(عليك أن تتصرف في الحياة كما تتصرف في مأدبة)

حكمة يونانية

علمتني الحياة بأنه ما من شيء يستحق البكاء عليه أو حتى التأسف عليه لأنك مادمت على وجه الأرض وليس تحت الثرى فأنت تمتلك كنزا تستطيع استثماره، وأنه لا شيء يعادل السلام الداخلي، فإذا استطعت تحقيقه عشت في سعادة فهو لا يتحقق إلا عندما تعيش ذاتك كما هي، لا كما يريد الآخرون أن تشعر بالحرية؛ لأن تمارس ما تحب دون أن تحتاج إلى تبرير، وتبتعد عما يزعجك دون أن تحتاج إلى إقناع الآخرين.

الآخرون ليسو الجحيم، كما قال «سارتر» لكننا بضعفنا وإقناعنا أنفسنا عاطفيا بهم نجعلهم كالأغلال تطوق حريتنا في العيش وسط جدالات عقيمة.

علمتني الحياة أن الصديق الذي يكذب دون مبرر لن يصدق أبداً؛ فالطبع يغلب التطبع، ومن خذلك مرة لا ترتجي ان يحتويك أبدا، ولذلك فالصداقة لا تعني أن تجد من يشبهك أبدا، بل تعني أن تجد من يفهمك ويقبلك بكل عيوبك.

علمتني الحياة أن الناس لن يتغيروا بل انت من عليه أن يتغير إذا شئت؛ فالناس تغلبهم طبائعهم وشخصياتهم تتكون منذ الطفولة وقبل ان تلتقي بهم؛ فالذي يختلف عنك في المبادئ والقيم لا يمكن أن يكون رفيقا.

علمتني الحياة أن كل ما يصيبنا من صدمات ومشاكل وربما مصائب فهي -إن أحسنّا التأمل- فيها خير لاأن أمر المؤمن كله خير، فقط علينا أن نتأمل لنكتشف الرسالة التي تصلنا عبر هذه المواقف الصعبة فنكتشف الكاذبين والمخادعين لنتخذ القرار بطردهم من حياتنا وتجاهل أي مبادرة منهم للرجوع.

علمتني الحياة أن المواقف الصعبة تجعلك تولد من جديد وترى في العالم من حولك وجوها أخرى، وان الناس لا يعرفون إلا وقت الغضب؛ فمن غضب عليك واستعمل وسائل قذرة للإضرار بك بتشويه سمعتك أو تخريب حياتك فهو قذر في معدنه، لكنك لم تعرفه من قبل في وقت الرخاء، ولكن في الشدة تُنزع الاقنعة عن الناس وتظهر معادنهم، فلا تشقي نفسك وتبكي على ما فات تخلص سريعا من قذارتهم بطردهم من حياتك دون أن تحاسبهم.

وعلمتني الحياة أن أحب نفسي وأتعرف عليها فلا أحد يمكنه ان يفهمني مثلما أفهم نفسي لو منحتها الفرصة أن تتحرر من القيود لتعيش بسلام؛ ولذلك فإن لنفسي علي حقا بأن تعيش كريمة هنيئة.