Sunday  03/07/2011/2011 Issue 14157

الأحد 02 شعبان 1432  العدد  14157

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

(الفكر) و(البضاعة) يتشابهان، فكلاهما يحتاج إلى بائع ومشترٍ، وكلاهما يحتاج أيضاً إلى عملية تسويق متقنة لكي يتم قبوله. عندما يرفض الرجل الغربي أية فكرة فإنه يعبر عن ذلك بقوله: «أنا لا أشتري هذه الفكرة». الأصل أن لا نشتري أية (فكرة) أو (بضاعة) إلا إذا امتلكنا حد أدنى من القدرة على فحص تلك الفكرة أو البضاعة. هناك هيئات مهنية متخصصة (صحية، هندسية.. إلخ) تزودنا بمعايير تساعدنا في اختيار البضاعة الأفضل والأنسب لنا ولظروفنا، وهناك في المقابل هيئات تعليمية تزودنا بالمهارة التي تساعدنا على فحص وتمحيص الفكرة قبل أن نرفضها أو نقبلها، وتسمى تلك المهارة بمهارة التفكير الناقد، وهي مهارة تعليمية لا تعجب بعضنا للأسف. إن من أهم علل تعليمنا اليوم أنه أخرج لنا جيلاً عاجزاً عن ممارسة التفكير الناقد، أي عاجز عن تمحيص وغربلة الأفكار، والتأمل فيما قد ينجم عنها من مكاسب وخسائر محتملة، ومقارنة المكاسب بالخسائر، ومن ثم اتخاذ القرار الذي يحقق أكثر المكاسب وأقل الخسائر في ظل ضوابط عقلانية وأخلاقية محددة. ولهذا لم يكن مستغرباً أن يشتري بعض طلابنا أفكاراً مدمرة لهم ولمجتمعهم تم بيعها عليهم بسهولة، مما جعل الشباب عرضة للتغرير والبنات عرضة للابتزاز والكبار عرضة للتحايل، يحدث ذلك بسبب عدم قدرتهم على ممارسة التفكير الناقد وبالتالي سهولة تسويق وتمرير أية فكرة وهمية عليهم. إن هذا مؤشر خطير يدل على أن هناك علة في نظامنا التربوي التعليمي.

 

تعليم 21
لا تتركوهم يشترون الوهم
د.عبد العزيز العمر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة