Friday  22/07/2011/2011 Issue 14176

الجمعة 21 شعبان 1432  العدد  14176

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

المؤشر يتراجع 0,68% فقط خلال 6 أشهر رغم اضرابات المنطقة والأسواق
اختفاء مصطلح الهوامير شهادة نجاح لهيئة سوق المال

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

د. حسن أمين الشقطي :

مرّ سوق الأسهم خلال تداولات الأسبوع الماضي باختبار صعب لقوة صلابته، ويأتي هذا الاختبار في ظل تداولات مع قرب موعد انتهاء وليمة نتائج الأعمال للشركات الهامة، وفي ظل حالة الهجر الواضحة للمتداولين للسوق على اعتبار أن الفترة من (16-31) يوليو من أصعب الفترات التي يمكن القول بأن تداولاتها هي تداولات هشة بلا سيولة، وبلا قوة دفع.. أكثر من هذا فإن الأسواق العالمية أصبحت عرضة أكبر للاضطرابات أكثر من ذي قبل، وبالتالي فإن التوقعات العادية تسير في طريق إمكانية استجابة السوق لهذه الاضطرابات بسهولة.. إن فترة الأسبوع المنتهي تضع لنا تقييم للصورة الحقيقية للسوق بعد مرور أكثر من أربع سنوات على أزمته الكبرى في فبراير 2006م.

صانع السوق مرئي الآن

في مثل هذه الفترات من كل عام (وخاصة للفترات 2004-2008) كانت هناك اضطرابات شديدة تنتاب السوق في ظل حالة ضعف السيولة خلال فترة الإجازة الصيفية، وكان النهج الرئيسي لحركة التداول هي قدرة الهوامير والمجموعات وكبار المضاربين وغيرهم من ألفاظ ومسميات كانت متعددة، قدرتهم على حمل المؤشر إلى أي منطقة يرغبون فيها، ثم ربما تركه بعد قطف أرباحهم العالية، تركه لمصيره المجهول مع صغار المتداولين.. وكان الهوامير قادرون باستمرارعلى تحقيق أرباح عالية وخاصة في فترات الأزمات أو فترات ضعف السيولة.. وكانوا دائما يستغلون فترات الإجازات في تركيع المؤشر والقيام بتجميعات كبيرة خلال هذه الفترات.. الآن نستطيع القول بأنه منذ بدء فترة ذروة إجازة الصيف ولنحددها بالفترة من (2-20 يوليو الحالي)، فإن المؤشر لم يتغير سوى بنسبة 2,5%، وهو تغيير مبرر وفي نطاق حركة التداولات العادية لفترة صعبة.. البعض يتساءل: متى ستطلق هيئة السوق صانع السوق؟ وولكن التساؤل الذي يفرض نفسه: كيف للمؤشر أن يستقيم هكذا بدون وجود صانع السوق؟ إن القضية الرئيسية التي يمكن أن تثار عندما يتم الإعلان الرسمي عن صانع السوق، ستكون حول: كيف يعمل هذا الصانع؟ ومتى يبيع ومتى يشتري؟ ولمَ باع هنا ولماذا اشترى هنا؟ أي أن الإعلان عنه بشكل رسمي سيتسبب في جدل واسع ونقاش عريض لن ينتهي.. وفي اعتقادي أن عمل الصانع بالشكل الحالي (التدخل غير المباشر) أفضل للسوق من عمله بشكل رسمي معلن.. ما نود تأكيده إن لم يكن هناك صانع، فهل السوق كان سيكون قادرا على الاتزان بنفسه؟ في اعتقادي الإجابة بالنفي.. باختصار هناك صانع سوق وحيد ويدير في اعتقادي عدة محافظ استثمارية كبرى قادرة على صنع التوازن، وهذه المحافظ تم اختيار وانتقاء أسهمها بحكمة.. بحيث تمتلك القدرة على صنع التوازن.

مصطلحات وأعراف

اختفت من السوق

أهم المصطلحات التي اختفت أو ندرت بالسوق الآن، مصطلح الهوامير.. لم نعد نسمع عنه شيئا، فضلا عن اختفاء كبار المضاربين.. ولم يعد هناك تعويل كبير على دخول فلان أو خروج فلان من السوق (كما كان بالماضي).. بل إن السوق لم تعد به مجموعات فاعلة مثل الماضي، ولم يعد به اهتمام كبير برسائل الجوال للتوصيات على سهم (س) أو (ص).. لقد أصبح السوق يسير ويخترق الفترات الحرجة بسهولة ولنقل بثقل كبير.. ولم يعد لأحد القدرة على حمل المؤشر العام أو حتى حمل مؤشرات قطاعات معينة لمناطق معينة صعودا أو هبوطا.. أيضا من السهولة تلمس ضعف قوة الشائعات عنها في الماضي، بل إنها لم تعد مؤثرة.. أيضا من السهولة تلمس صغر وقلة أعداد المهتمين بالمنتديات والمواقع المتخصصة في الأسهم السعودية.. حتى الاهتمام بالتحليلات الفضائية لم يعد كما في السابق، والكل يرى أنه لا جديد فيها الآن، وأن الكلام مكرر، ولا يضيف شيئا، حتى وإن حاول المحللون جذب الانتباه ناحية أشياء أو قضايا معينة، ولكن المحصلة لا جديد.

المؤشر خلال 6 شهور (فترة الثورات العربية).. لا تغيير تقريبا

ومن الأمور التي تؤكد فرضيات عالية بوجود صانع قوي للسوق هو أداء المؤشر خلال النصف الأول من عام 2011م، وهي الفترة التي تخللتها الثورات العربية، وهذه من أصعب الفترات التي يمكن أن يمر بها المؤشر السعودي على الإطلاق في اعتقادي.. لأن المنطقة العربية التهبت بالكامل والمخاوف السياسية كانت كبيرة للغاية.. ومع ذلك - والحمد لله- فإن المؤشر تجاوزها بنسبة تراجع لم تتجاوز 0.68%، وهي نسبة طفيفة لا تذكر بالمقارنة مع حجم وقوة المؤثر السياسي.. فحتى رغم ضعف السيولة المتداولة خلال هذا النصف من العام (والتي وصلت إلى 583.3 مليار ريال فقط)، فإن المؤشر كان قادرا على التماسك وعدم الخروج بخسائر كبيرة.

(*) مستشار اقتصادي

Dr.hasanamin@yahoo.com

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة