Sunday  03/07/2011/2011 Issue 14157

الأحد 02 شعبان 1432  العدد  14157

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

من المؤكد..., أن ليست هي أول من يقتل ابنا ليس ابنها..

ومن المؤكد، أن ليس هو أول أب يظلم ابنه من طليقته بحرمانه منها..

ومن المؤكد، أن ليس الطفل البريء «أحمد فهد الغامدي»، هو أول الضحايا للغيرة, والظلم.., وضعف الدين...

ومن المؤكد، أن ليست زوجة أبيه القاتلة، هي أول المجرمين, والمجرمات..

ومن المؤكد، أن ليس هم أول من قتل أباه، المتحرش بابنته..

ومن المؤكد، أن ليست الفتاة المعتدى عليها من أبيها, هي أول من يتعرض لحيوانية أبيها...

غير أن من المؤكد, أنهم كل أولئك, وغيرهم ممن سبق - معتدين أو معتدى عليهم -، لن يكونوا آخر من سمعنا عنهم.., أو سيظهرون، ونسمع...

ويبقى السؤال:

هل هذه الوقائع حديثة عهد بمجتمعنا..؟ توالدت مع متغيرات المجتمع، وما دخله من انفتاح على المثيرات، والدوافع، والمحرضات، والعوامل، والمغريات..؟

مع امتزاجها بغرائز بشرية دونية، لم تستو لها تربية دينية قويمة, وسليمة، وأمينة..

ولم تتعرض لكوابح جهاد ذاتي, لنفس تُركت لهواها.., فأمرت صاحبها بالسوء..؟

أم أنها وقائع اعتادها المجتمع، وحجبتها «ممنوعات» النشر, وضوابط النظام الإعلامي فيما سبق..؟

وحين أتيحت للنشر حرية الكشف، انقشع عن المجتمع قشرة الفضيلة، التي كانت تغلفه, وتستره..؟

إلا ما كان منها على هذه الجادة، ومنهجها..

إذن, فكل أمر يرتبط بجدية التربية الدينية، والتنشئة الإيمانية، يعتوره التدليس، والكذب، ويغطيه القناع الصقيل اللامع, الذي يسم المجتمع بالفضيلة, والأخلاق، والإيمان,

بينما الأساس هش.., والأصول هامش..

إلا من عصمته تربيته، وقومته أخلاقه, ونصره إيمانه على ضعف بشريته..؟

وإلا فما الذي صعَّد جرائم القتل، والسرقة، والاعتداء على الحقوق، والتحرش بالقاصرات, والتحرش بالفلذات, وانتشار الفاحشة، والتحلل من وقار الحياء، وخلط المفاهيم، بين ما يجوز, وما لا في شأن الحجاب، وسواه.. وكل ما انتشر.. وظهر من الفساد بين الأفراد، وفئات الشباب, والشابات، ومن يكبرهم،...؟

ولا تزال الشمس تأتي بما يغلفه الليل..

ما الذي سيكون بعدك يا طفلي أحمد الغامدي...

يا من ملكت القلوب ببراءتك..., وهلعت النفوس لفقدك..

فإذا بك ضحية امرأة بمثابة أمك..

وإذا بك ضحية أب, نسي ما لك من حق الحضانة, في كنف أمك..؟

وما الذي سيحدث بعد فتاة جازان التي تحرش بها أبوها فقتله إخوتها...

وما الذي، وما الذي.. مما نسمع، ونعلم, ومالا نعلم، ونرى..؟

 

لما هو آت
بعدك، إلى أين يا أحمد..؟
خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة