Friday  15/07/2011/2011 Issue 14169

الجمعة 14 شعبان 1432  العدد  14169

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

لا أحد ينكر دور مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في نشر ثقافة الحوار المفقودة في المجتمع بتقريب مفهومها، من خلال ما يعقده المركز ويقيمه من فعاليات تشكِّل جسراً لتلاقي وتقارب الآراء، يمنح الأضداد في الرأي فرص تقريب وجهات النظر، بشفافية صادقة لقبول الآخر، والاتفاق على رأي مشترك ينتهي إلى تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الجميع، بعيداً عن لغة التعنُّت والتشنُّج والرفض لمجرّد الإبقاء على رغبة ما، قد لا تكون في صالح صاحبها أو في صالح المجتمع عامة، حالات تشكّلت من رواسب لثقافات عفا عليها الدهر، لم تعد تناسب زمناً فتحت فيه سبل حرية الحوار، ومزجت في مختبرات العقل الواعي لمستقبل معاصر يشترك الجميع في تشكيله.

ومن المؤسف أن ثقافة الحوار هذه لا تؤثر في نوعية من البشر يعيش بعض منها في محيطنا التشكيلي، تزعّموا برأيهم الآحادي من هم على شاكلتهم نحو نزاعات فرّقت شمل التشكيليين خدعوا من حولهم بهدف التغيير، متّبعين مظاهر التطاول وأساليب الانقلابات، وصوروا لأتباعهم أموراً من أجل أن يشتغلوا بها، فانشغلوا عن إبداعهم بالشكاوى الكيدية والاتهامات، عن الهدف الأسمى والأهم لخدمة مجالهم عبر بوابته الرسمية (جمعيتهم التشكيلية).

هذه الفئة من التشكيليين رغم أنهم (أفراد لا يشكلون عدداً يؤخذ به) يجمعهم محيط واحد، كشفوا للجميع أن ليس كل من مارس أياً من فروع الفن التشكيلي أصبح من أهل الفن، الراقية عقولهم المتحضرين في تعاملهم مع الآخرين، بشفافية وحب للحياة وسعي لإشراك الآخرين بجمالها، لا يشترط فيهم درجة علمية أو مؤهل، بل بما يتحقق لهم من الموهبة الحقيقية والوجدان الناصع البياض.

فالمسكون بالفن وحب جمال الحياة، لا يشارك هؤلاء النميمة في الخفاء، ولا يرفع صوته أو يوجِّه أصابع الاتهامات كما يفعلون، إشباعاً لنقص يستجدون به مديح أتباعهم، يذهب ثلاثة أرباع عقولهم دون علمهم، فيزيد غيّهم وتعدّيهم على الآخرين دون وجه حق، لا يهمهم تصويب الأخطاء بالأسلوب الحضاري، ولا القدرة على الحوار المبني على الفعل والمنطق، بل إلى تفريق الشمل، وجدوا في إشغال المسؤولين ما يتيح لهم اقتناص صيد أخرجوه من سرب الأهداف التي أنشئت من أجلها الجمعية.

ومن المؤسف أيضاً أن تصبح الفنون التشكيلية ملجأ لكل من أفلس من تخصصه، وأن نفتقد التصنيف والتقييم الحقيقي للساحة لفصل الشوائب عن المياه الصالحة.

فهل يكون لمثل هؤلاء فرصة في فعاليات مركز الحوار الوطني، ليتعلّموا كيفية قبول الرأي الآخر باللقاءات المباشرة مع من يختلفون معه، متسلحين بالقدرة على الهدوء بعيداً عن التشنُّج؟ .. آمل ذلك.

monif@hotmail.com
 

للرسم معنى
الحوار الوطني.. والتشكيليون
محمد المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة