أثناء تقلده لحقيبة وزارة الصحة، حيث يكثر من الزيارات المفاجئة ليطلع بنفسه على سير العمل الذي عُهد إليه بتولي مسئوليته، فرسم - غفر الله تعالى له - صورة مشرفة عن مسئولية المسئول.

وفي نفس السياق يمر بذاكرتي، خبر نشرته الصحف قبل أشهر، عن قيام أحد أمراء المناطق بزيارة تفقدية مفاجئة لجهة حكومية، فلم يجد المسئول بها، فكتب له عبارة (حضرنا ولم نجدكم).

ترى كم عدد المسئولين الذين من الممكن قيامهم بزيارات مماثلة؟ وكم سيكون عدد الزيارات إن حدثت؟ وفيما لو تكررت مثل تلك الزيارات المفاجئة؟ كم من المسئولين سيحضروا لمسئولين ولا يجدوهم؟

وما الذي سيظهر للمسئولين دون رتوش أو محسنات؟ وما هو ناتج العدد الإجمالي الذي سيكون عليه عدد المسئولين المدركين لمعنى المسئولية وحجمها ومستشعرين لحقيقتها ؟؟ بدون أن تكون غايتهم، مجرد توجيه أضواء الإعلام على زياراتهم.

من منطلق الغاية تبرر الوسيلة، ننطلق بتبرير زيارات المسئولين للمنشآت الواقعة تحت مسئوليتهم، لغاية واحدة يرجونها، تحقيق هدف أن يقوم كلاً بأداء عمله دون الحاجة لرقيب أو حسيب، فيكون ضميره هو الحسيب عليه والرقيب.

Bothyna110@hotmail.com
 

تشريف وتكليف أم مسئولية جسيمة؟
بثينة ادريس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة