Wednesday  06/07/2011/2011 Issue 14160

الاربعاء 05 شعبان 1432  العدد  14160

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لاشك أن الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة له سقف أعلى من غيره, وله شجاعة إدارية أكثر من غيره، وشفافية متناهية الدقة قد لا تكون لغيره في العمل الإداري. تمنيت ومعي الكثيرون أن تكون لبعض المسؤولين شفافية وشجاعة إدارية مما لدى خالد الفيصل في كشف مشاريع مناطقهم على طاولة الحوار والنقاش كما كشف خالد الفيصل عن إستراتيجيات وخطط منطقة مكة المكرمة أمام الجميع في اللقاء الإعلامي مع التلفزيون السعودي هذا الأسبوع: خطط المنطقة القريبة, مستقبليات الخطة العشرية, والطرق ووسائل النقل، والصرف الصحي، والمياه المحلاة (التحلية)، والجامعات، وإنشاء المدن الجديدة, وتصريف مياه السيول، ومنطقة مجمعات المكاتب الحكومية, تحدث بالتفاصيل حتى عن خطط المنطقة التي ستنفذها الوزارات الأخرى ولم تعلنها, كما كشف بأنه يحاور التكنو قراط والبيروقراطيين ومديري الدوائر الحكومية وأهل الحل والعقد وشباب الأعمال ويغوص معهم في التفاصيل من أجل تطوير المنطقة... خالد الفيصل يسابق الزمن ليس لأنه جاء متأخرا إلى منطقة مكة المكرمة والتي ضخت لها الدولة المليارات انتهى بعضها إلى فضائح مالية عندما كشفت السيول (هزالة) المشاريع التي لم تكن أصلا إلا مشاريع من ورق, وإن مشاريع الصرف بدلا من أن تغطى معظم البنية التحتية وجدها بحيرات (المسك) وغرق الأحياء السكنية، كذلك بدلاً من أن تقام الأحياء السكنية على مخططات رسمية ومعتمدة وجدها أحياء عشوائية ومباني صفيح, وبدلا من أن تسقى مدن الحرمين الشريفين بمياه محلاة من بحرها القريب بحر جدة والشعبية شاهدها تشرب مياه الصهاريج والوايتات, صهاريج للشرب وأخرى لمياه الصرف الصحي (البيارات). قلت خالد الفيصل يسابق الزمن لأنه جاء من تجربة صعبة فجغرافيتها متباينة وجيمورفولوجيتها صلبة وجيولوجيتها مركبة من عسير التي حولها من مدينة جبال إلى مدينة حضارية لأنه عرف كيف يعارك ويصارع إداريا ليحصل على أعلى سقف المطالب ويستل المشروع من المشروع برشاقة المحاور وأن يصادم بالحجج والإقناع ليشق الطرق ويوصل المياه والكهرباء لذا جاء وهو مشبعا بتجربة عسير... إن لكل مدينة ولكل شخصية إدارية ساعتها الذهبية, وإن لكل فترة زمنية شخصياتها التاريخية, والزمن لا يكرر الفرص.

الملك عبدالله أطال الله في عمره أعطى للحرمين الشريفين ما يستحقانه من الغاية والرعاية والاهتمام، وأعطى عطايا أغدق فيها على مكة العاصمة المقدسة طرقها وأحيائها السكنية, وأعطى بسخاء لجدة جارة البحر وبوابة مكة كل العطاء، وأعطى للطائف عطاء مفتوحا ولجميع محافظات منطقة مكة المكرمة, هذا اللقاء التاريخي للملك عبدالله ولخالد الفيصل على حب مكة بكل تاريخها الإسلامي وعمقها السعودي وولاء أهلها اعتبره خالد الفيصل ساعة ذهبية لا يفرط بها بأي دقيقة أو ثانية دون إنجاز وأعلن ذلك صراحة للتلفزيون السعودي إنه حصل على مرونة بالصرف وتجاوز للبيروقراطية السلبية التي تعيق مشروعات مكة. إذن خالد الفيصل أمير منطقة استثنائي يعمل في زمن استثنائي ويعمل مع ملك اختصر المسافات ووضع بلادنا ومسؤولينا في زمن الساعة الذهبية فالبعض مثل الفيصل استثمروها والبعض الآخر لم يقرأ الحدث كما يجب.

 

مدائن
الملك والفيصل... والساعة الذهبية
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة