Sunday  17/07/2011/2011 Issue 14171

الأحد 16 شعبان 1432  العدد  14171

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

      

ليسمح لي من يظن أن الشعر وزن وقافية - برغم الأهمية القصوى لهما - إذا قلت له أن ظنه مجانب للحقيقة، إذ ليس بهما فقط نحقق ما ينتظره عاشق الشعر، فالمعتبر أن للوزن والقافية فقط كافيان لاعتبار ما كتب بهما شعراً كمن يقدم لك ماءً عكراً في آنية جميلة، إذ نرى الكثير من هذا الطوفان مما ينسب إلى الشعر، فليس الشعر أن تكتب كلاماً موزوناً مقفى لا يعطي سوى المظهر الخارجي للقصيدة.

فإجادة الوزن والقافية يستطيعها ناظم، والشواهد على ذلك كثيرة، فألفية بن مالك في النحو لا علاقة لها بالشعر برغم أن مظهرها يوحي بأنها من الشعر ويندرج ذلك على نماذج كثيرة مما كتبه الناظمون لحفظ قاعدة طبية أو تاريخية أو رياضية، وقد وصل رفض بعض النقاد لحوليات زهير بن أبي سلمى وإخراجها من خانة الشعر إلى النظم أو الصناعة برغم علو مكانتها في تاريخ الشعر.

والحديث عن الشاعر زهير بن أبي سلمى يقودني إلى استغراب حالة من يضع مطلعاً لقصيدة ويظل أياما وربما أسابيع وهو في حالة إضافة وزيادة إلى أن تكتمل القصيدة أو ما يمكن أن يقال له قصيدة. والشعر الحقيقي - في رأيي الشخصي - ليس امتلاك المواد الأولية وتجميعها وتنسيقها والمزاوجة بينها لصناعة قصيدة، أنها -أي القصيدة - حالة مباغتة عاصفة يجهل حتى قائلها كيف قالها إنه الغياب وفقدان الوعي العذب الذي أو ما يدهشك بعده انك أنجزت بلا إرادة منك ما يبقيك محترماً أما نفسك أنك لم تنزلق إلى الصناعة التي تبرئك من الشعر وتعطيك شهادة على انك ناظم لا علاقة له بالشعر إلا بالشكل.

fm3456@hotmail.com
 

فضاء
لا - للوزن والقافية
علي المفضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة