Monday  04/07/2011/2011 Issue 14158

الأثنين 03 شعبان 1432  العدد  14158

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الرؤية الواقعية للإعلام السعودي
د. محمد أحمد الجوير

رجوع

 

المملكة العربية السعودية ولله الحمد والمنة وفقها الله جل شأنه بقيادة مخلصة حكيمة وضعت في أولويات أجندتها رفع راية التوحيد, ونشر دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة فكان ذلك سبباً رئيساً لبعدها عن القلاقل والثورات التي نشهدها، وسبباً رئيساً للنهضة الشاملة غير المسبوقة التي تعيشها البلاد في شتى الميادين تبوأت بفضل الله ثم بسببه مراكز عالمية مرموقة. في هذا العهد الزاهر, عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (الملك الصالح) حفظه الله، يعيش قطاع الثقافة والإعلام أزهى عصوره, بما يشهده من حراك ثقافي وإعلامي ملفت، بفضل الدعم السخي الذي يحظى به من القيادة الحكيمة، ووزارة الثقافة والإعلام برجالاتها المخلصين وعلى رأسهم معالي الوزير خوجه، ومساعده صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان آل سعود، تسترشد، بجميع مناشطها وبرامجها بالسياسة الإعلامية للمملكة التي قامت على أساس الشريعة السمحة، لذا فهو -أي القطاع الثقافي والإعلامي- يتوشح بالمنهج الوسطي في جميع شؤونه, المتمثل بالبعد عن الإثارة، وقد شهد في السنتين الماضيتين قفزات تطويرية، ونقلات نوعية متسارعة، تجير لوزيرها الحالي النشط، فمنذ أن نال الدكتور خوجه ثقة القيادة الرشيدة بتولي حقيبة الإعلام، وضع أجندته الرامية للتحديث والتطوير لجهاز وزارته، وفق المعطيات والتحديات المعاصرة، واضعاً أمامه عظم المسؤولية وجسامة الأمانة التي حملها، سار بتوفيق من الله على منهج واضح وبعد نظر يستشرف المستقبل، بعيداً عن التخبط؛ فكان الله معه في كل ما يرمي إليه، بأن ذلك من خلال ما يشهده الإعلام السعودي في هذه الفترة، من تطور ملفت نقله من التقليدي للمؤثر المتوازن، يسير في خطى حثيثة ومدروسة، شعاره الوسطية في الطرح، لا نقول ذلك جزافاً أو مجاملة، فواقع الحال يجسد ما نميل إليه، والمنصفون والمتابعون، يصدحون بذلك. قدم الإعلام السعودي خلال السنتين الماضيتين قنوات جديد دفعة واحدة، تناغمت مع أخواتها، في محاولة من الوزارة، لتلبية رغبات المجتمع السعودي بكافة أطيافه، والمشاهد بشكل عام، من خلال إيصال رسالة الإعلام السعودي المحافظ للعالم الحر، ولعل قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية -في نظري- من أهم إنجازات هذه الوزارة في هذه الفترة، لأنهما قناتان تنقلان صورة حية من الحرمين الشريفين على مدار الساعة، تقدمان تلاوات قرآنية وأحاديث نبوية، وتسعيان لتكريس التواصل الإيماني مع هاتيالبقعتين الطاهرتين اللتين تحظيا بمكانة عظيمة في نفوس المسلمين، وإشباع التوق الإيماني بين المسلمين لهذه البقاع الطاهرة، من خلال تحقيق التعايش المتواصل وبصورة حية مباشرة مع هذه الأماكن المقدسة، وهما تقدمان بديلاً إعلامياً إسلامياً ذو خصوصية في خضم ما يعج به الفضاء من إعلام هابط. وقدم الإعلام السعودي خلال هذه الفترة الوجيزة، قناة للأدباء والمثقفين، تناغماً مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لفتح باب الحوار، وتكريساً لمبدئه حفظه الله القائم على الشفافية المحاطة بسياج الشريعة، هذه القناة أصبحت صوتاً للمثقفين ومنبراً لهم يتبارون فيه بالطرح المفيد المبتعد عن التشنج، من خلال برامج حوارية ذات أهداف نبيلة، وأطلقت الوزارة خلال هذه الفترة قناة لأهل الاقتصاد والمال، تحقيقاً لرغباتهم، وتقديم الحقائق وفق ما هي بعيداً عن الاستغلال والتعتيم، فكانت من مصادر التلقي الصادقة، ولما كان أطفال اليوم هم رجال المستقبل وعدته، لم تغفل الوزارة جانبهم، فأطلقت لهم في هذه الفترة، قناة أجيال، تساهم في تنمية أفكارهم، وتعمل على حمايتهم من الأفكار الضالة والضارة، ولم تغفل الوزارة في هذه الفترة، شباب اليوم والرياضيين منهم، فأطلقت القناة الرياضية الثانية تزامناً مع عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية، لتكون رديفة للقناة الرياضية الأولى، بهدف استيعاب جميع الأنشطة الرياضية المتلاحقة بالمملكة، ومن جهة أخرى، وتنفيذاً لأمر خادم الحرمين بشأن تطوير إذاعة نداء الإسلام بمكة المكرمة وتمديد بثها، سارعت الوزارة بتنفيذ التوجيه الكريم، وبدأت الإذاعة بثها بثوبها الجديد محققة بذلك آمال وطموحات المسلمين، وفي مجال حقوق المؤلف؛ صنفت المملكة دولياً ضمن الدول التي تحترم حقوق المؤلف وتحافظ على إنتاجه، ولم يتأت ذلك، إلا من خلال الجهود المكرسة لفرضه على أرض الواقع، ولما أدركت الوزارة ما آلت إليه الأمور في ظل فوضى الإعلام الإلكتروني وغياب المسؤولية في كثير من جوانبه، بان جهد الوزارة في هذا الأمر، فقامت استناداً إلى التوجيه الملكي الكريم بإضافة النشر الإلكتروني إلى الأنشطة الواردة في المادة الثانية من نظام المطبوعات والنشر، بإنشاء إدارة تعنى بالإعلام الإلكتروني وشؤونه، ذات مهام ومسؤولية مقننة، هذا هو واقع الإعلام السعودي الحكومي برجالاته وقياداته المخلصين، يكرس توجيهات قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- الرامية بالمافظة على القيم والأخلاق والثوابت والعادات والتقاليد الحميدة، والابتعاد عن دواعي الإثارة والفرقة والجدل العقيم، متمثلة قول الحق {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل، نقدم هذه الواقعية، لمن يريد جر الإعلام السعودي؛ والوقيعة به في عالم الإثارة والجدل البيزنطي، والزج به في وحل الإعلام التجاري المثير والمسيس!

dr-al-jwair@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة