Monday  18/07/2011/2011 Issue 14172

الأثنين 17 شعبان 1432  العدد  14172

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في زيارة خاطفة بعد غيبة طويلة كنت في أبها.. السحاب والضباب والجو العليل، في أبها التي تشد لها رحال الهاربين من سموم وزمهرير قيظ نجد والخليج عموما.

زيارة قصيرة شرفت بالسلام على أمير عسير فيصل بن خالد المتربع على قلوب أهل المنطقة قبل تربعه على كرسي الإمارة، الحديث عن فيصل لا ينقطع، فهو الذي حكمهم بهذه الابتسامة المشرقة حباً ورأفة وتواضعاً وشعوراً بالمسؤولية.

قلت له أهنئك يا سمو الأمير على ما تتمتع به من فضل من الله به عليك، ورثته عن أبي بندر، وأعني الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- خالد الذي لم أقابله في حياتي، ولكنني أكن له كما يكن له كل من سمع بسيرته وخبر شيئاً من سريرته حباً كبيراً ودعوات دائمة له بالرحمة والمغفرة.

حديث قصير دار بيني وبين هذا الأمير الجليل، ولكنه كان كبيراً في مدلولاته، وقد أكمل هذا اللقاء إهداء جميل من مدير مكتب سموه الدكتور ذعار بن محيا لكتاب للتو صدر وكنت ممن حصل على النسخة الأولى منه، وهو (أمير عسير.. أربعة أعوام من الإنجاز)، كتاب جمع بين دفته المعلومة وجمال الإخراج، يحكي نجاحات وإنجازات تحققت خلال السنوات الأربع التي مضت من تولي سمو الأمير فيصل بن خالد إمارة منطقة عسير، تحكي إنجازات أمنية وتعليمية وصحية وسياحية وخدمية متنوعة وخيرية، وهذه الأخيرة هي حب هذا الأمير منذ نشأته حيث تربى على الخير وفعله في كنف والده - رحمه الله-.

إن منطقة عسير التي تبلغ مساحتها ما يقارب 80.000 كيلو متر مربع وتتميز بصعوبة تضاريسها، حيث جبال السروات الشاهقة وتهامة المنخفضة مما يجعل من العمل في مثل هذه الطبيعة غاية في الصعوبة، كل هذا لم يكن صعباً على العزيمة الأميرية التي كما يقول الأمير فيصل بن خالد (أبشركم جميعاً بأن المنطقة في طريقها إلى نهضة شاملة بإذن الله بتعاون الجميع، لذلك يجب علينا أن نضع أيدينا بأيدي بعض من أجل استكمال بناء وازدهار هذه المنطقة، فالعمل الفردي لا يمكن له أن ينجح بأي حال من الأحوال) وبشارته تلك رأيتها على الطبيعة بهذه المشاريع التنموية المنتشرة في كل مكان مما يؤذن بنقلة نوعية كبيرة للمنطقة.

إن شعور المسؤول بأهمية العمل الجماعي له مؤشر قوي على أن المسيرة أياً كانت هذه المسيرة سوف تحقق أهدافها، فهذا المبدأ كما أنه مبدأ عملي حقيقي فهو في الوقت نفسه مبدأ إسلامي انتهجه رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام منذ بداية دعوته وصار سنة تقتفي من بعده.

ويؤكد سموه ذلك مرة أخرى وبشكل أكثر اتساعاً ليشمل العمل الإنساني بكافة أطيافه وصوره، حيث يقول: (أود أن أقول لكم إن الإدارة والإمارة صنوان للعمل الإنساني، وستظل قناعتي الراسخة في هذا المجال أن أكون قريباً من الرسالة التي حملتها من ولاة الأمر، قريباً متواصلاً مع الإنسان، مستشعراً فيه بالإحساس معادلة المواطنة، وباثاً فيه روح المشاركة، وباباً مفتوحا للوصول والتواصل.

ولقد وجدتها ماثلة أمام عيني وأنا أدلف باب الإمارة حيث هذه الروح المتوثبة والصدور المنشرحة بذلاً وعطاءً يدفعه حب لهذا الأمير، صاحب هذه الرسالة المستوحاة من توجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.

قلت لمدير مكتب سموه أهنئكم على هذا الرجل المميز، فكان أن أفاض بمعلومات أثلجت صدري لكون من هذه صفاته يتولى هذه المسؤولية الكبيرة وفي هذه المنطقة الهامة من الوطن.

إن العمل في منطقة عسير من وجهة نظري يختلف عن العمل في أي منطقة من مناطق المملكة، فالجهد مضاعف عدة مرات والنتائج المتحققة ستكون أقل بكثير، ولكن ما شاهدته وما قرأته في كتاب (أمير عسير.. أربعة أعوام من الإنجاز) جعلني أؤمن بأن عزيمة الرجال المخلصين قادرة بتوكل صادق على الله لتذليل كل الصعاب.

ولذا يقول أمير عسير (لم يعد بإمكان قطاع لوحده أن ينهض بتنمية مهما أوتي هذا القطاع من الموارد البشرية والمالية والفكرية، فالعلم والعمل والمال هي عماد نهضة الأمم وإذا تضافرت جهود أضلاع هذا المثلث في أمة ذات رسالة وإيمان راسخ تحقق لها ما تطمح إليه من تقدم وريادة).

نعم أيها الأمير هذا هو مثلث النجاح، الذي نتمنى أن يكون بين أعيننا دوماً لنحقق تطلعات قيادة هذا الوطن وأمنيات هذا المواطن.

يعتز أمير عسير بتعاون الجميع معه لنهضة هذه المنطقة في تشجيع صريح منه لكل العاملين سواء منهم في القطاع العام أو الخاص الذين أعانوه على ما تحقق من نجاح (اليوم سأقول بكل امتنان أن كبر تجاربي في عسير ليست إلا تجربة العمل مع رجال من كل القطاعات والشرائح الاجتماعية الذين يبرهنون يوما بعد آخر على الاستثناء والتميز والرغبة في العطاء والإصرار على المفاهيم السامية في التضحية استشعاراً بالمسؤولية).

لغة الأمير فيصل بن خالد لغة واحدة هي لغة التعاون واليد الواحدة لا لغة التفرد و(الأنا) الممقوتة، ولذلك كانت هذه الإنجازات وقبلها هذا العلاقة الحميمية بينه وبين كافة شرائح المواطنين، ولذا يحق لنا أن نقول إن لغة التعاون واليد الواحدة هي اللغة التي تحقق أي نجاح وهي لغة فيصل بن خالد.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com
 

فيصل بن خالد.. إنجاز بلغة مميزة
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة