Friday  01/07/2011/2011 Issue 14155

الجمعة 29 رجب 1432  العدد  14155

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

 

بأقلامهم
حُلمك سّر قوّتك

رجوع

 

إنّ من نعم الله علينا أنّ حياتنا الحاضرة جديرة بأن تعاش ومعظم وسائل الرفاهية التي حررتنا من الأعمال الشاقة ندين بها لأشخاص حالمين، وما واقعنا إلا حصيلة لأحلام الماضي التي تحوّلت إلى حقائق واقعة بفضل الله تعالى, ومع ذلك لازلنا نتحدث عن الأشخاص الحالمين كأشخاص غير واقعيين, خياليين, رؤوسهم فوق السحاب، بينما أقدامهم على سطح الأرض، وما يعيشونه هو الخيال بعينه والمستحيل بشتى صوره، فكثيراً ما كانت تستوقفني مقولة (ما تستطيع أن تحلم به تستطيع تحقيقه) لوالت ديزني، فبرغم من تعرضه لجميع أشكال المعوقات واتهام الجميع له بالجنون، فلم يتخل عن حلمه، وقفز فوق كل المعوقات ليصبح من أشهر رجال العالم بتحقيق حلمه بإنشاء أكبر مدينة ترفيهية في العالم، فتحققت مقولته الشهيرة (بنعم)، فلقد استطاع أن يحلم واستطاع أن يحقق حلمه. إن الأشخاص الناجحين يحوّلون أهدافهم إلى واقع ملموس، فأحلامهم ليست مجرد آمال غامضة لتحقيق النجاح، فحلم توماس أديسون بعالم تضيء الطاقة الكهربائية لياليه، وحلم جورج ستيفنون بمحرك يجر القطارات ويخلّص الإنسان والحيوانات من عمل يقصم الظهر, وحلم عمر بن عبد العزيز بالإمارة فنالها بقوله (إن لي نفساً توّاقة، تاقت للإمارة فتوليتها، ثم تاقت إلى الخلافة فتوليتها، وهي الآن تتوق إلى الجنة) .. وكل منا له حلم يراوده بين الفينة والأخرى، فمنا من يحلم ببيت واسع، ومنا من يطمح بسيارة حديثة، ومنا من يحلم بشهادة علمية؟ أو تأسيس شركة ناجحة؟ ومن منا لم يتمن أن يكون في وضع اجتماعي أفضل؟ ومن منا لم يحاول كثيراً الارتقاء بنفسه؟

إن النجاح يقف دائماً إلى جانب أولئك الذين يعملون وهو دائماً في صف من هم أكثر استعداداً له وأكثر يقظة, فالحياة ليست لعبة أو مصادفة حظ والنفس البشرية بطبيعتها تميل إلى بناء الأشياء التي تتوقعها، فالأعمال التي تتوق إليها قلوبنا وتطمح لها أرواحنا، تتعدّى كونها مجرد أحلام سديمية بل هي إيحاءات ودلائل يمكن أن تتحوّل إلى حقائق، أما أولئك المخفقين في الحياة فيميلون إلى الحديث بنبرة براءة جريحة ويصلون إلى قناعة بأنهم سيئو الحظ، وأن العالم يعاكسهم دوماً دون خطأ منهم، فأمثال هؤلاء الذين يندبون حظهم باستمرار إنما يقطفون ثمار إهمالهم وقصر نظرهم وافتقارهم للحس العملي تماماً كما يقال في المثل الروسي (الحظ السيئ جار للحماقة)، فلا تندب نفسك دائماً كضحية للظروف، وان ضروب النجاح دائماً لأناس محظوظين فقط! لذا اترك رسالة يومية إيجابية لنفسك كل صباح (أحلامي ستتحقق بعون الله وأفكاري وأفعالي في اتجاهها إلى الأمام ولن تنزلق في غابات الخيبة أو تغوص في رثاء النفس، فقلبي عاقد عزمه) .. تهيأ لرحلتك ومد بصرك للسماء وللعلياء وارفع كفي الدعاء لله طالباً الاستعانة وانطلق وحقق حلمك..

هناء أحمد العضيدان

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة