Monday  18/07/2011/2011 Issue 14172

الأثنين 17 شعبان 1432  العدد  14172

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

عندما تصبح الإجازة الصيفية موسماً للخمول
محمد عبد الله الحميضي

رجوع

 

تمثل الإجازة الصيفية بالنسبة للكثيرين موسماً خصباً للخمول والكسل والدعة, حيث تتعطل خلالها القدرات, ويضعف الإنتاج, ويُغَيَّب العقل, وتضيع الساعات في نومٍ مستمر أو لهو مستعر. هذه النظرة «القاصرة» للإجازة الصيفية تمثل وجهة نظر شريحة كبيرة من الناس صغاراً وكباراً, وهذا يدل على أن مفهوم الإجازة بني على أساسٍ سلبي خاطئ, مما حدا بالطلاب والموظفين في وقت الإجازة إلى تمضية أوقاتهم فيما لا يفيد, متناسين قول الشاعر:

إن الفراغ والشباب والجدة

مفسدة للمرء أي مفسدة

هناك العديد من السلوكيات الخاطئة التي ترتبط بالإجازة الصيفية, ومنها: السهر حتى ساعات الصباح الأولى «وأحياناً الأخيرة!» مما يسبب تأخير الصلوات عن أوقاتها, وقلة النشاط البدني بسبب حالة الخمول التي تكتنف الأسرة بكاملها, وتسمُّر العائلة أمام شاشة التلفاز لساعاتٍ طويلة؛ مما يضعف التواصل الاجتماعي فيما بينهم, ويجعلهم عرضة «للغزو الثقافي» وهم لا يشعرون. ومن السلوكيات الخاطئة أيضاً تضييع مدخرات الأسرة التي تم جمعها خلال سنة في شهر! وذلك بسبب الإقبال «الشره» على الشراء من غير حاجة, وكأن الإجازة لم توجد إلا لاستنزاف الجيوب. هذا إلى جانب بعض السلوكيات الأخرى التي قد تكون مصدر ضرر والتي يقدم عليها بعض الشباب بسبب مساحة الفراغ التي يجدونها, وضعف الوازع الديني لدى البعض والغفلة منهم, وعدم متابعة الوالدين لهم؛ فيكثر مثلا التفحيط في الشوارع وما ينتج عنه من إزعاج للأهالي والتسبب بالحوادث المرورية المميتة, وكذلك التجمع في المقاهي والاستراحات لمشاهدة القنوات على اختلاف أشكالها وألوانها وما يحصل من نقل سلوكيات البعض إلى الآخرين مما قد ينتج عنه الوقوع في أخطاء تضر بالشاب وبمجتمعه, إلى غير ذلك من السلوكيات التي تدل على حجم المأساة التي يعانيها هؤلاء أثناء الإجازة. ومن المعلوم أن بلادنا تعد من أكثر الدول طولاً في عدد أيام الإجازة, لذلك يجب علينا أن نجعل منها موسماً للبناء لا للهدم. والمشكلة أن الكثير من أولياء الأمور يعتبرون أن المدرسة هي المسؤول الأول والأخير عن تربية أولادهم وتعليمهم, مما يعني أن الإجازة هي فترة توقف وسبات عميق! متناسين أن البيت هو أساس التربية ومعقل التعليم, وأن الإنسان هو «الثروة الحقيقية» التي يجب المحافظة عليها وتنميتها واستغلالها الاستغلال الأمثل, وهذه الثروة إذا ما تم إهمالها ولو حيناً من الزمان, فقد يؤدي ذلك إلى «ضياعها إلى الأبد»! قال أحد السلف: (ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت فيه شمسه, نقص فيه أجلي, ولم يزد فيه عملي)... تمنياتنا بإجازة سعيدة يستفاد من كل دقيقة منها سواء بالراحة أو البحث المفيد أو على الأقل لا تكون مصدر ضرر على شبابنا. نسأل الله للجميع التوفيق.

Homidy5@hotmail.com - مكتب شقراء
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة