Wednesday  20/07/2011/2011 Issue 14174

الاربعاء 19 شعبان 1432  العدد  14174

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

روي في الأثر (روّحوا القلوب ساعة وساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت). وقال الإمام بن حزم الظاهري رحمة الله: تأملت في أحوال الخلق، فرأيت أنهم جميعاً يشتركون في دفع الهم!..

فكيف يمكن ترويح القلوب؟ وما هي وسائل أو طرق دفع الهم، لمن هو على..

...رأس عمل وظيفي استنفدت الوظيفة جزءاً كبيراً من طاقته، وكم من ليس هيناً من رغبته في مواصلة العمل؟

لاشك أنها الإجازات، والإجازة السنوية تحديداً.

طبقاً للائحة العمل في السعودية فإن مواد الإجازات السنوي تشير إلى: مادة (52): يستحق العامل عن كل سنة من سنوات الخدمة إجازة سنوية بأجر كامل لا تقل مدتها عن (21) يوماً تزاد إلى مدة لا تقل عن ثلاثين يوماً إذا بلغت خدمته خمس سنوات متصلة ويجوز للمنشأة منح العامل جزءاً من إجازته السنوية بنسبة المدة التي قضاها من السنة في العمل. مادة (53): يجوز الاتفاق في عقد العمل على إجازة سنوية تزيد على ما ورد في المادة السابقة. مادة (54): تحدد المنشأة مواعيد تمتع العمال بإجازاتهم السنوية وفق مقتضيات العمل مع الأخذ بعين الاعتبار رغبة العامل في تحديد ميعاد إجازته كلما أمكن ذلك، ويكون قرار المنشأة في هذا الشأن نهائياً. مادة (55): لا يجوز للعامل أن يتنازل عن إجازته السنوية بمقابل أو بدون مقابل ويجب أن يتمتع بها في سنة استحقاقها ويجوز له بموافقة المنشأة تأجيل إجازته السنوية أو أيام منها للسنة التالية فقط. مادة (56): يوقع العامل عند قيامه بالإجازة إقراراً يوضح فيه تاريخ بدء الإجازة وعنوان المكان الذي يقضي فيه إجازته. مادة (57): تدفع المنشأة للعامل أجره عن مدة الإجازة السنوية مقدماً عند القيام بها وفق آخر أجر يتقاضاه. مادة (58): يستحق العامل أجره عن أيام الإجازة المستحقة إذا ترك العمل قبل تمتعه بها وذلك بالنسبة للمدة التي لم يحصل على إجازته عنها، كما يستحق أجر الإجازة عن كسور السنة بنسبة ما قضاه منها في العمل، ويتخذ آخر أجر كان يتقاضاه العامل أساساً لاحتساب مقابل أجر هذه الإجازات.

مواد واضحة وصريحة هدفها: تجديد النفس، إعادة النشاط، انقطاع عن العمل اليومي المتكرر بغية تغيير للمكان المألوف، القيام بالأعمال المحبوبة للنفس؛ كي يعود العامل أو الموظف إلى العمل بمردود نفسي جميل، وقد تجددت روحه والجسد، واغتسل وتطهر فأصبح مهيأ لمواصلة العمل والركض اليومي. وكما لاحظنا في المادة: (55) عدم جواز التنازل عن الإجازة أو بيعها. حيث أذكر قبل سنة، تقريباً، في إحدى دول الخليج، تم إحداث بند في ميزانية بعض قطاعات الدولة اسمه بند بيع الإجازات الخاص بمنسوبي وزارة الداخلية، وأطلق عليه مشروع الاستبدال لمنتسبي الوزارة المشروع الذي أشار من طرحه أنه سيتيح للضباط والعسكريين والمهنيين العاملين في الوزارة الراغبين استبدال أجازاتهم ببدل نقدي، والإجازة السنوية مدفوعة الأجر أصلاً، وما سيأخذه الموظف حين بيع إجازته هو مبلغ إضافي تريد به الدولة استمرارية بقاء الموظف على رأس العمل. لكن، ولأن المشروع (فاشل)؛ لأن حاجة الجسد للراحة حاجة سيكولوجية؛ مني المشروع بالرفض وبالتالي أعتقد أنه تم إلغاؤه والتراجع عنه. ويكفي أن نعرف أن باريس المدينة الأكثر استقطاباً للسياح، يغادرها أهلها صيفاً لقضاء إجازاتهم على شواطئ برشلونة أو في صحاري مراكش أو مقاهي القاهرة الشعبية أو مياه ورمال دبي أو أسواق سنغافورة، ولم يبقوا في المنطقة الـ تغرينا لزيارتها دوماً؛ ذلك لأن الجمال نسبي، وهو لا يتوقف، كما يظن بعض السواح العرب على الطبيعة الخضراء والمناخ الربيعي، فهناك من يبحث عن الطبيعة الصفراء والمناخ الصحراوي. أيضاً مجالات تنفيذ الإجازة ليست كما اعتاد عليه غالبية الناس، سفر وتنقل من مطعم إلى مجمع إلى شارع إلى مقهى إلى معلم تاريخي أو شاطئ؛ فالمجالات للتنفيذ تختلف باختلاف الأمزجة، والمشارب، والهوايات، والقيمة التي يراها الفرد في الإجازة وبالتالي فالتنفيذ يكون إما: بالحركة للجسم.. ويشمل: الرياضة بكل أنواعها، وتنمية المهارات وتطويرها وممارستها.

التعليم للفكر وتعني: كل علم جديد تريد الاستزادة منه والتسلية بالقراءة أو الكتابة والبحث.

الصيانة للبدن ويعني: إعادة التقييم للنفس والروح، ويدخل في هذا تغيير السلوك، ومحاسبة النفس، والاستشفاء لترميم البدن.

إذا لا نستطيع حصر تنفيذ الإجازة في شيء واحد وبشكل جماعي، فما نستطيعه، الإقرار بأن حاجة الجسد للإجازة حاجة ضرورية جداً وملّحة لا تقل عن حاجة الروح والذهن.

bela.tardd@gmail.com
p.o.Box:10919-Dammam31443
 

بلا تردد
الإجازة السنوية حاجة روحجسدية أم ترف
هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة