Tuesday  05/07/2011/2011 Issue 14159

الثلاثاء 04 شعبان 1432  العدد  14159

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

كيف نحمي أبناءنا من الذئاب البشرية؟

رجوع

 

قال عليه الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) من سياق هذا الحديث الشريف ندرك أهمية أن يكون الإنسان حريصا على الاهتمام بأهله وأن يكون في مستوى المسؤولية لإدارة دفة هذه الأسرة ورسم الخطوط المتوازية للحفاظ عليها من كل النواحي... قال عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته) رواه البخاري. وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. من هذه النصوص يتوجب علينا أن نكون في مستوى المسؤولية تجاه أبنائنا وبناتنا فنحن نعيش في فترة زمنية كثر فيها الفساد وكثر فيه ذوي النوايا من مختلف الجنسيات... كثر فيها الانحلال الخلقي والجنوح عن الطريق الصحيح وقل فيه الوازع الديني.. أصبح نوعية من الأشخاص يحكم نفسه في عقله فأصبحت نفسه أمارة بالسوء لديهم فجرتهم إلى هاوية الشذوذ وتخطي القيم والأعراف. أصبحنا نسمع ونقرأ عن الاغتصاب في الصحف ومن بينها «الجزيرة» الذي أحلّه زمرة فاسدة فهتكوا الأعراض ودمروا أسرا لم يراعوا فيها مخافة الله... اغتيلت طفولة بريئة وفي ظنهم أن ما عملوه يدل على شجاعة ولم يدركوا أنهم سوف يحاسبون في يوم لا ينفع فيه التوب ولا الندم.. لذا يجب على الآباء والأمهات أن يدركوا أهمية المحافظة على أبنائهم بكل ما أوتوا من بصيرة.. وأن لا يكونوا في مهب الغفلة والاتكالية فلو سألنا من المسؤول عن ضياع فتياتنا وأبناءنا... من المسؤول عن اغتصابهم ممن تجرد من الإنسانية من طيش شباب متهور أو ممن أصيبوا بالشذوذ! من المسؤول عن ضياع أسرة كاملة اعتدى على أطفالهم ذئاب بشرية لم يراعوا براءة الطفولة أو الحصانة الدينية لهم من التعدي على ما حرم عليهم.. لقد تنوعت مجالات الذئاب البشرية وأبدعت في الوصول إلى فريستها بعدة طرق وسوف أذكر البعض منها.

1. ذئاب البقالات والأسواق المركزية وأماكن الملاهي وغيرها. لذا يجب على أولياء الأمور عدم ترك بناتهم أو أبنائهم يذهبوا لوحدهم دون رقابة مستمرة لكي لا يجد هؤلاء المفسدين طريقا سهلا لاختطاف أي فرد من أبنائهم... يجب على الآباء أن لا يتركوا أبناءهم يذهبوا للبقالات أو الأسواق لوحدهم فقد يكون من هؤلاء الذئاب صاحب السوق أو البقالة نفسه فنكون سلمناه أولادنا كهدية دون عناء.

2. ذئاب الإنترنت وهم أشد أنواع الذئاب لأنهم يصلون إلى ما يريدون سواء صغار أو كبار عن طريق الكلمة الحلوة أو الاحتيال أو التهديد بصورة... هؤلاء الفئة ينسجون خيوط العنكبوت على هؤلاء المغدور بهم حتى يطوقوا هذه الخيوط في أعناقهم ثم يسحبونه كما يريدون.. لذا يجب على الآباء والأمهات المتابعة الدقيقة لأبنائهم على النت وعدم تركهم في عزلة عن الأسرة بأي حجة كانت.. يجب أن لا يكون حبل المشنقة في بيتنا.. فكم أوقعت الشبكة العنكبوتية وذئابها البشرية آلاف من البنات والنساء وانتهاك أعراضهم في ثقة عمياء. فلا بد أن يدرك الجميع أن الشات والمحادثات على الماسنجر إنما هي طريق للمفسدة وتدمير للأسر والمجتمع.. وهنالك كثير من الطرق التي يسلكها هؤلاء الذئاب للوصول إلى مبتغاهم. ولو وجهنا سؤالا للآباء والأمهات عن الاختطاف لقالوا (الموت أخف وطأة من الاختطاف) وما دام الأمر كذلك فلماذا لا نقوم بدورنا تجاه أبنائنا. فهنالك دور يخص الأم والأب والمجتمع لو قام كل بدوره أحسن قيام لتلاشت ظاهرة الاختطاف والاغتصاب.. ولنوجز بعض المهام لكل منهم.

دور الأم: الأم مدرسة ومجتمع.. يجب أن تكون قريبة من أطفالها وخاصة البنات لأنهم الأقرب للأم بحكم الأنوثة. فيجب على الأم أن تجعل المسافة بينها وبين بناتها قريبة جداً.. يجب على الأم التهذيب وطرح الثقة وغرس القيم الدينية في نفوسهم وحل مشاكلهم بالطريقة العلمية بعيدة عن العاطفة.

دور الأب أكبر وأشمل وخاصة مع الأولاد.. فيجب أن يكون لهم أباً مرشداً وصديق مخلصاً.. يجب عليه إسدال العطف والحنان وأن يستقطع من وقته للجلوس مع أبنائه ومشاورتهم والسماع لهم والتقصي عن تصرفاتهم.

يجب عليه أن يوضح لهم ما لهم وما عليهم وأن يتخذوا الحذر من الاقتران مع أي شخص وأن لا يصاحبوا أكبر أو أصغر منهم وكذلك معنى الذئاب البشرية وكيفية توخي السلامة منهم وعدم إخفاء أي معلومة توصل لمن تحرش أو حاول التحرش بهم.. يجب توعية الأبناء عن مضار الصحبة الفاسدة ورفقاء السوء وما تؤول إليه صحبة هؤلاء من فساد وتفسخ خلقى قد يؤدي إلى جريمة.

أما بالنسبة لدور المجتمع فالكل يدرك أن المجتمع عبارة عن خليط من الأفراد والجماعات فيهم السيء والصالح فيجب أن نكون من الصالحين وأن نساعد على كشف كل ما هو سيء ونوقف كل من يحاول أن يدس في هذا المجتمع أفكارا سيئه أو تمس للمجتمع بأي شيء يضره.. وأخيراً أسأل الله أن يحفظ أولادنا وبناتنا من هؤلاء الذئاب وأن يكشف نواياهم قبل الوصول إليها.

د. علي سعيد آل صبر- أبها

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة