Wednesday  06/07/2011/2011 Issue 14160

الاربعاء 05 شعبان 1432  العدد  14160

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

م. حسين علي أبا حسين العضو المنتدب لشركة العوجان في حوار مع «الجزيرة»:
التصدير أصبح عبئا بسبب تكاليف النقل والجمارك.. والمنتج المحلي وصل العالمية

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة- محمد الخالدي

في حواره مع «الجزيرة» قال المهندس حسين علي أبا حسين العضو المنتدب لشركة العوجان الصناعية أن الشركة استطاعت أن تحافظ على كيانها طوال أكثر من 100 عام منذ أن انطلقت في العام 1905م حيث بدأت في مجال التجارة بالمواد الغذائية ثم انتقلت إلى مرحلة التصنيع، مشيرا إلى أن الشركة كانت من المؤسسين لفكرة إنتاج شراب الشعير، وتطرق أبا حسين إلى السعودة مشيرا إلى أن توظيف السعوديين بالشركة بدأ مع انطلاقة فكرة السعودة ذاتها مؤكدا تحقيق نسبا عالية في هذا الأمر مبينا أيضا أن الشركة لم تغفل السعوديات وبدأت في توظيفهن في أعمال إدارية ومحاسبية.. وإلى نص الحوار:

نود في البداية أن نسلط الضوء على شركة العوجان ونوضح كيف استطاعت أن تحافظ على كيانها طوال أكثر من مائة عام منذ بدأت نشاطها في العام 1905م من القرن الماضي؟

- حقيقة نحن نتكلم عن إحدى الشركات الرائدة في تصنيع العصائر من عام 1905م وكانت البداية في مجال تجارة المواد الغذائية ثم انتقلت من مجال التجارة والتوزيع إلى مرحلة التصنيع فبدأت بمصنع في الدمام ومصانع خارج المملكة في الخليج ومناطق أخرى، والنشاط ليس في العصائر وإنما في العبوات المعدنية. فهناك مصانع في تصنيع العبوات المعدنية التي نستخدمها في منتجاتنا. مصنع الدمام هو المصنع الأساسي والبداية لشركة العوجان الصناعية

المشروبات والمرطبات هي مجال إبداعاتكم ولكن طول تلك الفترات الزمنية لم نسمع إلا عن ثلاث منتجات فقط هل المنافسة القوية أثرت على قدرة شركة العوجان في التوسع بمنتجات جديدة أم أنكم ترون التركيز على منتجات معينة فقط هو سر نجاحكم وبقائكم كمنافسين إلى الآن؟

- المنتجات التي نعمل فيها بشكل عام مقسمة إلى ثلاثة أقسام وهي العصائر والمشروبات الغازية والمشروبات المركبة، وجميعها تندرج تحت احد المنتجات الثلاثة الرئيسة ففي مجال العصائر لدينا منتج معروف باسم «راني»، هذا المنتج تم تطويره منذ أكثر من 45 عاما وكنا ننتجه لحسابنا في الخارج وتحديدا في اليابان، ثم بدأنا عملية تصنيعه داخل المملكة ثم في المصانع الأخرى وهذا المنتج يحتوي على حبيبات الفواكه الطبيعية، وهو ما يجعل الشركة رائدة في هذا المجال، وبالنسبة للمجموعة الثانية: فنحن من المؤسسين لفكرة إنتاج شراب الشعير وكنا ننتجه في أوربا ثم نقلنا الفكرة والتصنيع إلى المملكة ومصنعنا الحالي بالإمارات يعمل وفق مواصفات عالية جدا، أما شراب الفيمتو المركز فقد بدأت الشركة استيراده في 1928م وفي أواخر السبعينات الميلادية بدأنا إنتاجه من مصنعنا من الدمام.

كيف تقيمون حصتكم السوقية بشكل عام من سوق المشروبات والمرطبات ؟

- بالنسبة لنا نعتبر من أكبر المنتجين إذا لم نكن الأكبر في مجال العصائر، لدينا مشروبات غازية ومشروبات مركزة ومشروبات بقطع الفواكه، وإذا نظرنا إلى الإطار العام للسوق فنحن نعتبر أكبر مصدرين لهذه المنتجات لخارج المملكة بنسبة 60% وحوالي 40% داخل المملكة.

انتهت خطتكم الشهيرة 555 قبل مدتها بعام وحققت أهدافها ولكن ما تم الإعلان عنه هي أرقام مالية، هل الكادر البشري السعودي كان ضمن أهداف هذه الخطة،وكم تبلغ نسبة السعودة لدي الشركة الآن؟

- خطة (555) بدأناها في عام 2005م بهدف تحقيق إنتاج بـ(500) مليون دولار بخمس منتجات في خمس سنوات هذه فكرة (555 )ولكن ولله الحمد والمنة نفذنا الخطة قبل نهاية الخمس سنوات ووصلنا للهدف في اقل من أربع سنوات والسنة الماضية حققنا مليارين وسبعمائة مليون ريال مبيعات ونهدف هذا العام إلى تحقيق ثلاثة مليارات ومئتين وخمسين مليون ريال والسنة القادمة في العام القادم إلى تحقيق مليار دولار مبيعات فنصبح من الشركات التي تصنف بمبيعاتها بالمليار دولار وما فوق.

أما من ناحية الكادر البشري والسعودة فنحن انطلقنا مع بداية الفكرة وما زلنا ندعمها ووصلنا إلى نسب عالية في التوظيف وبدأنا قبل ثلاثة أو أربعة أشهر تجاوبا مع مبادرة توظيف مجموعة من السعوديات في الشركة حيث وظفنا عدد منهم والخطة متواصلة وهم يقومون بأعمال إدارية ومحاسبية وهناك خطة لتوظيفهم في أقسام الجودة بالمصنع وذلك بعد تهيئة البيئة المناسبة لهم بأذن الله.وهذا ليس واجب وطني فقط بل هناك شباب متميزين يحتاجون إلى قليل من التأهيل والتدريب. لكن يجب أيضا أن تكون مخرجات التعليم متوائمة مع سوق العمل وخصوصا القطاع الخاص ومع الاحتياجات الاقتصادية. وللأمانة بدأنا نلمس في الآونة الأخيرة من قطاع التعليم الاهتمام بهذا الجانب، وأتمنى أن يتم التركيز على تدريب الخريج والخريجة على كيفية التعامل مع بيئة العمل ويتم تجهيزهم ليس فقط أكاديميا ولكن أيضا يتم تجهيزهم شخصيا على تحمل المسؤولية .

رغم ارتفاع معدلات التضخم عالميا وارتفاع أسعار المواد الأولية إلا أن ذلك لم ينعكس على سوق المشروبات على مدار فترات زمنية طويلة.. ما هو السر في ثبات الأسعار لفترات طويلة وهل ذلك له تأثير بشكل أو بآخر على مستوى الجودة ؟

- مسألة الأسعار ليست فقط تكلفة مواد وإنما سعر المنتج مكون من كلفة المواد وكلفة تصنيعية وكلفة توزيعية، وبالنسبة لكلفة المواد فهي خارجة عن إرادتنا وتحكمنا كمصنعين تكلفة التصنيع والتوزيع وهذه تعتمد على كيفية إدارة المصنع والتكنولوجيا المستخدمة في عملية التصنيع فعلى سبيل المثال في السابق كان خط الإنتاج لدينا ينتج 600علبة في الدقيقة الآن يوجد في المصنع خطوط تنتج حوالي1500 علبة في الدقيقة وهذا إلى حد كبير محاولة لتغطية ارتفاع السعر في المواد بإنتاج أكبر كمية ممكنة.

نفس الشيء ينطبق على مسألة التوزيع في السابق كان التوزيع مثلا 30 مليون كرتون، واليوم نوزع90 مليون كرتون لذلك لا يمكن أن نقلل الجودة أو الكمية المعلبة على حساب التكلفة. وكلما أنتجت بكمية اكبر قلت التكاليف الإنتاجية.

لماذا سوق المشروبات والمرطبات إجمالا في المملكة لا زالت تعتمد على أسماء الماركات العالمية والتعبئة دون الوصول لمرحلة الإنتاج والاسم المصنوع محليا ما هي العوائق التي تقف أمام تحقيق هذه الخطوة بشكل عام؟

- بالنسبة للأسماء العالمية اعتقد انه لم يبقى في السوق السعودي غير اسم المرطبات لكن بالنسبة للعصائر فالمنتجات السعودية في مجال العصائر حقيقة ارتقت إلى العالمية وليس الحديث عن العوجان إنما عن المنتجات الأخرى، وعندما نتكلم عن منتجاتنا بالتحديد فنحن نصدر ليس إلى الخليج فقط إنما نحن نصدر إلى الشام وشمال إفريقيا ووصل منتجنا إلى الهند والى دول آسيا ولدينا سوق واعد وكبير أقتحمناه قبل 4 سنوات في الولايات المتحدة ووصلنا إلى هذا السوق بمنتجات معينة ومطلوبة ليس من الجاليات العربية وإنما أيضا خرجنا عن نطاق هذه الجاليات وهذا دلالة على جودة المنتج السعودي. فالمنتج السعودي يمر بمراحل دقيقة جدا وقاسية أحيانا لكي يكون هذا المنتج بمواصفات عالمية كما أننا نتواصل مع الإخوة في هيئة المواصفات والمقاييس حتى نظل في المستويات العالمية، وكذلك وصلنا إلى أوروبا وجميع هذه الأسواق لا تسمح بدخولها إلا إذا كان المنتج يرتقي إلى مستويات كبيرة ومنافسة.

نرى أن البضائع المنافسة القادمة من الخارج تزيد قوتها ما هي الأسباب لعدم قدرة المنتجين المحليين باستثناء الوكلاء لماركات عالمية على المنافسة؟ وهل هناك ضعف بقوانين الحماية أم هناك تقلص بحجم الدعم الحكومي أم هو عيب متأصل بالشركات المنتجة محليا ؟

- حقيقة في المجال الذي نعمل به أؤكد لك أنه ليس هناك منافسة لأن الشركات السعودية المتخصصة في إنتاج العصائر والمشروبات الغازية متعددة ومستوى جودتها عالي فالمنافسة جدا محدودة والمنتج الخليجي لا اسميه منتج منافس لأننا موجودين في الخليج ولو ذهبت للسوبر ماركت لما وجدت أكثر من 2 % أو 3 %. مع أن البعض يرغب أحيانا أن يجرب منتج غير سعودي لكنه في النهاية يرجع للمنتج السعودي. لان المنتج السعودي في هذا المجال حقيقة يفتخر فيه.

ما هي الخطوات التي تتبعونها للحفاظ على مستوى الجودة بمنتجاتكم من الناحية الصحية والبيئية؟

- بالنسبة للجودة فسبب الحجم والكميات من المواد الخام التي نستوردها كمركزات البرتقال أو التفاح وغيره يوجد لدينا في نفس هذه الدول موردين ويباشرون عملية الإشراف على المركزات من لحظة قطف الفاكهة إلى أن توضع في العبوات والحاويات الكبيرة المخصصة لها عند وصولها أيضا نتأكد انه لم يتغير شي من جودتها بسبب النقل. وقبل الإنتاج أيضا نتأكد من جودتها وهناك تدقيق خلال عملية الإنتاج إضافة إلى عمليات طويلة جدا جدا فعلى سبيل المثال في مختبر الجودة تسحب عينة من خطوط الإنتاج كل 5 دقائق لكي يتم التأكد من أن هذه العينة توافق المنتج من ناحية الجودة وفي نفس الوقت يحتفظ بهذه العينات كمرجع في المستقبل للمحافظة على جودة المنتج.

بالنسبة للبيئة فلله الحمد والمنة إن إنتاج العصائر ليست من الصناعات التي تلوث البيئة ومع ذلك نحن حريصون وهيئة الأرصاد وحماية البيئة وكذلك هيئة المدن الصناعية في التعامل مع البيئة بكل شفافية وحزم حتى تكون هذه المصانع غير ضارة بالبيئة وحتى من الممكن الاستفادة من المياه المعالجة خارج المصنع لأغراض الري وغيره.

سمعنا عن نيتكم للطرح العام بالسوق المالي هل هو بهدف الحفاظ على هذا الكيان أم أن هناك نية للتوسع وتحتاجون إلى تمويل كبير متعدد الأطراف؟

- الآن نحن شركة سعودية مساهمة مغلقة وننظر إلى هذا الطرح كي يصل ويرتقي بالشركة إلى مستويات أفضل مما هي عليه علما أن شركة العوجان هي إحدى أكبر 100 شركة سعودية وأسباب طرح الشركة ليس لحاجتها للمال وإنما دعم استمرار الشركة وللعلم فان الشركة تأسست من العام 1905 ونحن في الجيل الرابع لعائلة العوجان التي ما زالت تدير الشركة. وطرحها بالسوق المالي يخدمها على مدى السنوات الطويلة.

هل تعانون من صعوبات في الحصول على تمويل للتوسع في عملياتكم وهل يساهم تشدد البنوك في تباطؤ نمو قطاع الأعمال بشكل عام؟

- هناك نمو بحدود 20%سنويا ونتعامل مع بنوك عديدة ومن سنوات طويلة منذ40 سنة تقريبا ولم نعاني بكل أمانة من أي عوائق وتعقيدات مع البنوك. واعتقد أن هذا النمو في الشركات والمصانع لم يحدث إلا بمساعدة هذه العمليات التمويلية وهذا الشيء واضح وليس خفيا على الجميع وتقديم التمويل ينم عن ثقة في هذه الشركات والمصانع.

لكن لا أخفيك إن ما حدث في السنوات الأخيرة على مستوى العالم تأثرت به بعض الشركات وتأثرت علاقاتها مع البنوك وربما أن أحد الأسباب يعود إلى أن خططهم لم تكن مدروسة وقفزة بعض الشركات كانت كبيرة وفي وقت قصير وهو ما أدى إلى فشلها وتعثرها، ولم يكن هذا النمو السريع بدراسـة وإستراتيجية فعالة. لكن الشركات التي لها خمسين أو مئة عام في مجالها لا شك أن خطواتها مدروسة علميا وعمليا ومبنية عـ لى أسس صحيحة.

ما هي خططكم خلال الفترة القادمة والجديد الذي ستقدمونه في عالم الصناعات الغذائية والأسواق المستهدفة مستقبلا؟

- نحن لنا خطة زمنية لتوسيع عملياتنا الإنتاجية خارج المملكة حيث إن منتجاتنا مطلوبة في دول عديدة وأصبحت عمليات التصدير غير مجدية بسبب تكاليف النقل والجمارك حيث أصبح عبئا ثقيلا علينا لذلك نحن نسعى إلى افتتاح أو تأسيس مصانع في بعض الدول وخلال العامين القادمين سنفتتح مصنعا في آسيا أو شمال إفريقيا.

أما بالنسبة للمنتجات فتنويعها موجود فلدينا قسم متخصص للبحث والتطوير بما يتناسب مع متطلبات العملاء التي دائما ما تكون في تحديث وتطوير حتى ترتقي للمستويات العالمية. وفي النهاية أريد أن أوجه كلمة إلى والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه وأدعو له بالصحة والعافية واشكره على المبادرات العديدة التي أثلجت صدور كل مواطن وبحكم علاقتنا مع شركات أجنبية حقيقة يفاجأون بدولة مثل المملكة في سخائها على مواطنيها ودعمهم ومساعدتهم فأسأل الله أن يسبغ عليه بالصحة والعافية وطول العمر. واشكر جريدتكم التي أعتبرها الرائدة إن لم تكن الأولى وأتمنى لها التوفيق والكمال بإذن الله.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة