Sunday  17/07/2011/2011 Issue 14171

الأحد 16 شعبان 1432  العدد  14171

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

لقد بهرت فما تخفى على أحد

رجوع

 

كتبت الأخت الفاضلة حنان بنت عبدالعزيز آل سيف - بنت الأعشى مقالاً شيقاَ وسمته بعنوان الكتاب الذي سوف نتكلم عنه وهو أوراق من تاريخ نجد لمؤلف مجهول من عام 1285 إلى 1353 هـ وهي تتكلم عن المخطوطة التي قام بتحقيقها الأخ الكريم الأستاذ عبدالعزيز بن سعود الفرهود.

وكعادة الأستاذة حنان في إعداد قراءات دائمة لكتب قيمة وقد أثارت شجوني مرةً أخرى ودعتني في قراءتها هذه إلى عمل هذه المداخلة الكتابية معها مبتدأ بالقول إن صاحب هذه المخطوطة علم من إعلام الكتابة والتوثيق في نجد في زمنه وشهرته ضاربه في الآفاق والمحقق الأستاذ الفرهود يوجد لديه حسب قوله في أكثر من مناسبة أكثر من ثلاث مائة مخطوطة لهذا المؤلف الموصوف بالمجهول ومن يحتفظ بهذا العدد من المخطوطات لا تعجزه الحيلة لمقارنة تلك المخطوطة بما لديه من مخطوطات لا سيما وكلما ورد في المخطوطة المحققة يشير إلى أن كاتبها من أهل الزلفي بلا ريب. ولا شك أن المحقق مجتهد وللمجتهد أجر الاجتهاد والشكر له منا نحن أحفاد ذلك المؤرخ وإن كان من لوم فنحن أحفاده من يستحق اللوم لأن لدينا ثروة هائلة من إرث ذلك الرجل العظيم من المخطوطات ومن ضمنها نسخة لتلك المخطوطة المحققة والتي بلا شك أن المحقق نفض عنها الغبار ودعانا لإخراج نسخة منها كانت لدينا في طي النسيان لإطلاع المحقق عليها للتأكيد له أن والدنا الشيخ محمد هو صاحبها وخطه رحمه الله يعرفه كل ذي بصيرة في الزلفي وما جاورها من بلدات (ومع اجتهاد المحقق فإنه قد وقع في أخطاء خالف فيها الشيخ صاحب المخطوطة والحق مع الشيخ ولا يسمح المقام الآن لذكرها ولعلها تتاح لي وقفة أخرى لتوضيحها إن شاء الله).

ولا زالت محكمة الزلفي وكتابة عدلها تعتمد على وثائق أملاك عقارية وزراعية بخطه رحمه الله فالشكر للمحقق وللدكتور عبدالله بن محمد المنيف الذي له الفضل في الكتابة عنها في إحدى صحف بلادنا ولدارة الملك عبدالعزيز ومسؤوليها الك\رام والشكر موصول أيضا للشيخ أمين التميمي رحمه الله وأسرته الكرام الذين بادروا بإعطائها للدارة قبل فترة طويلة حيث سُجلت في الدارة تحت رقم 858 بعد هذا الاستطراد يحسن بي أن أذكر صاحب المخطوطة الذي وصف بالمجهول وهو البدر المضيء والعَلمُ في قمم المجد والعلم أنه الشيخ محمد بن الشيخ والعالم الكبير عبدالعزيز بن الشيخ والعالم محمد بن سليمان بن منيع حفظة القرآن وصاحب المخطوطة، له مكتبة عظيمة قل أن يوجد مثيلاً لها في عصره رحمه الله فهو العالم وابن العالم وسليل العلم أربعة آباء كلهم أئمة وخطباء وكُتاب لهم في إقليم الوشم مجد وذكر وأثر وفي مدينة الغاط ذكر وبصمة وفي الزلفي كذلك والمطلع على كتاب وثائق من الغاط يعلم مدى حضور أسرة آل منيع في الجانب التوثيقي للمنطقة ولشهرته رحمه الله فقد ترجم له الشيخ محمد بن عثمان القاضي في كتابه روضة الناظرين جزء 3 تحت رقم 481 فقال هو العالم الجليل والحبر الفهامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن سليمان من آل علي من آل عاصم وذكر عن رحلاته في طلب العلم ورحلاته للقصيم والرياض ومن ثم عودته إلى الزلفي وقيامه بالتدريس وإمامة الأوقات في مسجد المنيع بالزلفي والخطابة في الجامع الكبير في صفحة ونصف كما كُتب عنه بمجلة صدى طويق التي كان يصدرها نادي طويق في الزلفي والمحقق أحد محرريها وكتبت عنه أنا أيضا مقالاً في صحيفة الجزيرة العدد 9620 وتاريخ السبت 13-10-1419هـ ذكرتُ فيه الكثير عن هذا العالم ولقاءاته بالملك الموحد الملك عبدالعزيز رحمه الله وكذا تعيينه إماماً لجامع الإمام فيصل بن تركي بتاريخ 20-7-1337هـ وكذا كتابة الأستاذ فايز بن موسى البدراني في صحيفة الجزيرة بعددها 13009 وتاريخ 6-5-1429هـ فيه إشاره إلى وصية الجد محمد بن سليمان المنيع وتاريخها رمضان 1263هـ وأيضا مقال لي نُشر في صحيفة الجزيره تحت عنوان محمد بن منيع تاريخ مضيئ في خدمة الدين والوطن العدد 13310 الأحد 11-3-1430هـ

بعدما تقدم هل يُعقل أن يكون الشيخ محمد بن منيع مجهولاً مع أنك لا تجلس في مجلس من مجالس الزلفي ويأتي ذكر التوثيق والخطابة والرسائل إلا ويرد اسم الشيخ محمد بن منيع حاضراً على كل لسان ثناءً ودعاءً وقد سطر الشيخ عبدالعزيز الراشد أحد وجهاء ورجال الأعمال المشهورين في دولة الكويت وأحد طلاب الشيخ أسطراً من الوفاء عندما أشاد به في احتفال بنادي مرخ بالزلفي بحدود العام 1389هـ وأثنى على دوره في التعليم والتوثيق وخدمة الناس ثم توج هذا بنصه في وصيته على أن تُقام مكتبة عامه في محافظة الزلفي باسم الشيخ محمد بن منيع على نفقته عرفاناً ووفاءً بدوره العظيم في خدمة المحافظة وأبنائها في مجال الكتابة والقراءة والإمامة والخطابة والقراءة على المرضى وعقد النكاح احتسابا للأجر

وقد تميز الشيخ محمد رحمه الله بمميزات كثيرة منها:

1- ولاؤه لولاة الأمر والدعاء لهم في كل خطبة وقد كان كثير من كبار السن يذكرون لنا مقاطع من دعواته لولي الأمر منها قوله (اللهم أنصر سلطاننا عبدالعزيز وأيده بتأييدك) وهكذا سار على نهجه أبناؤه وأحفاده من بعده سيراً على النهج السلفي الذي يرى لولي الأمر الصالح قدره وقد كانت له مقابلات مع الملك عبدالعزيز رحمه الله بحدود ست مرات منها ما كان بالرياض ومنها ما كان بمخيمه بالزلفي ومنها ما كان في منزل الشيخ عبدالله السلمان مدير بيت المال ومنها ما كان في منزل الوالد الشيخ محمد عام 1333هـ.

2- تواضعه الجم وسعيه على المرضى والمحتاجين.

3- مراسلاته مع الكثير من أصحاب السمو والفضيلة العلماء فيما فيه خير الإسلام والمسلمين.

4- نصحه فضيلة الشيخ فالح الصغير وقد كانت بينهما مودة خاصة أن يوفر قيمة الكتب التي كان يشتريها ليصرف قيمتها على أسرته فكان رده رحمه الله مقنعاً أن الزاد الثقافي الذي أستفيد منه ويستفيد منه أبنائي وأخواني أهل الزلفي من هذه الكتب أعظم وأرجأ من الزاد الحسي المتمثل بالطعام وثقتي بالله أنه سيتكفل برزقي ورزق أبنائي وصدق رحمه الله فقد استفاد من هذه الكتب الجم الغفير من الناس في حياته وبعد مماته وإلى اليوم رحمه الله.

وقد علم الله منه صدق النية فخلد ذكره في قلوب الناس وذاكرتهم.

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

وينكر الفم طعم الماء من سقم

لقد بهرت فما تخـفى على أحــد

إلا علـى أحــد لا يعرف القـمــرا

حفيده

عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد المنيع

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة