Monday  18/07/2011/2011 Issue 14172

الأثنين 17 شعبان 1432  العدد  14172

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا يُمكن أن يكون التعبير عن حرية الرأي في بعض القنوات الفضائية، مفتاحًا للإساءة إلى الوطن، والافتراء عليه، أو التعدي على سيادته، وكينونته. وعندما يكون الأمر كذلك، فإن الإعلام بأجنحته الثلاثة، سيكون مدعوًا إلى مواجهة من يُريد شراً بالوطن، والإساءة إليه.

في الجمعة - الماضية -، جاءت خطبة مفتي عام المملكة - سماحة الشيخ - عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، من قلب مخلص لبلده، ومحب لأهله، حينما حذر من القنوات الفضائية المستغلة لأبناء الوطن؛ لتحقيق أغراضها الشخصية. بقوله: «استغلت القنوات طيبة بعض هؤلاء، وزجت بهم في أمور كثيرة سيئة، فهي بوابة لأعداء الإسلام يلجوا منها إلى المسلمين، ويقضوا على أمنهم، ويشقوا صفوفهم، ويحملوا الأمة على الشر، والبلاء». مستنكراً - سماحته - الحديث عن الأخطاء؛ لصالح تلك المحطات، فـ: «أخطاؤنا نحلها فيما بيننا، ونبذل لها كل جهودنا؛ لحلها مع قيادتنا، ولا ننقلها لأعداء الإسلام في قنواتهم». وقال: «هم لا يحبوننا، بل يسرهم أن يجدوا فينا من يكون غرضاً لأعدائنا»؛ لتكون خطبته - بحق - رسالة واضحة، كالشمس لا لبس فيها. وترجمة حقيقية؛ للحفاظ على وحدة الوطن، والتحذير من تلك الدعوات المغرضة، التي تُسيء إلى هذا الكيان العظيم.

إن من الخطأ، استغلال تقصير «ما»؛ للتعبير عن مواقف شخصية، صادرة عن بعض القنوات المشبوهة، لا تعكس مواقفها الصادقة، وانتماءاتها الوطنية، بقدر ما تعكس تشويه صورة الوطن، والإساءة إليه بترويج الافتراءات، تحت مظلة داعي الإصلاح، والتغيير.

من الإنصاف التأكيد على سياسة الباب المفتوح، وأنها باقية، لكونها سرًّا من أسرار قوة الدولة، وذلك؛ للتواصل بين الحاكم، والمحكوم. وثمة فرق كبير بين الإصلاح، باعتباره مطلبًا مهمًا، وبين دعاة الفتنة، وأصحاب النفوس المريضة، من الذين استغلوا منابر إعلامية؛ لخدمة أجندات دولية، وتحقيق مصالح شخصية، بعد أن وصلت إلى حد لا يُطاق.

صحيح، ليس بالإمكان القيام بمراقبة حقيقة ما تبثه تلك القنوات الفضائية المشبوهة، من إساءة لرموز الوطن، وإثارة النعرات الإقليمية، والإساءة إلى أبنائه، بعد أن ثبت تربصهم بنا، وبوحدة وطننا. فتجدهم لا يملون، ولا يكلون من بث الشائعات المغرضة، إلا أن الأمل معقود على وعي المواطن، وإدراكه لمحاولات التضليل الإعلامي من خلال فضائيات تعمل على تشويه الحقائق، وتضليل الرأي العام؛ من أجل المحافظة على مكتسبات الوطن، ومقدراته، واستقراره، ومقاومة من يُريد سوءاً به، أو الإساءة إلى أهله. وسيبقى الرهان خاسرًا على نسيج هذا الوطن، ولحمته، لكونه نابعًا من سمات هذه البلاد، وخصوصيتها؛ لتبقى بلادنا عصية - بإذن الله - على الاختراق، حين تتكسر على عتباتها الصامدة سهام المؤامرات الحاقدة؛ ولتجلب في أبهى صورها تلاحمًا، وعهدًا، ومحبة، ووفاءً بين الراعي، والرعية.

drsasq@gmail.com
 

الإساءة للوطن.. عندهم!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة