Saturday  16/07/2011/2011 Issue 14170

السبت 15 شعبان 1432  العدد  14170

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

دبلوماسية العلوم: توسيع سبل التعاون الأمريكي السعودي
السفير جيمس سميث

رجوع

 

قبل شهرين تقريبًا، كان من دواعي سروري أن أتحدث في حفل تخريج جامعة عفت في جدة.

كان من بين الخريجين أول دفعة من الخريجات ينلن شهادات في الهندسة من جامعة سعودية. وتمثل هؤلاء الخريجات الشابات بداية جديدة طيبة للمملكة العربية السعودية، ويحق للمملكة أن تفخر بإنجازاتهن الأكاديمية المتميزة. وهؤلاء الشابات المهندسات وأخريات مثلهن سيساعدن في زيادة التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في مجال العلوم والتكنولوجيا.

قبل عامين، التزم الرئيس أوباما بدعم التطور التكنولوجي في الدول الإسلامية وقام بتعيين مبعوثين رئاسيين للعلوم لتأسيس شراكات ذات معنى في مجال العلوم والتكنولوجيا. ومنذ ذلك الحين، زار المبعوثون الرئاسيون عشرات الدول وقاموا بتعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا في جميع أنحاء العالم. ومن ضمن هؤلاء المبعوثين، الدكتور إلياس زرهوني، الذي سبق وأن عمل مديرًا للمعاهد القومية الأمريكية للصحة، كما أنه إداري وباحث متميز، الذي ساعد في تأسيس روابط بين المجتمعات العلمية في الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وقد تمت هذه الاتصالات في إطار اتفاقيتنا للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا لعام 2008، وتشمل التعاون بين وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاكست).وفي عام 2010، اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بالدكتورة خولة سامي الكريع كمرشحة للمملكة العربية السعودية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في قاعة مشاهير النساء في العلوم. والدكتورة خولة هي رئيسة مركز أبحاث سرطان الأطفال بمركز الملك فهد الوطني للأورام التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. وهي أول امرأة سعودية تنال وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى ونشر لها أكثر من 50 بحثًا. وقد أكسبتها إنجازاتها المهنية المتميزة والإقرار العام بإسهامتها العلمية حظوة مقام القدوة بين النساء السعوديات اللاتي يتابعن تحصليهن في مجال العلوم.في كل عام، تستضيف المملكة العربية السعودية بحفاوة وكرم بالغين ملايين الحجاج والمعتمرين. ومثل هذا التجمع الكبير من البشر من جميع أنحاء العالم، لا سيما الحجاج الذين يتوافدون من قارات ومناخات مختلفة ودرجات مقاومة أمراض متفاوتة، قد يجعل أي بلد عرضة لأوبئة الصحة العامة. بيد أن المملكة العربية السعودية، ولسنوات طويلة، ثابرت لمنع انتشار الأمراض وحماية صحة الحجيج والمقيمين على حد سواء.

وتقوم بين المراكز الأمريكية لضبط الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) ووزارة الصحة السعودية شراكة طويلة راسخة للتشاور حول قضايا الصحة العامة في التجمعات البشرية الكبيرة مثل الحج.

ففي أكتوبر الماضي، على سبيل المثال، تجمع العلماء والأطباء ومسؤولو الصحة العامة من الولايات المتحدة ومن جميع أنحاء العالم تجمعوا في جدة لمناقشة المخاوف الصحية الناجمة عن التجمعات البشرية الكبيرة.

وقد أبرز هذا التجمع الشراكة المتميزة القائمة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتوسيع دائرة المناقشة فيها لتشمل دولاً أخرى كثيرة.

ويكسر تبادل الأفكار وتوسيع التعاون بين الشعوب والبلدان الحواجز التي تحول دون نشر المعرفة وتصحيح المفاهيم الخاطئة. توفر دبلوماسية العلوم وسيلة عملية لتشكيل شراكات وإقامة تعاون دولي يسهل تبادل الأفكار فيها. ولهذا أحيي مبادرات عديدة قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية تعمل على توسيع وتعزيز علوم التكنولوجيا في البلاد.

إن مبادرات مثل موافقة مجلس الوزراء على تقديم أنواع جديدة من تأشيرات الدخول للعلماء والخبراء الأجانب، إضافة إلى تأشيرات للتبادل الطلابي في المجالات العلمية، إنما تفتح الأبواب لمواطني المملكة العربية السعودية للتعلم من البلدان الأخرى، وللعالم أن يتعرف على المملكة العربية السعودية ويتعلم منها أيضا.أحيي التزام الملك عبد الله المتواصل لتعزيز التعليم من خلال الاستمرار في دعم وتوسيع برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي. فقد تمكن آلاف الطلاب من الدراسة وإجراء البحوث في مختلف بلدان العالم، بما فيها الولايات المتحدة، في مجالات مهمة مثل الطب، وعلوم الكمبيوتر والرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والصيدلة. وسيعود هؤلاء الطلاب إلى وطنهم بدرجات علمية عالية وفهم أفضل للعالم، الذي بدوره سيفيد المملكة العربية السعودية كثيرا.

وتعتز الولايات المتحدة بمساهمتها في التعليم وتوفير فرص التدريب للطلاب السعوديين، بما في ذلك المجالات العلمية والتكنولوجية.

ففي كل عام، تستضيف الولايات المتحدة عشرات الآلاف من الطلبة السعوديين. ويشمل هذا عددًا من طلاب وباحثي برنامج فولبرايت المعروف، ويعمل كثير منهم على أبحاث مهمة في مجال العلوم وقد أثمرت أبحاثهم في تطبيقات إبداعية وعملية كثيرة.

وبالمثل، تعمل السفارة الأمريكية في المملكة العربية السعودية بشكل وثيق مع الجامعات السعودية لتأسيس وتعزيز روابط مباشرة وشراكات مع جامعات الولايات المتحدة. وتقوي هذه الشراكات تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والتعاون في مجال البحوث وتطوير المناهج الدراسية، ونمو الجامعات وتطويرها.

فعلى سبيل الذكر، ساعدت الشراكة بين جامعة عفت وكلية برات للهندسة في جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا، على تأسيس برنامج جامعة عفت الهندسي، وتم الاحتفال بتخريج أول دفعة من خريجيها قبل شهرين تقريبا.إن سفارة الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية لتفخر كل الفخر بالشراكات العلمية والتكنولوجية العديدة القائمة بين بلدينا، ونتطلع إلى سنوات عديدة أخرى من التعاون المثمر لخير شعبينا.

جيمس سميث هو سفير الولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة